معارض سوري يتوقع انقلابا عسكريا علويا على بشار حماية لمستقبل الطائفة
12 شوال 1432
رضا عبدالودود

عضو الهيئة الوطنية الاستشارية للتغيير رياض غنام:
 سقوط النظام بات وشيكا رغم الدعم الإيراني ومصالح روسيا والصين..بدليل تحولات الموقف الإسرائيلي والأمريكي
-   قلب موازين القوة في الشارع السوري لصالح الثورة علي المستوي السياسي والاقتصادي والاجتماعي أنجح الوسائل الثورية لإسقاط نظام بشار
-  تضخم أعداد تنسيقيات الثورة بالداخل والخارج والثورة في منتصف الطريق عيب سياسي يهدد الحراك السياسي بالمستقبل

 

حذر عضو الهيئة الوطنية الاستشارية للتغيير بسوريا أحمد رياض غنام، من مخاطر الانزلاق المتسارع نحو الطائفية بسوريا، قائلا: نحن فى سوريا لا نحب أن نتكلم بالطائفية ولكن هذه هى الحقيقة، النظام استطاع خداع الطائفة العلوية وتوريطهم فى ذلك، فالعائلة الأسدية لا تهتم على الإطلاق بهم بل وتزيدهم فقراً حتى ينزحوا إلى المدن السنية وينخرطون بها، وبذلك يستطيعون التغلغل داخل المجتمع السورى، بالإضافة إلى بث الحقد فى قلوبهم نحو السنة لأننا كما يدعون يعيشون فى المدن وهم يعيشون فى الفقر والقرى والأطراف المعزولة.

 

ووصف غنام في حواره "للمسلم" الانشقاقات داخل الجيش السورى وقوى الأمن بالمتواضعة رغم مرور أكثر من أربعة أشهر على اندلاع الثورة السورية، مضيفا: نحن نرى كيف يضرب الشهيد بعد قتله، وهو مجثى على الأرض رغم أنه ميت..هذا إن دل، فإنما يدل على حقد دفين من جانب هذه الطائفة على السنة المساكين.

 

وزاد غنام: ومما يدلل أيضاً على صحة كلامى، هو عدم إنكار الطائفة العلوية للمجازر التى تحدث بحق أبناء وطنهم، ولم نر بياناً واحداً لأى عالم منهم يدين القتل والتهجير والاغتصاب، وهذا يؤكد رضاهم وإذعانهم لما يروجه الأسد ونظامه، من أن السنة ستفترسكم إذا تمكنوا من إسقاط النظام، وهذا قول ثبت كذبه....وإلى تفاصيل الحوار:

 

- متي سيسقط نظام بشار الأسد؟
حين تكتمل عناصر سقوط هذا النظام، ولابد من عدة خطوات؛ إما خطوات تتأتي من خلال ازدياد ضغط الشارع في سوريا، وإما من خلال مجموعة ضغوط دولية، لأن الضغط الدولي لا يأتي بصورة منفردة عبر منظومات دولية متعددة كالمحكمة الجنائية الدولية والعقوبات الاقتصادية وعقوبات تأتي أحياناً من الاتحاد الدولي الأوروبي، وبالتالي هذه العقوبات الاقتصادية التي ذكرتها هي ستكون بمثابة الطوق الذي يحيط بعنق هذا النظام.

 

- وماذا عن الضغوط الإقليمية والعربية؟
المنظومة الشرق أوسطية برمتها مُخترقة، فهذه المنظومة كان يمكن لها أن تسرع في سقوط النظام، إلا أنها منكسرة ومخترقة غير مكتملة الدائرة..فهناك الاستراتيجية الإيرانية الفاعلة علي الأرض السورية تكسر هذه المنظومة. وبالتالي طول عمر بقاء النظام يعتمد علي الاستراتيجية والدعم الإيراني المطلق، بجانب التخاذل الدولي والإقليمي بالمنطقة، بالإضافة إلي القمع الشديد الذي يمارس ضد النشاط الثوري في الداخل السوري..كل تلك المعطيات تؤخر في سقوط النظام.

 

إراقة الدماء نهاية الطغاة
-لكن كما عهدنا في الثورات العربية إذا سقط قتلي وأريقت الدماء فلابد أن يسقط النظام؟

-هذا في عموم الثورات عندما تنطلق فهي تنطلق ضد نظم ديكتاتورية، وبالتالي هي تؤسس لعملية إصلاحات قادمة ورؤية شاملة. ما يحدث الأن في سوريا هي ثورة في المطلق وهي تتجه نحو إسقاط هذا النظام، لكن متي يسقط هذا النظام هذا هو السؤال الكبير نحن لا نشكك في ثورتنا، نحن علي ثقة بأن هذه الثورة ستستمر وستزداد اشتعالاً، وقد يأتي عاملاً مفصليا في هذه الثورات عندما يتكون لدي المجموعة الكبري الصامته في الشارع السوري أن هذا الحراك هو حراك غير ذي طابع عقائدي، هو ثورة في المطلق لإسقاط نظام هذا الديكتاتور وعندما تتكون أيضاً الرؤية لدي هذه الفئة الصامته بأن القادم من الأيام أثناء وجود حكم الرئيس هو دمار لسوريا ومزيد من القتل.. من هنا قد يتحرك هذا الصامت ويطلق حنجرته مساعداً للثوار...لذا فإن اقتناع الأغلبية الصامتة بالثورة، سيطلق المرحلة المفصلية لنجاح الثورة.
من هنا أود أن أشير أن التغيير سيأتي من داخل سوريا وليس من خارجها.

