أنت هنا

الاستفزاز الصفوي والحزم الواجب!
9 ذو القعدة 1432
موقع المسلم

لم نكن في يوم من الأيام ننتظر جرائم عملاء طهران في المنطقة الشرقية بالمملكة، لكي نُكَوّنَ رؤيتنا لشرور المؤامرة الصفوية ولمعضلة ولاء كثير من الرافضة العرب للمَرَاجع الحاقدة في قم والنجف، على حساب البلدان التي يحملون جنسيتها وينعمون بخيراتها لكنهم يتنكرون لها بسبب معتقداتهم الضالة.

 

وندرك مسبقاً أن هذه المنكرات التي تهدد أمننا الوطني، لن تبدل في رؤوس الحفنة المتغربة أي فكرة جاهزة لديهم ومتكلسة في أدمغتهم المتخشبة، ليس لأنهم من جماعة:عنز حتى لو طارت فحسب، وإنما لأن أحكامهم وآراؤهم مستوردة ومعلبة في عبوات غير قابلة للفتح.
غير أن هذه الوقائع التي يجوز وصفها بأنها ضارة قد تكون نافعة، يمكنها أن تستنقذ شريحة غير قليلة العدد، من السذاجة التي انتشرت بتأثير أكاذيب الإعلام التغريبي الذي يحتكر القنوات الإخبارية ويفرض عليها رؤاه-بل رؤى سادته في الغرب-، وأهمها: الحديث عن الوطنية بمفهوم مخادع يرمي إلى إعلاء شأن الأقليات وتهميش الأغلبية الساحقة، وكذلك رفع شعارات خرقاء مثل:الدين لله والوطن للجميع.... وليس لتلك الألاعيب سوى غاية خبيثة واحدة، تتلخص في محاصرة المسلمين في المساجد، ربما لفترة موقتة ريثما تقوى مخالبهم فيصبح في وسعهم محاربة الدين جهاراً وتهديم المساجد على غرار نظام الأسد في سوريا!! فالتقية مطلوبة وهي التي تجمع غلمان التغريب وعمائم المجوسية الجديدة في صف واحد!! 

 

وما لنا نندهش من كل ما سلف، وها هم عملاء الولي الفقيه يتحركون ضد الوطن الذي أغدق عليهم كل خير، بعد أقل من يومين على تسرب تهديد جلاد سوريا بإشعال دول الخليج العربية في غضون ست ساعات، الأمر الذي يُغْني عن أي دليل آخر لإثبات خيانة هؤلاء الأدوات.

 

وقبل أسابيع قليلة، أطلق السفاح المأزوم هناك أفاعيه الحاقدة، لتبث سمومها، فأخذت تتوعد السعودية والكويت وقطر والبحرين تحديداً، بتحريك الرافضة فيها لزعزعة أمنها.
وقد جاء ذلك الوعيد الصفيق عشية قرار متأخر اتخذته هذه الدول احتجاجاً على استفحال مجازر بشار ضد شعبه الأعزل المسالم، وكأنه اعتراف ضمني بجملة من الحقائق التي كان النظام السوري يحرص على إخفائها. فالنظام الذي يدعي أنه علماني يقر بأنه طائفي من رأسه إلى أخمص قدميه، ليس فقط في داخل الستار الحديدي الذي شيده حول سوريا على امتداد41سنة، ولكن حتى في سياسته الخارجية!!
وهي شهادة ضمنية بأن رافضة الخليج موالون لجهات أجنبية وليس لأوطانهم البتة!!

 

مع محاولة بائسة لجعل الثورة السورية ثورة لأهل السنة وحدهم، وهي محاولة أسقطها السوريون من مختلف مكونات مجتمعهم.
صحيح أن النظام السوري غارق في مأزق نهايته بإذن الله وقد أنهكه الشعب السوري البطل من دون أن يحمل المتظاهرون أي سلاح ولو كان من سكاكين المطبخ، وصحيح كذلك أن سفاح الشام ليس صاحب كلمة على أذيال خامنئي العرب، لكن الحقيقة الدامغة تتحدث عن نفسها بأفصح لسان، وهي أن أمر العمليات صدر عن الولي السفيه لنصرة بشار المهزوم إلا قليلاً!!

 

إن هؤلاء المجرمين الذين يريدون نشر الفتن في بلاد التوحيد وإثارة الاضطرابات في ربوعها، يجب معاملتهم بحزم سياسي بعد الحزم الأمني، إذ ينبغي تخيير رؤوس الفتنة المحليين بين العيش بأدب وبين مغادرة البلاد إلى "الفردوس"الموعود عند سادتهم أحفاد أبي لؤلؤة.
وعلينا في القوت ذاته مد يد العون إلى عرب الأحواز لعدالة قضيتهم في المقام الأول، ولكي يفيق المجوس الجدد من أوهامهم ويدركوا أننا أقوياء ويمكننا رد الكرة إلى مرماهم بقوة وكفاءة.
إذ ما من دولة تسمح لرعايا يحملون هويتها وهم يحملون هوى دولة أجنبية حتى لو كانت دولة صديقة، فكيف إذا كانت دولة معادية تتربص بالبلد الدوائر على مدى عقود من السنين عديدة؟

 

فإذا كانت دولة الخميني الحافلة بالظلم والفقر والخوف هي النموذج الذي يرومون فرضه علينا، فليذهبوا هم إليه، لكي "يتنعموا" بما يتنعم به ملايين المظلومين من عرب الأحواز،  بالرغم من أن أكثرهم كانوا إلى فترة قريبة من أتباع الاثني عشرية!!
إن من أوجب الواجبات إزاء هذا الفجور  الصفوي هي الضرب بيد من حديد وبتر الأيدي العابثة بأمننا لحساب أعدائنا، ولا يجوز بحال أن ننتظر تكرار جرائمهم في بيت الله الحرام أو تفجيرات المقاهي الشعبية في الكويت في فترة الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي.