أنت هنا

الرد الأمثل على خطة الاغتيالات الصفوية!!
20 ذو القعدة 1432
موقع المسلم

الحمد لله الذي هيّأ لأجهزة الأمن الأمريكية  إحباط الخطة الإيرانية الوضيعة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، وهي في مهدها. لكن إفشال المؤامرة لا يعني التهوين منها بحال، فهي تشبه حال القاتل الذي قرر إزهاق نفس بريئة ثم منعه من تنفيذها مانع خارج عن إرادته، أو اللص الذي دخل أحد المصارف لينهب ما فيه من أموال ثم استغرق في النوم حتى جاءت الشرطة فألقت القبض عليه.

 

تلك حالات فردية لا تقاس البتة على خطة آيات الشياطين في قم لقتل سفير مسلم في الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها من تصميم عصابة تسمى دولة، وترفع شعارات الإسلام زوراً وبهتاناً، وتعمدت ممارسة التقية في جريمتها الفظيعة، إذ لجأت إلى عصابة تهريب مخدرات مكسيكية لإبعاد الشبهة عنها!!

 

نحن المسلمين لم نكن في حاجة إلى اكتشاف هذه المؤامرة الشيطانية، حتى نعرف طبيعة النظام الصفوي الجديد، ومدى الحقد الذي ينهش صدور القوم، وانعدام الأخلاق لدى أصحاب العمائم المزورة. فتاريخ هؤلاء يُغني عن تتبع جديدهم، لأنه مليء بالصفحات القاتمة الكالحة، بل إنه ليس سوى سواد حالك متصل وليس فيه نقطة بيضاء واحدة.

 

وأطفالنا يعلمون حقائق التاريخ القطعية، من أن الرافضة لا يكرهون غير أمة الإسلام، ولا يتآمرون على أحد سواها، منذ البويهيين والعبيديين-المسمين بالفاطميين كذباً وتضليلاً-
مروراً بالصفويين الذين تخصصوا في إجهاض مسيرة الفتح العثماني لقلب أوربا الصليبية،  وانتهاء بدولة الضرار المجوسية الجديدة التي أسسها الهالك الخميني فلم تقتل سوى مسلمين ولم تتآمر إلا عليهم في العراق وأفغانستان وفي داخل إيران نفسها حتى في صفوف الأتباع  لا الخصوم،  وسجلهم في الجزيرة والخليج العربيين لا يقل عما سلف كراهة ودموية.

 

إن الذين أراقوا الدماء الحرام في الشهر الحرام في البيت الحرام، لا نستغرب منهم السعي إلى فعل ذلك في بلاد بعيدة ولكن ضد مسلمين فقط كما هي عادتهم. وإذا نظرنا إلى فضيحة القوم هذه في سياقها نجدها تأتي بين تهييج الأذناب في العوامية ومحاولة الاستيلاء على البحرين وقبلها استخدام الحوثيين كمخلب قط ضد السعودية، ونشر شبكات تجسس في الكويت، ناهيكم عن المساعدة بالقتلة والمال للنظام السوري ضد شعبه الأعزل. . .

 

بيد أن الجانب "الإيجابي"الأكبر لاكتشاف الخطة المروعة في أمريكا قبل وقوعها، يكمن –كما نتمنى-في إيقاظ الغربيين من الغيبوبة المديدة التي أدخلهم فيها ساستهم من غلاة الصليبيين،  الذين أعماهم بغضهم للإسلام،  عن رؤية الشر المجوسي، فعقدوا معه الصفقات الخسيسة،  متوهمين أن هؤلاء الخونة سوف يقفون عند حد، حتى لو كان مراعاة سيادة البلدان الغربية في عقر دارها.

 

ألم يقدّم المحافظون الجدد العراق وأفغانستان هدية مجانية للمشروع الصفوي الشرير؟
أولم يتظاهر الغرب بالعمى والبلاهة وهو يتابع تطور المشروع النووي الإيراني، ويسانده بتمييع القانون وتضييع الوقت في جدل عقيم استمر سنوات مقصودة، في حين جرى غزو العراق بذريعة مشروع لا وجود له بل ثبت بالدليل الناصع أنه تم تلفيقه لتمرير الغزو الصليبي الصفوي المشترك؟

 

أليست خطة اليهود الإستراتيجية لحماية كيانهم الغاصب في المدى البعيد إنشاء تحالف الأقليات بتوطؤ طهران ووكيلها حزب اللات وغلاة نصارى لبنان والنظام الطائفي في سوريا، وكل ذلك كان يجري بمباركة أمريكية بخاصة وغربية بعامة؟ألم يستهل ساركوزي عهده بإنقاذ بشار الأسد من حبل مشنقة المحكمة الدولية بسبب اغتياله رفيق الحريري؟ولكنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، فالجميع بوغتوا وصُعِقوا بالثورة الشعبية السورية التي خلطت الأوراق واضطرتهم إلى إعادة حساباتهم!!
ولا ينبغي للعاقل أن يغفل عن الحماية الغربية غير المسبوقة للنظام السوري حتى اليوم، لأن بقاءه هو الركن الأساس في مؤامرة تحالف الأقليات لتحقيق أمن شامل ومطلق للكيان الصهيوني.

 

وإذا كانت صحوة الشعوب الغربية التي نأمل تحققها لخيرهم أولاً تظل شأناً يخصهم، فإننا ندعو المولى العليّ القدير أن تكفي هذه القضية الموثقة والآتية من أعلى الهرم الغربي، لكي يفيق المتغربون في ديار الإسلام من المخدرات الفكرية التي تجرعوها كثيراً حتى أفسدت عقولهم وحاولوا فرضها على الأكثرية بالقوة إذا تمكنوا وبالمخادعة والتضليل غالباً، لكنها اليوم تسقط بالضربة القاضية، فالصفويون خطر كبير على الأمة حاضراً ومستقبلاً وكل من يواليها خائن وليس مواطناً شريفاً بحسب دعاية المتغربين  المخدوعين الواهمين، أما رؤوس الفتنة الذين أضلهم الله عن سابق عمد وتصميم فلا أمل في شفائهم إلا أن يلج الجمل في سم الخياط!!

 

إنها بالرغم من كل شيء فرصة ذهبية لنا –نحن معشر أهل السنة والجماعة-للتحرر من سياسة رد الفعل والاحتواء الذي ثبت عقمه مع مشروع بهذه الضراوة وهذه الدناءة، ولن يتحقق ذلك إلا بالعودة إلى إطلاق مشروع حضاري إسلامي قوي حازم لا يخجل من هويته الفريدة في نقائها وصدقها وخيريتها واستقامتها، وأما الخطوة العاجلة لتسديد صفعة ملائمة لحجم الجريمة فلتكن في البدء بمؤازرة أشقائنا المظلومين في سوريا، لأن ترددنا على مدى سبعة شهور كان خسارة بكل المقاييس في حين كان أهل الباطل في قم وقحين في مناصرتهم النظام الهمجي الدموي بوقاحة تدعو إلى الدهشة!!