 

انقلاب خاطف
- وماذا عن تطورات موقف الجيش السوري؟

هذا الجيش في المطلق ليس بجيش وطني علي الاطلاق، هذا جيش أعد خصيصاً لحماية النظام وله آلية خاصة في الدفاع، وهناك آلية أيضاً خاصة في الانتساب لهذا الجيش، من هنا يمتزج العامل السياسي مع الطائفي ولسنا نحن الذين أردنا هذه الآلية. فالنظام هو الذي فرض هذه الآلية منذ 47 عاما.

 


نحن نشير فقط إلي أننا كسوريين متفاهمين مع جميع الطوائف بأننا علي علاقة تمازجية وعلاقة صحية رائعة، وأن لعب النظام علي الوتر الطائفي لم يفيده ولكن في سؤالك لابد من أن أشير إلي ماهية هذا الجيش؟

هذا الجيش طائفي علوي بالمطلق، إن كان هناك بعض السنة فهم هامشيون لا يقدمون ولا يؤخرون، وبالتالي نحن لا نستطيع أن نعتمد علي الجيش الآن في هذه المرحلة إذا أردنا أن نستبق الأمور..
سـأقول لك ما هو العامل المفصلي... فالتغيير سيأتي من الداخل. فمنذ عامين فقط لا ثالث لهم الضغط الثوري بدأ في الداخل السوري. وأتوقع عملية انقلاب عسكري سريع ستحدث عاجلاً أم أجل.

 

-من الذي سينقلب إذا كان كلهم موالون للنظام؟
الضباط العلويون، الذين يقتلونا الآن وكذلك شبيحة النظام 80% من تشكيلتهم الطائفية هم من الطائفة العلوية!
أي أنهم يمارسون صيغة القتل المباشر المتعمد وعلي مرأى من الناس أجمع والرأي العام الدولي، ولكن سيأتي الخلاص أيضاً وهذه المعادلة غريبة جداً، سيكون الخلاص أيضاً علي أيدي ضباط من الطائفة العلوية لم تتلوث أيديهم ولن يقتلوا أبناء شعبهم ليس كل الفرق منهمكة في القتل. هذه فرق معينة تمارس عمليات القتل وبالتالي لازالت هناك فئة في قيادات الجيش لم تمارس هذا القتل، وأعتقد أنها في صميمها ليست موافقة علي هذا القتل.. من هنا أقول المعادلة الغريبة التي أراها أنا هي مفصلية في الملف السوري، أعتقد أنه هناك تدخلا سيكون من قبل هؤلاء القادة أولاً لإنقاذ رقابهم، لأنهم سيؤخذون بجريرة غيرهم، ولكن في الاستراتيجية البعيدة هم سيدافعون عن الطائفة في هذه العملية، لأن الطائفة الآن موضع اتهام من جميع أفراد الأمة وإذا سقط النظام ولم يحدث هذا الانقلاب سيكون هناك نظرة غير طيبة لهذه الطائفة علي الإطلاق. وأنا لا أتحدث لا عن عمليات قتل لا سمح الله، لكنهم سيكونون في موقف أنا والله أقسم أنهم لا يحسدون عليه علي الإطلاق ولكن أنا لدي ثقة كاملة في بعض القيادات..

 

-هل من دلائل سابقة علي حدوث مثل هذا السيناريو؟
سوريا بلد الانقلابات أكثر بلد في الوطن العربي يحدث فيها انقلابات عسكرية، هذا الاستقرار الذي دام علي مدي عقدين أو ثلاثة عقود في فترة حكم حافظ الأسد وصولاً إلي الابن بشار الأسد هذا ليس باستقرار جاء نتيجة سيولة في الاقتصاد وراحة في الحراك السياسي, علي العكس إنه استقرار قهري تم علي أيدي رجال الأمن والمخابرات...نحن لا نستطيع أن يتجمع ثلاث أشخاص ليتحدثوا في شأن عام وبالتالي هذا ليس باستقرار هذا قمع.

 

تشظي المعارضة
-هل يمكننا الحديث الآن علي إمكانية التوافق بين قوي المعارضة سواء في الداخل أو الخارج حول رؤى لمستقبل سوريا بعد الأسد؟

هل يوجد معارضة في الأساس! يوجد معارضات في الخارج يوجد أفراد تعارض وكل ينطلق من مصلحته الخاصة تأتي هذه المعارضة من خلال مصالحهم الخاصة وحتى في الداخل..

 


-ومن الذي يقود الثورة في الداخل؟

الثورة تقود نفسها. هذا حراك شعبي ولا فضل لأحد ولا منة لمعارض يدعي هذا، لا المعارضة في الخارج ولا في الداخل. أما من نسمع عنهم وتشاهدهم يمارسون الثورة عبر المحطات الفضائية، وهم مجرد أشخاص يعادون النظام لمصالح خاصة.
فالمعارضة الحقيقية في الخارج لابد أن تملك برنامجاً وطنياً.. وأتسأل أين هذا البرنامج الوطني؟ لا يوجد معارضة حقيقية. هناك معارضة متهالكة علي مقاهي باريس وأوروبا وبريطانيا جاءها الطمس السياسي منذ فترة بعيدة، ثم فوجئت بأن هناك حراك ثوري كما فوجئ النظام.. أي أن المفاجأة كانت للنظام وللمعارضة علي حد سواء.

 

أي أن المعارضة أرادت أن تنجب إبنا لكنها كما قلت قد قطعها الحيض السياسي فتبنت هذا الابن (أبنائنا في الشارع السوري المنتفض) ونحن في الإسلام لا نؤمن كثيراً في التبني، وبالتالي لا يوجد معارضة حقيقية علي الإطلاق؛ هناك تلاقي مصالح ليس أكثر ولا أقل.. تلاقت مصلحة هؤلاء المعارضون جميعاً مع مصلحة الثورة فامتطوا خيل الثورة وبدأوا يهبون ويرفعون الصوت.

