الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله ..
أما بعـــد :
قضية بدأت بالانتشار في الآونة الأخيرة ..
فتيات ذوات شعر قصير جدا ، يشبه شعر الفتى ، بل ربما حلقته لتحلق معه ما بقي من الأنوثة .. المشية مشية الفتى ، وهي كذلك في لبسها .. مشية مسترجلة .. صوت رخيم لا تحمل صاحبتها من معالم الأنوثة أدنى معلم !!..
إنها ظاهرة تسمى ( البويات ) وهن اللاتي يطلق عليها المجتمع اسم ( المسترجلات ) !!..
البويات جمع لكلمة البوية ، وهي عبارة لتأنيث كلمة ( boy ) بوي أي الولد بالإنجليزية ..
لاعجب أن تسمى من كانت اسمها بدرية بـ (بدر) ، أو صالحة بـ (صالح) ونحو ذلك ، بل تعدى الأمر مجرد التشبه بالولد من قبل المسترجلات إلى مسألة التطابق والتماثل !!..
إن تصاعد حدة هذه الظاهرة ، والمجاهرة بها ، يستوجب تسليط الضوء عليها من منظور شرعي واجتماعي ..
ولكن مما يجدر التنبيه عليه قبل أن ندلف إلى الوقفات ، أن أذكر أنه ليس كل فتاة مسترجلة يلزم أن تكون بوية ؛ لأن البويات على قسمين :ـ
القسم الأول مظهر فقط ، ولكن لا يؤمَن على مثل هذه أن تكون هذه الخطوة هي أول خطوات الشيطان لدخول هذا المستنقع ، وهذا ما حصل لكثير من الفتيات .
القسم الثاني مظهر وفكر ، وعن هذه الفئة سيكون الحديث بمشيئة الله تعالى .
فإلى هذه الوقفات :ـ
الوقفة الأولى : كــبيرة
إن الاسترجال ، أو ما يسمى بالبويات كبيرة من كبائر الذنوب والتي لا يغفر لصاحبتها إلا بالتوبة والرجوع إلى الله ، وإن فاعلة ذلك ملعونة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما ورد ذلك في حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ، والمتشبهات من النساء بالرجال ) رواه البخاري ومسلم .
فهل يهون عليك - أختي المسترجلة - أن تكوني مطرودة من رحمة الله وملعونة ، كل ذلك من أجل تقليد أعمى أوصلك إلى هذه الهاوية ؟!.. فتفكري إن الأمر جد خطير !!..
الوقفة الثانية : شبهـــة
كثير من الأخوات المسترجلات ( البويات ) إذا ذكرن بعظم جرم من تشبهت بالرجال ، قالت : أنا لا أقصد من وراء ذلك التشبه بالرجال ، وإنما أفعله من باب التغيير ، ليس إلا !!..
ويبقى السؤال هنا : هل يشترط القصد بالتشبه ، أم أن مجرد الفعل والمحاكاة توقع في التشبه ؟.
والجواب على ذلك كما ذكره بعض العلماء ، أن التشبه لا يشترط فيه القصد ، بل إن مجرد المشابهة توقع المتشبه بالمحذور سواء قصد أم لم يقصد .
الوقفة الثالثة : قصــص داميـــة
سأذكر طرفا من قصص تلك اللاتي وقعن في هذا المستنقع الآسن من باب قوله تعالى ( فاقصص القصص لعلهم يتفكرون )
القصة الأولى :ـ
-------------
لفتاة اسمها بدرية وقد أسمت نفسها ( بدر !! ) وقد سمعت لها مقابلة صوتية تذكر بأنها التحقت بعالم الشباب وتفتخر بذلك ! ، وذكرت بأن لها عشيقات تقوم بمعاكستهن كما يفعل الشباب تماما ! ، وقد طلبت من إحدى عشيقاتها السفر إلى بلاد يتاح لهما الزواج المثلي ! ، فاتصلوا على عشيقتها فوافقت ! ، وتقول هذه البوية : أنها قادرة على الإنجاب منها بعد التدخل الجراحي ، وستقوم بمسؤولياتها تجاه أولادها من هذه العشيقة !! .. نعوذ بالله من الحور بعد الكور ومن الضلالة بعد الهدى !!.. وقد أوردت هذه القصة للتدليل على الانحلال الأخلاقي الذي تسير عليه هذه الفئة !..
القصة الثانية :ـ
---------------
تقول إحدى الطالبات في إحدى كلياتنا : أقيمت مسابقة للبويات باتخاذ زعيمة لهن والتصويت في حرم الجامعة ، كما تقول هذه الأخت : ( قدام الله وخلقه !! ) .. وفازت الأخت بندر على الأخت حسن !!!!..
الوقفة الرابعة : الأســباب
مما لاشك فيه أن لهذه الظاهرة أسباب أدت ببعض فتياتنا إلى الإنحراف وهي كالتالي :ـ
* ضعف الإيمــان .
* وجود مشكلة في النمو النفسي الجنسي للفتاة .
* حالة من التمرد والرفض من قبل الفتيات تجاه المجتمع بسبب التمييز الاجتماعي .
