إيران تفي "بوعدها" في "القطيف"
11 ذو القعدة 1432
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

أحداث القطيف التي شهدتها المملكة العربية السعودية الاثنين الماضي بعد أن قام عدد من الشيعة بمهاجمة رجال الامن بقنابل المولوتوف والاسلحة النارية لا تدعو للدهشة بقدر ما تدعو لاتخاذ إجراءات سريعة لتلافي تكرار هذه الاحداث خصوصا وأن مجريات الامور في المنطقة تشير إلى إمكانية ذلك..

 

إيران الدولة التي أشارت إليها الداخلية السعودية في تعقيبها على الاحداث دون تسميتها صراحة وفّت بوعدها الذي قطعته على نفسها بأن تفجر الوضع الطائفي في المنطقة ردا على الاحداث التي شهدتها البحرين أخيرا والتي رأت فيها تحديا لمخططاتها الرامية لاحتلال الخليج وتحويله إلى امبراطورية فارسية مستعينة بالمواطنين الشيعة الذين يعيشون في هذه البلاد ويدينون لها بالولاء..

 

إيران كانت تعتقد أن مخططها في البحرين ممهد تماما وأن الثورات العربية ستدعمه وتمنحه التغطية المناسبة من أجل الانقضاض على الحكم ومن ثم التوجه لبقية بلدان الخليج ولكن الوعي الذي تصرفت به دول الخليج ودخول درع الجزيرة إلى البحرين أحبط المخطط وأربك حسابات طهران وظهر ذلك جليا في تصريحات مسؤوليها المنفعلة والغير محسوبة والتي كشفت عن تهديدات صريحة لدول الخليج, وفي سبيل ذلك جهزت مجموعة من الخلايا النشطة تشمل جنسيات مختلفة لتنفيذ أعمال تخريب في السعودية والكويت والبحرين لإظهارها في صورة غير مستقرة أمام العالم وتبرير أي اضطرابات داخلية تعقب هذه الاعمال ..

 

لا يمكن فصل الشحن الإيراني لشيعة الخليج عن الاحداث التي تشهدها سوريا من أجل صرف النظر عن المأزق الذي يعيشه النظام السوري مع مواصلة الاحتجاجات طوال سبعة أشهر مع تزايد الانشقاقات في الجيش واكتساب الثورة السورية زخما وقبولا دوليا ومحليا وهو ما يؤرق النظام الإيراني الذي يخشى من فقد أكثر الانظمة الموالية له في المنطقة والتي تعد بمثابة بوابة له للخارج في حالة حدوث أي تضييق عليه من قبل الدول الغربية التي تخوض معه معركة النووي..

 

ما حدث في القطيف على الاغلب محاولة لجس النبض لمعرفة ردود الافعال داخل السعودية وخارجها وهو في نفس الوقت رسالة تحذيرية لدول الخليج لرفع يدها عن البحرين وعدم التدخل في سوريا يقول عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للابحاث إن ما حدث "رسالة من ايران لدول الخليج فحواها انها لن تسكت على خسارة حليف استراتيجي هو سوريا وانها سترد. لذا، سنرى تصعيدا في البحرين والمنطقة الشرقية في السعودية", ويرى أنّ "الحادثة ليست عرضية انما مرتبطة بغيرها من الاحداث الاخرى. هناك توجيه وتدريب خارجي واضح، من الاسلحة النارية المستخدمة الى الاعلام المساند، فالمسالة عبارة عن فكر تنظيمي وليس تلقائي". وأوضح أن "تحرك اكثر من سبعين دراجة نارية ليس امرا تلقائيا وهو كانك استقدمت خلية لحزب الله الى العوامية"، في اشارة الى طريقة تحرك حزب الله الشيعي ابان الاحداث الامنية في بيروت. ويتابع ان "قوات الامن كانت تداهم منطقة لاعتقال شخص مطلوب امنيا ومهم ولم يكونوا مستعدين للمواجهة، لذلك فوجئوا باعمال شغب منظمة". ويؤكد بن صقر ان "المطلوب من السعودية اليوم هو كشف الادلة التي بحوزتها لثلاثة اسباب اولها كسب الشارع الذي لا بد ان يعرف ان هناك تدخلا خارجيا سافرا في شؤونه الداخلية من ايران، ثم لاثبات الامر لدول الخليج الاخرى مما يحتم ان يكون الرد مشتركا، وثالثها تحجيم التصريحات الاوروبية او الاميركية".أما انور عشقي رئيس مركز دراسات الشرق الاوسط الاستراتيجية فيرى ان "الحدث في جوهره نوع من تصدير المشاكل للخارج، مشاكل ايران الداخلية، والانتقام من عملية البحرين، وتخفيف الضغط عن سوريا". ويضيف ان "العملية فاشلة من اساسها، لانها شغب منظم عبر اصوات تدل على تدخل ايران وانها من يقف ورءا ذلك". ويتابع "لا بد من الاشارة الى ان الاحداث تتزامن مع قيام السعودية بالتحقيق مع جماعة ارهابية جاءت عن طريق ايران لتنفيذ عمليات اغتيال شخصيات ومرجعيات دينية شيعية في المنطقة الشرقية لكن السلطات احبطتها"...

 

حالة من الغضب الشديد أصابت المواطنين السعوديين إثر هذه الاحداث مع مطالبات باتخاذ إجراءات حازمة وحاسمة ضد مثيري الفتنة وهو ما ترجمته تصريحات بعض أعيان الشيعة في القطيف الذين تبرأوا من الاحداث وأدانوها ولكن هذا وحده غير كاف وينبغي عليهم أن يقدموا من تسبب في هذه الاحداث للعدالة وأن لا يلتمسوا له العذر لان المناخ الطائفي الذي ستؤدي إليه مثل هذه الاحداث سيثير الكثير من التداعيات السلبية.