 

كما أن هناك معارضة تعمل تحت سقف النظام وتحت سقف القمع الأمني. وأكثر ما تستطيع أن تتحدث به: أن تعود الدبابات إلي ثكناتها وأن يطلق سراح المعتقلين السياسيين ويتوقف القتل، وتستمر المظاهرات بحالة سلمية ثم لنبدأ عملية إصلاحية.. دون التطرق إلى الآلاف الذين قتلوا وشردوا واللاتي اغتصبن والمعتقلين في السجون الذين عذبوا وأهينوا في كراماتهم !! هؤلاء نقول للسيد الرئيس عفى الله عن ما مضي ولنبدأ صفحة جديدة..وهذا منطق المعارضة في الداخل..

 

أما منطق المعارضة في الخارج فهو الصراخ ثم الصراخ ثم الصراخ والعويل والبكاء علي الأطلال، وعندما نأتي علي المؤتمرات لنتجمع تجد التفرقة، وعندما ننادي بضرورة لم الشمل فيذهب عدة أشخاص من هذا المؤتمر خلسة في جنح الليل، وعدة أشخاص من هذا المؤتمر ليجتمعوا في اسطنبول ويطلقوا مجلساً وطنياً.

 

والمفارقة الكبري أن أحد أعضاء هذا المجلس لا يعلم أنه عضواً في هذا المجلس إلا من وسائل الإعلام.. هذا حقيقة المجلس الذي أعلن..
أنا أتحدث في المعارضة في المطلق من يعمل في السياسة ويعارض فليقف إلي جانب هذه الثورة ليست ثورة سياسة ولا أيدلوجيات..إنها ثورة شعب تتجه في اتجاه التغيير الشامل من يريد أن يتحدث في الأيدلوجية فليذهب إلي بيته، ومن يريد أن يسير خلف الثورة فليأتمر بأوامر الثوار.. الثوار قالوا كلمتهم في الداخل لا نريد مجالس الآن الوقت مبكر..إلا أنهم خانوهم وأطلقوا هذا المجلس..من هنا حدث الانفصال بين الثورة وبين كل المعارضات..

 

لا خوف بعد بشار
-وما تأثير ذلك الوضع بعد سقوط بشار؟

بعد سقوط بشار لا شيء يخيف علي الإطلاق في ظل هذه الخلافات. هذه الخلافات والأيديولوجيات السياسية في ظل نظام حر تستطيع أن تشكل أحزاباً كما تشاء، فلتنضوي كل هذه الأيدلوجيات تحت الأحزاب. فمن يريد أن يكون شيوعياً ليذهب إلي الشيوعية كما يشاء، ومن يريد أن يكون ليبرالياً أو اشتراكياً أو مستقلاً أي شيء فليكن كما يشاء. وهناك صناديق الاقتراع الحد الفاصل بين الجميع. والشعب السوري شعب مثقف جداً ويجيد القراءة ويعرف من استغل هذه الثورة جيداً ويعرف أين يضع ورقة نعم أو لا..فلا خوف علي سوريا علي الإطلاق بعد سقوط نظام بشار الأسد.

 


-هل ينطبق ذلك علي الصعيد السياسي فقط ؟

لا علي جميع الأصعدة، هذه الثورة سلمية بالمطلق وليست ثورة أديان. وما يقال بأننا نخرج من المساجد ثم الادعاء علينا بإسلامية هذه الثورة. أقول لهم رداً واضحاً وصريحاً نحن لا يمكن لنا أن نتجمع في مكان أكثر من ثلاث أربع أفراد لكي ننطلق في المظاهرة لا في الأحياء الجانبية ولا في الساحات العامة، لقد أغلق علينا النظام جميع المنافذ ولم يبقي لنا إلا دور العبادة التي ننطلق منها..أستكثرتم علينا أن ننطلق من المساجد؟! حسناً أتريدوننا أن ننطلق من الخمارات لنرضي الأخوة العلمانيين؟!!

 

نحن في الحقيقة أناس قبل كل شيء وقبل السياسة وقبل الثورة نحن مسلمون وسنة ولكننا معتدلون ووسطيون، وهذا بيت الله بيت الجميع فليأتي المسيحي ويأتي العلوي والدرزي ولينطلق من المسجد يا أهلاً به، فهذا ليس بيت السنة إنه بيت البشرية أجمع من هنا هذه مقولة مردودة علي من يرددها. نحن ثورة تنشد التغيير المطلق، هناك يا سيدي تصادم إرادات، نحن شعب يريد الحرية والكرامة والديمقراطية والنظام ديكتاتوري قمعي يقاتلنا لأننا نطالب بالحرية والكرامة والديمقراطية، لا ننادي بدولة إسلامية ولم ننادي علي الإطلاق بإمارة، من سمع هذا النداء قد يكون هناك نداء نشيد معين باتجاه لا إله إلا الله..فهذا أمر ينبع من حياتنا الاجتماعية ومن طبيعتنا المؤمنة وهذا شيء فخر لنا وليس بعيب، فعلى الأخوة العلمانيين إذا لم يستطيعوا أن يستوعبوا هذه المعادلة أن يفهموا شيء نحن لن نقترب منهم كثيراً هم عليهم الاقتراب منا والمصالحة معنا لأننا نحن متصالحون مع أنفسنا ومتصالحون مع الأخر.. العيب فيهم، فهم أعداء لأنفسهم وأعداء للأخر..