* قد تتعرض الفتاة للتحرش الجنسي من المحيطين بها ، فتشعر بالضعف لكونها عرضة لهذا التحرش فتلجأ للتحول لمظهر الأولاد !.. تقول الدكتورة فاطمة عياد المعالجة النفسية والأستاذة في جامعة الكويت : ( من خلال عملي في معالجة البويات وجدت أن 80 % من البويات تعرضن لعنف واعتداء جسدي ، بالإضافة إلى التمييز بين البنت والولد !) .
* التعامل مع الفتاة على أنها ولد من قبل أهلها ، فتكبر وهي نافرة لجنسها رافضة له !.
* التقليد الأعمى من قبل الفتيات للمظاهر الغربية .
* أن المسترجلة من خلال هذا العبث تحاول لفت الأنظار إليها لكونها تعاني من مشاكل نفسية .
* غياب دور الأهل في رقابة الأبناء والبنات .
* الإعلام السيء بمختلف أنواعه .
* حماية الفتاة نفسها من أي أذى يطولها من أجل استرداد حقوقها المظلومة .
* اعتقاد بعض الفتيات أن البعد عن الدين والخروج عن المألوف نوع من الحضارة والتقدم .
* الفراغ القاتل ، وهذا السبب هو العامل الرئيسي لكل انحراف يحصل للفتاة .
* انعدام ثقة الفتاة المسترجلة بنفسها ، وعدم اعتزازها بهويتها .
* الحرمان العاطفي الذي تعيشه هذه الفتاة .
* شعور الفتاة بالسيطرة على من حولها ، فحب السيطرة سبب من أسباب الاسترجال عند بعض الفتيات .
* صديقات السوء .
* أن خوف الأسوياء من البويات أكسبهن القوة وساعد على تزايدهن .
* النت .. فهناك مواقع ومنتديات متخصصة بهذه الظاهرة ، ولولا خشية إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا لذكرتها !!.
الوقفة الخامسة : مظـاهــر
وأهم مظاهر البويــات هي :
تخشين الصوت - لبس الملابس الشبابية - حلق الشارب - محاكاة مشية الرجل وحركاته - التسمي بأسماء الأولاد - إبراز العضلات - إخفاء معالم الصدر - شرب السجائر - الميل للهوايات الشبابية - ترك الزينة الخاصة بالنساء - الاستغناء ببنات جنسها عن الزواج - قلة الحياء !!..
الوقفة السادسة : العــــلاج
سأحاول في هذه الوقفة أن أصرف وصفة علها أن تسهم في علاج هذه المشكلة ..
فمن وسائل العلاج ما يلي :ـ
1ـ ممارسة الأعمال التي تزيد الإيمان ، كزيارة المرضى ، والإكثار من ذكر هادم اللذات ، وحضور مجالس الخير ، والإكثار من قراءة القرآن وذكر الله ، والتفكر في حقارة الدنيا ، والحذر مما يقسي القلب ومن السيئات ولو كانت ذنبا واحدا ، والدعاء .. وغيرها
2ـ غض البصر ، فهو من الأسباب التي تحفظ القلب عن التعلق وأمراض الشهوات .
3ـ المحافظة على الصلاة بأوقاتها وبخشوع فهي علاج لكل انحراف كما قال تعالى (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر).
4ـ الحذر من مطالعة القنوات ومواقع النت التي تهدف لإثارة الشهوة .
5ـ التثقيف الصحي للفتاة من الناحية النفسية والجنسية ، وتوضيح الآثار المترتبة على تلك الممارسات الخاطئة .
6ـ ملء أوقات الفراغ بما يفيد الفتيات ، واكتشاف مواهبهن .
7ـ الحرص على مجالسة الصالحات والحذر من صديقات السوء .
8ـ أن تحرص الداعيات على محاورة البويات ومخاطبتهن على أنهن إناث ، والتوصل بلغة التفاهم إلى عالمهن .
9ـ تفعيل الأنظمة والقوانين التي تقوم على محاربة هذه الظاهرة من خلال فرض عقوبات صارمة .
10ـ تكثيف المحاضرات والندوات حيال هذه الظاهرة .
11ـ على الأولياء احتواء العاطفة الجياشة لدى الفتيات .
12ـ اليقين الكامل بحكمة خلق الله تعالى ، فقد خلق لكل جنس ما يناسبه من خصائص وصفات ، يقول الخالق عزوجل ( ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ) .
13ـ الحذر من النظرة الدونية للفتاة على أنها أنثى ، أو هضم حقوقها الشرعية .
14ـ على الفتاة مراقبة الله عزوجل ، وتقوية جانب الخوف منه تعالى .
ختــامـــا ..
يامن دلفت إلى هذا العالم المظلم !!..
يافتاة الإسلام والعقيدة .. هل أنت من خلال سلوكك هذا الطريق المشين تبحثين عن مجدك المفقود ؟!..
هل تعتقدين أن الله ظلمك حين خلقك أنثى ، حينما تمردت على فطرتك التي خلقك الله عليها ؟!..
هل تعتقدين حين سلكت هذا الطريق أنك بلغت مبلغا من التقدم والحضارة ؟!..
قولي لي بربك .. عن أي شيء تبحثين ؟!..
لقد تأملت نصوص الوحيين فوجدت فيها الكرامة التي لا تعدلها كرامة .. نصوص تدل على منزلتك ومكانتك ..
فيا أيتها الفتاة .. جمالك في أنوثتك .. فتوبي إلى الله واستغفريه إنه كان غفارا ..
أسأل الله أن يجعلك هادية مهدية ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..
