
يبدو أن زعيم حزب الله الشيعي في لبنان حسن نصر الله يصر على دعم الطاغية السوري بشار الأسد حتى النهاية، وهو ما كان واضحا في خطابه الأخير الذي حمل تهديدات علنية وفجة بحرق المنطقة بأكملها إذا راهن أحد على إسقاط بشار أو هدد بحرب ضد حليفه إيران، لكن الخطاب برغم مما حمله من تهديدات إلا أنه أظهر وبحسب مراقبين ضعف نصر الله وقلقه على صديقه بشار وأحد حلفائه والذي أصبحت نهايته قريبة في ظل صمود الشعب السوري أمام المذابح اليومية ضدهم من زبانية بشار.
فنصرالله قال في خطابه الذي أذيع قبل أيام في احتفال نظمه حزب الله بمناسبة "يوم الشهيد" في ضاحية بيروت الجنوبية إن الحرب على إيران و سوريا ستتدحرج إلى مستوى المنطقة بأکملها، متخيلا أنه بهذه التهديدات سيجعل القوى الدولية ستخفف من الضغط على النظامين السوري والإيراني وسيخيف باقي الدول العربية بالمنطقة التي يتصاعد غضبها يوما بعد يوم من المجازر الوحشية للأسد ضد شعبه بدعم من إيران التي تسعى لفرض نفوذها الشيعي بالمنطقة، لكن يبدو أن هذه التهديدات لم تلق صداها من جانب الدول العربية التي أصدرت بعدها قرارا في الجامعة العربية بوقف عضوية النظام السوري فيها.
وأخذ نصر الله الذي بدا القلق عليه في خطايه الناري يلعب كالمعتاد على وتر المقاومة الممثلة في حزب الله وسوريا وإيران زاعما أن هاتين الدولتين هما اللتان وقفتا في وجه الاحتلال الأمريکي للعراق، ودعمتا المقاومة، لكنه نسى أو تناسى جرائم العصابات المدعومة من طهران ودمشق في العراق، فضلا عن الدور المشبوه لسوريا وإيران في المنطقة، بل على العكس قام بالدفاع باستماتة على إيران والتغني بقائدها الذي "لا مثيل له" بحد قوله.
ثم أين هذه المقاومة السورية من تحرير هضبة الجولان المحتلة من جانب "إسرائيل" الذي لم يطلق الجيش السوري رصاصة واحدة لتحريرها، كما أن جزءا كبيرا من الشعب السوري لم ير في دعم نظام الأسد لحزب الله وحتى للمقاومة في فلسطين سوى خدمة للمشروع الإيراني في المنطقة. ويقول الكاتب الفلسطيني ياسر الزعاترة في مقال له "حين خرج السوريون يطلبون الحرية ورد عليهم النظام بالقتل والاعتقال لم نملك إلا أن نصرخ قائلين بئست المقاومة التي تمر من فوق أجساد السوريين وحريتهم، وتتنزه فلسطين عن أن تستخدم قضيتها المقدسة تبريرا لهذه الجرائم".
ووجه حديثه لنصر الله قائلا كيف تقول إن ما يحدث في الدول العربية ثورات شعبية حقيقية وليست مشروعا أمريكيا وتستثني منها الثورة السورية، ولماذا تكون الشعوب الأخرى رائعة وثائرة لحساباتها الذاتية، بينما يثور السوريون لخدمة الأجندة الأمريكية ومشروع «الشرق الأوسط الكبير»؟!
وخلال خطابه أيضا، تحدث زعيم حزب الله عن "إسرائيل" واستبعد قيامها بعدوان على لبنان، وهو ما علق عليه القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش بقوله " إن سبب وجود نصر الله وحزبه هو لتأمين حماية النظامين السوري والإيراني وتنفيذ مآربهما وإن حديثه على حرب "إسرائيلية" أو ما شابه لا يخيف اللبنانيين بقدر ما يخيفهم استمرار النظام السوري بقتل شعبه وتهديدات إيران اليومية واستمرار حزب الله بتنفيذ رغبات الولي الفقيه".
كما ذهبت بعض قوى المعارضة للقول بأن حديث نصر الله عن تدحرج الحرب على مستوى المنطقة بأكملها إذا مست هذه الحرب سوريا أو إيران، بمثابة "إعلان واضح وصريح بأن حزب الله سيُقحم لبنان في أي مواجهة محتملة في الداخل السوري أو الإيراني.
ولا يعد نصر الله وحده من يدافع عن نظام بشار، فمنذ اندلاع الثورة السورية، والتهديدات والتحريضات تتصاعد من حلفاء بشار من الشيعة وعلى رأسهم مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي ومقتدى الصدر في العراق الذين هددوا وتوعدوا بحرق المنطقة لحماية نظام دمشق الذي يتهاوى تحت ضربات الشعب السوري، رغم كل ما يلاقونه من أصناف التنكيل والقتل اليومي من الشبيحة والجيش وأجهزة الأمن التابعة والتي قتلت حتى الآن أكثر من 3 آلاف سوري.
ويرى المحللون أن تهديدات حسن نصر الله بتفجير المنطقة من أجل الحفاظ على النظام السوري يؤشر إلى ضعف لا إلى قوة فزعيم حزب الله لم يعد لديه لديه سوى الطنطنة والتهديدات النارية التي لا تجد صدى، لكنه حذروا في الوقت نفسه من فرضية إقحام لبنان بحجة الدفاع عن محور الممانعة في أي حرب يكون طرفها سوريا أو إيران.