 

سلمية الثورة شرط لنجاحها في سوريا
-يخشي الكثيرون من تحول الثورة السلمية إلي ثورة مسلحة مع استمرار القتل واستخدام العنف المفرط في حق المدنيين؟ وكيف يمكن وقف ومواجهة هذا العنف وتحقيق أهداف الثورة؟

كما علمتم أن الثورة في البدايات انطلقت سلمية وشعارها كان "سلمية سلمية" هل رأيتم اختلاف حتى هذه الثورة في سلمية الثورة أكيد لا. نحن نصر علي هذه الورقة الرابحة بأيدينا أما النظام يريد الورقة الأخري..هي تسليح الثورة في اليوم الذي يستطيع النظام أن يثبت للعالم أجمع عبر كاميراته بوجود مسلحون من الثورة..حينها تدرك أن الثورة السورية قد انتهت وإلي غير رجعة حين يرفع السلاح.

 

لن نعطيه هذه الورقة علي الإطلاق لن نعطيه ورقة تسليح الثورة لأننا لن نحمل السلاح ولن نعطيه ورقة طائفية لأننا لسنا طائفيون..الأخوة العلويون سيكونون في قيادة المجتمع كما نحن أيضاً، الاخوة الدروز نفس الشيء أيضاً وكذلك الحال بالنسبة للمسيحيين والأقليات.
الجميع لا يريد سوى حراك سياسي وصناديق اقتراع تحدد وجهة الدفة ومن يقود السياسة. ولكن الدستور سيكون حامي وكافل وضامن للجميع بما فيه الأقليات..

 

قلب موازين القوى لصالح الثورة
كيف نقلب موازين القوة في الشارع السوري لصالح الثورة علي المستوي السياسي والاقتصادي والاجتماعي؟

علي المستوي الاقتصادي يجب التشدد أيضاً في ضرورة إسقاط اقتصاد هذه الدولة الديكتاتورية عندما يكون هناك فئة كبري من الشعب لازالت صامته أنا أقصد هنا الفئه المعروفة هي صغار التجار والتجار الكبار وصغار الصناعيين والصناعيين الكبار، هؤلاء مع أسرهم يشكلون أغلبية كبيرة في الشارع السوري..هم صامتون لأن مصالحهم ستتضرر لكن يجب أن تتضرر هذه المصالح، هناك من يدفع ضريبة الدم فليدفعوا ضريبة المال والاقتصاد لمدة شهر أو شهرين حتى تتحرك فيهم قليل من القومية والإحساس بالوطنية، وليتناغموا قليلاً مع أبناء شعبهم في مطالبهم..أنا أسأل هؤلاء ستتأتي الحرية لمن يخرج في المظاهرات أم للشعب السوري بالمطلق؟ هنا عليهم أن يقفوا موقف صدق أمام ربهم وينضموا للثوار..

 

أما علي المستوي السياسي ما زلنا نحن في الحراك الثوري فالثورة مشتعلة ومستمرة..وهناك ضغط أمني شديد جداً، ويلاحظ خبو وهج الثورة قليلاً منذ اقتحام حماه إلي دير الزور إلي اللادقية وصولاً إلي الأيام الحالية، فهذا أمر طبيعي هناك الآلاف من المعتقلين السياسين والناشطين وهناك الكثير الكثير من الشهداء وهناك الكثير من القمع وهناك تواجد قوي جداً من رجال الأمن والجيش والشبيحه بالمناطق..وهذا أمر طبيعي ولكن هذا لا يخيف لأن كل يوم تنضم شريحة أخري مغايرة للشريحة الأولي.. الصامتون يتقدمون الآن وينضمون ولكن بأعداد قليلة، نحن لماذا نطالب بالإسراع بانضمامهم من أجل الحسم السريع وقفاً لهذا الشلال من الدم هذه الفكرة والعملية السياسية بالنسبة للثورة. الثورة ليست عملية سياسية؛ الثورة حراك شعبي ولا تحتاج لا لتعطيل سياسي ولا لقادة في السياسة، ولا تحتاج الثورات لقادة علي الإطلاق لكن ما نحتاجه كما أشرت سابقاً هو شدة ضغط دولي تؤثر علي النظام، وبالتالي تذهب الثورة باتجاه الانتصار بإذن الله. هذا في السياسة في الإعلام..فشباب التنسيقيات أروع من رائعين، إنهم مثال يحتذي به بين الشعوب العربية، تنسيقيات الثورة هذه لديها الدقة في نشر الصور عبر الموبايلات، وطريقة نقل الأخبار بصورة مباشرة لبعض التنسيقيات المتواجدة في الخارج والقيادات، وبالتالي يقومون بواجبهم علي أكمل وجه. فالثورة مغطاة إعلامياً من أبنائها، أما عملية التغطية الإعلامية الدولية فأنتم تعلمون أنه غير مسموح علي الإطلاق، يجب أن نقتل وأن نموت ولكن بصمت دون أن يشاهدنا المجتمع..

 


-نريد أن نقف بعض الشيء عند التركيبة الطائفية في الشارع السوري وتأثيرها الماضوي والحالي والمستقبلي علي مسار الأحداث في سوريا لننطلق منها في التحليل للمستقبل؟

التركيبة الطائفية في المجتمع السوري تتكون من أغلبية سنية، ولم نحدد في حياتنا بسوريا خريطة طائفية لأننا لسنا دولة طائفية ولا نعرف ما يشاع الآن، ولكن فيما يقال في الفترات الأخيرة وصلني بعض المعلومات نتحدث في 75% التمثيل السني وهناك أقل من 3% الأخوة الدروز وهناك 4% للعلويون، وأنا لا أقصد هنا الأعراق أنت تتحدث عن التركيبة الطائفية في التوجه الطائفي، هناك أعراق نحن لا نستطيع أن ننسي الأخوة الأكراد حتى الأكراد يوجد فيهم سنة ويوجد فيهم شيعة..هم أمة بأكملها كالأمة العربية، وبالتالي هناك أيضاً أقليات شركسية وباكستانية والإسماعيليين يمثلون نسبة قليلة من تشكيل سوريا، والمسيحيين بين الأرثوذوكس والأرمن والدلتوان وبالتالي لنقل أن 75 % تمثل الأغلبية و25% توزع علي بقية الطوائف، وإن كان هناك خطأ في 5% لا يقدم ولا يؤخر في التشكيلة الطائفية.
هذه التشكيلة لم نكن ندخل بحقيقتها في الأيام السالفة قبل بدء الثورة لأنها لا تعنينا بشيء، نحن نتعامل بالمجتمع كأفراد بين بعضنا البعض متجاوزين موضوع إن كان مسيحي أو مسلم أو درزي أو علوي، هذا موضوع متجاوز من أطلقه علي السطح هو النظام من خلال طريقة معاملته للثوار، ومن خلال المحاولات المتكررة لإثارة النعرات الطائفية، هو يطلق النار علي مآذن المساجد ليثير النعرة لدي السنة، ويذهب ويقتل ثلاثة أفراد من الطائفة العلوية ويشوه جثثهم ويرميهم في الشارع السني الحمصي، إلا أن العلويين استوعبوا الأمر فأطلقوا بيانهم الشهير الرافض لهذا الموضوع ويتهمون النظام بهذه الفعلة، من هنا لا يستطيع أحد أن يبني علي موضوع الطائفية في سوريا لا الآن ولا في الماضي ولا غداً علي الإطلاق، وهي لن تؤثر في أي تشكيلة قادمة..

 

هناك تغيير في التشكيلة القادمة نعم لن تستطيع أي طائفة أن تستأثر في الحكم علي الإطلاق ولن يكون هناك رئيس أوحد؛ سيكون هناك نظام ديمقراطي، مؤسسات مدنية منتخبة برلمان منتخب بصورة ديمقراطية، حراك سياسي عبر أحزاب مشكلة وبالتالي دستور كافل وضامن كما قلت حق المواطنه فيه مكفول للجميع الأقليات قبل الأكثريات..

 

أكذوبة الجماعات المسلحة
-ما حقيقة الجماعات المسلحة التي يتحدث عنها النظام ليل نهار؟

هذه أكذوبة في مخيلة النظام، هذا النظام يسير وفق نظرية "أكذب أكذب حتى يصدقك الأخرون" بدأت تنطلي عليه وبدأ يصحو صباحاً يصدق الكذبة التي أطلقها في الليل.

 

-وماذا عن علاقة الأسد بإسرائيل؟ هل تطيل مدة بقائه؟
أعتقد أن العقد الذي كان قائماً بين حافظ الأسد جدد بعهد بشار الأسد مع إسرائيل، أما الآن فقد انتهى المفعول ووصلت إسرائيل إلي قناعة بأن هذا النظام بات نظاما فاقدا للشرعية الدولية وشرعية شعبه وهي أكثر وعياً من كثير من الدول تجيد القراءة جيداً وبالتالي أعتقد أنها تخلت عنه..

 


انتهازية المصالح

-وماذا عن الموقف الأمريكي وتحولاته؟

أري الموقف الأمريكي طبيعي جداً فهو يعتمد علي استراتجية راسخه في المنطقة كانت هذه الاستراتيجية تعمل من خلال منظومة الحكومة الديكتاتورية، إلا أنها فوجئت بالربيع العربي فبدأت الهزات الارتدادية تصل حتى داخل الإدارة الأمريكية، التي كان من واجبها أن تعيد دراسة استراتيجية جديدة، هذه دولة عظمي تدير مجتمعاً دولياً بأكمله لا تستطيع أن تتخذ قرارات هكذا انفعاليه. بدأت تعيد الحسابات وتراقب الأوضاع ثبت النصر في تونس وانتقل إلي مصر، تحقق النصر في مصر وها هو يتحقق عند القذافي وكذلك قريباً في اليمن، وبالتالي بناء على هذه الرؤية تم إعادة النظرية بشكلها الكبير وهي: سنعمل الآن مع الشعوب العربية المتحررة ولن نقف إلي جانب الديكتاتوريات. هذا في العموم أما في التشكيل الداخلي وطريقة إعادة بناء المنطقة يحتاج إلي وقت. من هنا نلاحظ هذا التردد في الموقف الأمريكي ولا ننسي أيضاً التردد الأمريكي صاحبه تردد في الموقف الأوروبي، وكان هناك تردد أو صمت مطلق في الجانب العربي مقابل ماذا، مقابل هناك حراك مخيف جداً للاستراتيجية الإيرانية في المنطقة وكذلك التركية، هناك تقاطع في المصالح وهناك تصادم بين الاستراتيجيتين التركية والإيرانية، وهناك تزاحم وتدافع بالاتجاه السلبي وبالتالي هذا الجسد الذي اسمه سوريا بات متنازع عليه من قبل الأقربين، أي تركيا وإيران مراقب مراقبة ضعيفة جداً من قبل النظام العربي المهز، ومُ شاهد من الأعلي من قبل النظام الدولي الأمريكي، أنا أختصر كل نظم الدول بأمريكا، من هنا نشاهد هذا البطء ثم التقدم، جاء التقدم الآن، ولماذا التقدم الآن لملئ الفراغ في السياسات الدولية، الجبن الأوروبي ينبع من عدة مصالح مع النظام السوري لا يوجد كثير من المصالح الاقتصادية أو المالية بين الولايات المتحدة والنظام، هناك عداء وبالتالي إذا أردنا أن ننظر إلي العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والبطء في عملية التحرك، يجب أن ننظر إلي وجهة النظر الإسرائيلية في البدايات وحتى الشهر الرابع تقريباً في بداية الرابع وحتى الخامس تقول بأن لن تتحدث عن موضوع تغيير النظام وكانت تضغط باتجاه بقاء بشار الأسد وبالتالي لا تستطيع الإدارة الأمريكية أن تتحدث في ما هو فوق ما أرادته الدولة المدللة إسرائيل. الآن ما حصل أن إسرائيل سحبت يدها وبالتالي تقدم الموقف الأمريكي. من هنا نلاحظ أن الموقف رغم بطئه لكنه الآن أصبح يأخذ دور الفاعل، وما يبطء الموقف الأمريكي هو الصين وروسيا ذوات المصالح المشتركة.. وهاتان الدولتين لا يتعلمان الدورس علي الإطلاق وقفوا مع نظام القذافي ضد الثورة الليبية سقط الآن يتملقون ويتزلفون من أجل التقرب من المجلس الوطني الانتقالي الليبي ومن الشعب الليبي..
أما المرحلة القادمة ما يثلج الصدر أنها ليست مرحلة حكام ستكون مرحلة حكم الشعوب والشعوب لن تنسي من وقف معها ومن وقف ضدها.

 


-وماذا عن الموقف الجامعة العربية في ظل ما يثار من دعم عربي لبقاء بشار؟

أعتقد أن الجامعة العربية أضعف من أن تعطي دعماً لبشار الأسد، قد أعطته دعماً معنوياً من خلال اللقاء الذي حصل بين الدكتور نبيل العربي وبشار الأسد، قد يكون هذا الرجل نبيل العربي أخطأ في هذا الموقف أو تسرع أو دُفع، أنا لا أعلم حقيقة الموقف أنا بالانتظار وقد بُلغت من قِبل سكرتارية جامعة الدول العربية لحضور مؤتمر بيني وبين الدكتور نبيل العربي سيحدد خلال الساعات القادمة، وسأستشف الموقف من الدكتور نبيل العربي، ولكن في المطلق وفي العموم نحن نقول بأن جامعة الدول العربية ثبت فعلاً بأنها جامعة أنظمة وليست جامعة شعوب، وبالتالي لم يعد للشعب السوري ولا الثورة السورية أن تعول بالمطلق علي موقف الجامعة العربية.

 


تنسيقيات شباب الثورة

-نريد إطلالة علي دور التنسيقيات شباب الثورة في الخارج ومدي فاعليته وتأثيره علي الداخل السوري؟

التنسيقيات في بدايات الثورة -أنا هنا سأكون حادا قليلاً وحدتي تنبع من رؤيتي للثورة بأنها فعلاً ثورية، وليست مؤطرة بأطر سياسية- التنسيقيات في البداية كانت تتوجه من أجل تنظيم المظاهرات وإطلاق التسميات وماذا يقولون وكانت تنظيمية فعلاً ثورية بالمعني المطلق، جاءت اللعبة السياسية القذرة علي أيدي المعارضة في الخارج وجزء منها بالداخل، أعطوهم حجماً أكثر من حجمهم فالحجم الحقيقي ليس بالتسيقيات؛ الحجم الحقيقي الذي نكبر به هو لشاب في ستة عشر سنة ينادي للثورة السورية في الشارع، ويواجه الموت بصدره العاري، هذه هي الثورة وهؤلاء هم قادة المستقبل وليس أصحاب اللابتوبات اللذين يديرون الأسماء، هم جزء من الحراك الثوري نعم ولكن يبدوا أن كبر الرأس والمشروع الذي أعطوه من قبل الساسة في المعارضة أساء لهذه الثورة. كيف أصبح الآن عدد التنسيقيات ومن يسمي باتحاد التنسيقيات وما انبثق عنها يعادل عدد اللذين يخرجون إلي الشارع من أجل الهتاف والمظاهرات؟! وهذا شيء معيب، أي أن جسد الثورة قد تقزم وكبر حجم التنسيقيات وباتوا يتحدثون في مشروع سياسي بعد سقوط النظام، وهذا أمر لم يحدث في أي ثورة في التاريخ، الثورة تنطلق لا تعرف إلا اتجاه واحد هو إسقاط الديكتاتور وهم في منتصف الطريق والنظام ما زال قويا ويمسك بجميع أوراق اللعبة وهو مدعوم دوليا ًحتي هذه اللحظة التي نتحدث بها في هذا اللقاء. هم بدأوا يمارسون دور الجهة السياسية وهذا عيب ومأخذ وسوف يحاسبون أمام شعبهم علي ما يفعلون، وإن كان هناك ما يسمي بتنسيقيات الداخل أو الخارج أقول لتنسيقيات الداخل عودوا إلي رشدكم وصوابكم وابتعدوا عن هذه المعارضة التي ستسبب الكثير من المعاناة لكم، عودوا إلي أهلكم وناسكم اللذين يتظاهرون عودوا إلي الطبيعة السمحة ابتعدوا عن موضوع الأيدولوجية السياسية وابتعدوا عن موضوع ما بعد سقوط النظام، لا عليكم من بعد سقوط النظام، من بعد سقوط النظام سيكون الضوء للشباب فقط. فواجبكم الآن أن تفعلوا كما تفعل جميع الثورات شكلوا قيادة تنسيقيات ولكن غير معلنة وسرية وتشمل الجميع وفي جميع المناطق جل عملها هو الحراك الثوري، وحين يسقط النظام أخرجوا من تحت الأرض واجعلوا جميع العالم يشاهدكم كأبطال الثورة السورية لا كمشروع سياسي يركب مع الثورة للوصول إلي مبتغاه في النهاية في هذا الكرسي أو ذاك.. هذا ما أقوله للتنسيقيات في الداخل عودوا إلي رشدكم أنتم مخطئون وترتكبون ذنباً كبيراً. أما تنسيقيات الخارج فهم يريدوا أن يتحركوا وليس لديهم عمل يعملون من خلاله، هذا العمل يسمي بالتنسيقيات ويعتقدون أنهم هم العصب الشاد والواصل بين تنسيقيات الداخل وبينهم، أي أنهم جزء من هذا الحراك. أقول لكم المرأة الطاعنة في السن الذي يخرج ابن ابنها أو ابنها في المظاهرات هي جزء من هذه المظاهرة ولا تتميزون عنها بالمطلق، وكذلك الخضرواتي والبقال واللحام والجزار وبائع الخبز كلهم لهم فضل علي سوريا وهم من الحراك الثوري وأنتم جزء منهم، لكن لا تتميزون علي الإطلاق. أقول للجميع تواضعوا فمن شيمة الكبار التواضع قفوا خلف الثورة دون أيدولوجيات وتحدثوا بنفس ثوري وتوقفوا عن مسخرة المؤتمرات التي نعرف من يقف ورائها، فعلم اللابتوب ليس بالاختراع كلكم تجيدون العمل علي اللابتوبات ولكن لا تلقوا بأيديكم في أحضان الأجندة التركية تارة وفي أحضان هذا الحزب تارة أخرى، اعملوا بصمت هذا هي طبيعة عملكم أما تنسيقيات الخارج تريدون أن تتصلوا مع الإعلام فهذا هو الأمر الطبيعي لهذه التنسيقيات، يجب أن تتصلوا وتبلغوا ما يحدث في الداخل هذه هي طبيعة عملكم وأنتم جزء من الثورة، ولكن ابتعدوا عن التعطيل السياسي والمشاريع السياسية وهؤلاء الناطقون باسم الثورة السورية الذين يطلعون علينا كل يوم وناطق باسم التنسيقيات واتحاد التنسيقيات من بيروت ومن هنا ومن هناك، توقفوا عن هذه المسخرة هذا ليس مشروع سياسي وأنتم مجرد أبواق ترددون ما يقال لكم في الداخل، ولا نحتاج لهذه الأبواق، هناك تنسيقيات في الخارج ترسل لنا ونعلم كل شيء وما يحصل ونحن نتصل ولا أقول أن كمعارضة أقول التنسيقيات تتصل بوسائل الإعلام، هناك من الشخصيات الوطنية والمعارضة ما هو متفرغ فقط للظهور في الإعلام، فلذلك لا نريد هذه الأدوار الخلافية التي لا تقدم ولا تؤخر في الثورة، وأنا أنقد الثورة لأني أريد أن أصحح المسار من يعجبه كلامي وقرأه جيداً يستطيع أن يفهم أنني أناضل من أجل الثورة من أجل بقائها ثورة بالمطلق وليست في السياسة، أما من يريد أن يعاديني أو يهاجمني فيما أقول، فأقول له أنت صاحب مشروع سياسي وهذا لا يكفيك فخراً علي الإطلاق أما أنا فأقول لكم يكفيني فخراً أني لا أملك لا مشروع سياسي ولا أنتمي لحزب ولا أتحدث إلي ما يقوله الثوار ولا أحلل إلا فيما أراه..

 

الهيئة الوطنية الاستشارية للتغيير
-أريد التعرف علي الهيئة الوطنية الاستشارية للتغيير ودورها سواء في الداخل أو في الخارج؟
هذه الهيئة الوطنية الاستشارية تعدادها 31 عضوا، انتخبت عن طريق انتخاب القوائم في بداية مؤتمر انطانيا، انتخب المؤتمر هؤلاء الأعضاء وكان أيضاً أعضاء المجلس التنفيذي من تسعة وصولاً إلي عشرة أعضاء حالياً في المكتب التنفيذي، هذه الهيئة مهمتها هي الإرشاد والتوجيه للمكتب التنفيذي، هي جهة كما يقال عنها في نظام الحكومات استشارية، هيكل برلمان ليست تنفيذية علي الإطلاق. من ينفذ الحكومة أي المكتب التنفيذي الذي حدث به خللا كبيرا في إدارة العملية، نتحدث الآن في السياسة وليس في الثورة، لأن هناك خللا كبيرا فلا يوجد أي تنظيم لا بين المكتب ولا بين الاستشاريين يستطيع المكتب أن يتخذ القرار الذي يشاء دون العودة إليهم ويفاجئ الأخوة الاستشاريين وأنا واحد منهم بهذا الخبر عبر وسائل الإعلام، فلا يوجد أي تواصل علي الإطلاق وإن وجد هذا التواصل يكون تواصل انتقائي، لدينا رئيس مكتب متميز بحماسته للثورة ومتميز بنقاء السريرة ومقاتل شرس من أجل إنجاح مهمة هذا المكتب وإنجاح مهمة المؤتمر، لكنه يصطدم بعقبات كبيرة من خلال تجاوزه في كثير من المواقف والقرارت.

 

رئيس المكتب الدكتور عمار القربي، بالنسبة لرئيس الهيئة الأستاذ سليم منعم، وسكرتير الهيئة الأستاذ الدكتور محمود رشيد، هؤلاء يمارسون عملهم بصورة جيدة ولكن ليس بالصورة المطلوبة علي الإطلاق وهناك الكثير من أعضاء الهيئة يلفهم الصمت ولا يتدخلون إلا حين صدور قرار فيقولون لن نوافق أو نوافق، فأشبههم بمجموعة مجلس الشعب السوري، وأنا أتحدث ليس في النطاق الشخصي وإنما أتحدث علي الاطلاق، أتحدث في المطلق العمومي أن تنتقد نفسك من الداخل أفضل من أن ينتقدك الأخرون، يجب تصحيح الأمور تعرف ما لها وما عليها الهيئة، ويعرف المكتب ما له وما عليه ويقف عند حده يتشاور مع الهيئة بكل صغيرة وكبيرة إلا فيما يراه أمراً مستعجلاً ولا يؤثر لا في مسيرة الثورة ولا في كبر حجم القرارات، نتيجة هذه العلاقة غير الطبيعية القائمة في المكتب ذهب أخوة من المكتب وتشاوروا في اسطنبول وانسحبوا، أي جلبوا لنا ضرراً جماعياً كان يجدر بهم أن لا يفعلوا هذا، فإن كنتم تريدون أن تذهبوا فاستشيروا ولكنهم لم يستشيروا، أُطلق الآن المجلس الوطني، وما الفائدة فهذا المجلس ساقط يوم أطلقوه، هو مجلس لا يمثل المعارضة بل يمثل أشخاصه، فلكي تنشئ مجلساً وطنياً يجب أن يتواجد جميع أطراف المعارضة وبالعلن وليس بصورة سرية يتواجد ما لا يقل عن خمسة آلاف معارض من جميع المؤتمرات ويطلقون مجلسهم الانتقالي، حينها سأقول أن هذا المجلس يمثل المعارضة ويأتي التوافق عليه أيضاً من الداخل السوري وهو الأساس، هنا انسحب من هذا المجلس مؤتمر بروكسل وأنطاليا وهيئة علماء المسلمين.. إذاً هذا سؤال كبير من هو الذي أطلق هذا المجلس وسمي هؤلاء هم أعضاء في المجلس الوطني أنا لا أفهم..

 

رسائل سورية إلى السعودية وقطر

-كيف ترى مواقف السعودية وقطر وتأثيرهما في مسار الثورة؟
بالنسبة للدور القطري لا أعتقد إلا أنه دور فاعل بل هو دور محوري في الثورة السورية، ماذا كانت تفعل الثورة السورية لولا محطة الجزيرة، أين كانت الثورة السورية؟ كانت ستقمع خلال أيام دون أن يعلم بها أحد وكنا سنعود إلي قرون ماضية لا يوجد تغطية إعلامية الأمر حتما كان له موقف رائع من الشعب الثوري هذه المساندة القطرية ممثلة في محطة الجزيرة ومواقف أخري مساندة للشعب السوري لن ننساها علي الإطلاق..

 

أما بالنسبة للموقف السعودي فأقول إن رسالة صاحب الجلالة الملك عبد الله للشعب السوري ذات أبعاد ثلاثة؛ البعد الأول أنها جاءت من إنسان نقي ذو سريرة نقية صادق تجاه شعب مظلوم يظلم يقتل، وبالتالي جاءت بلسماً تشفي جراح الشعب السوري هذا من ناحية، ومن ناحية أخري كانت رسالة واضحة للمجتمع الدولي والأخوة العرب والنظام العربي وأيضاً كانت رسالة خطيرة جداً للنظام السوري بأنها إشارة بأن نظام حكمك قد انتهي، لأن ما تقوله المملكة هو قول فصل في هذه الأمور. أما الاتجاه الثالث فهو في الاستراتيجية الكبري، إن الموقف السعودي هو تأسيس لعودة الموقف العربي للمنطقة فهذا النظام العربي المهتز تحت وقع الثورات العربية وهزاتها الارتدادية تملك الجأش وبدأ يجيد القراءة وهضم الموقف وانطلق إلي مرحلة الفعل، فبني الموقف الدولي علي ما قاله جلالة الملك. القول هنا أن الحاجة لموقف جلالة الملك جاء حاجة مطلبية من الشعب أجمع، لأن الشعب بات كاليتيم وأقول الشعب ليس فقط الشعب السوري أنا أتحدث عن الشعوب العربية باتت كاليتيم، هي شعوب أطلقت ثوراتها، منها من وصل إلي مبتغاه ويؤسس في قيام دولته المدنية، ومنه من لم يصل حتى الآن فمن هنا فقدوا الزعامة وجاءت المؤامرات الدولية وتكالبت وأخص هنا بالذكر الإيرانية وكان لابد لهذه الشعوب من مظلمة حانية هذه المظلمة لن يستطيع أن يحققها إلا زعيم أمة أوحد، الآن هي المرحلة المفصلية لإعلان هذه الزعامة عبر زعامة جلالة الملك، فهو يملك الورقة الاقتصادية وهي الأقوي وهي الفاعلة في ذلك الوقت، ويملك القرار السياسي المستقل المدعوم من الموقف الدولي. ما نحتاج أكثر من ذلك إذن فالآن المعادلة قد تغيرت، ففي الماضي كان الزعيم بالكاريزما السياسية وطريقة الخطاب السياسي يستولي علي أفئدة الشعوب العربية، أما الآن انعكست الآية وتبدلت الأدوار بات النضال من الشعب العربي يطلب زعيماً عربياً يلتفوا حوله ما هي هذه المعادلة إنها معادلة الزعيم الحر الكريم المستقل القوي اقتصادياً والقادر سياسياً علي الفعل، هي معادلة الشعب الذي تحرر من الديكتاتوريات وملك زمام أمره وسيبني قاعدة دول قوية، فالديمقراطية تبني دولا قوية لا يستطيع اختراقها، فهي ليست دول أشخاص. وبالتالي أقول لصاحب الجلالة أنت تملك شعوباً عربية مستقلة الآن متحررة وهي بحاجة لزعيم يظللها بمظلته فاستغل هذه الفرصة التاريخية نحن نناشدك لتكون زعيم الأمة.