يمكن القول بلا أدنى مبالغة: إن الوثائق التي حصل عليها أحفاد عمر المختار في أقبية استخبارات القذافي تعتبر فضيحة مزدوجة من العيار الثقيل!!
فـ"أبو الجرذان"-بحسب وثائقه!!- كان حتى اللحظة الأخيرة لفراره مذعوراً أمام زحف الثوار، كان عميلاً للغرب الصليبي، يتعاونان معاً ضد الشعب الليبي وسائر العرب والمسلمين، ويعملان لإطالة أمد استبداد العقيد المجنون فوق رقاب شعبه الذي عانى من ويلات جنونه ونهبه 42سنة!! وتحدثت وثائق القذافي نفسها عن أن عدو الإمبريالية الكذاب كان يستقبل من أعمامه الأمريكيين مسلمين اختطفتهم دولة الديموقراطية عنوة وغدراً، وكان عدو الاستعمار يسوم هؤلاء المساكين سوء العذاب، لكي يعترفوا بما يرغب الأمريكيون أن يعترفوا به!!
والوجه الآخر للفضيحة هتك ستر الغرب الصليبي الذي يتشدق بشعارات الديموقراطية وحقوق الإنسان، إذ تأكد أنه ظل يؤازر القذافي المجرم ضد معارضيه حتى الساعات القليلة التي سبقت انهيار نظامه الفاسد.
وبعبارة أكثر تحديداً:فإن مدعي الثورية والعداء للإمبريالية دجال وكذاب أشر، فهو عميل للغرب منذ تسلطه على ليبيا في عام1969م حتى سقوطه في أواخر شهر رمضان الماضي، وفراره من طرابلس، كما أن الغرب لا يقل عنه دجلاً، فهو يعادي المستبدين بالكلام لكنه يؤازرهم بالفعل، ويشترك معهم في جرائم التعذيب وقتل الأبرياء ونهب ثروات البلاد.
وفي ضفة موازية، فإن النظام السوري منذ صعقتْه ثورة الشعب السوري، يملأ الدنيا ضجيجاً عن " مؤامرة" غربية يجري تنفيذها ضد سوريا!!ويُجْمِعُ الناس كافة في الداخل والخارج على تكذيب نظام الأسد والسخرية من مزاعمه!!فالمحتجون السوريون يواجهون أسلحة بطشه وكلاب أجهزته الأمنية بصدور عارية، فلا تنتهي مظاهرة من دون قتلى وجرحى ومعتقلين من بين هؤلاء الشباب الثائرين طلباً للحرية والكرامة..فأين هي العصابات المسلحة التي يصر النظام على وجودها، باعتبارها تجسيداً للمؤامرة الكونية المزعومة؟!
لكننا سوف نخالف القريب والبعيد، ونبصم بأصابعنا العشر مؤيدين النظام الكذاب وأبواقه وحليفيه في قم ولبنان بأن هنالك مؤامرة كبرى ضد سوريا وشعبها، ونضيف بأنها ليست وليدة الفترة الحاضرة وإنما هي خطة خبيثة جرى تنفيذها على امتداد عقود من الزمان.
إلى هنا ينتهي الـ"حق" الذي يريد النظام به كل الباطل، لأن النظام هو رأس الحربة لتمرير المؤامرة الصهيونية الصليبية، وذلك منذ انقلاب 8/3/2011م حيث اختطفت عصابات البعث سوريا أرضاً وشعباً، وإن كانت الحلقة الأشد فداحة قد بدأت في عام1970 عندما قفز حافظ الأسد على السلطة ووضع رفاق دربه وراء القضبان حتى هلكوا محسورين.
فالمجرم الأكبر-الأسد الأب- باع الجولان في هزيمة1967م وتسلم الثمن فأصبح رئيساً للجمهورية ليستبد بسوريا ويفتك بشعبها ويذيقه ويلات وعذابات لم يعرفها السوريون على يد الاحتلال الفرنسي الغاشم.وللمرة الأولى باتت مهمة الجيش السوري هي حماية النظام بذبح السوريين وحراسة هضبة الجولان التي سلمها حافظ لليهود لكي ينعموا فيها بأمان لا مثيل له في أي جبهة أخرى من دول الطوق، بما فيها الدول التي وقعت "معاهدات سلام" مع العدو!!
وها هو النظام في عهد الوريث يقتل رفيق الحريري ثم يتولى الغرب إعادة تأهيله، وعندما هب السوريون في ثورتهم قبل ستة شهور، تولت عواصم الجور في الغرب الصليبي تقديم الفرصة له تلو الفرصة لكي يُخْمِدَ الانتفاضة الشعبية على طريقة أبيه جزار حماة وحلب وجسر الشغور في ثمانينيات القرن العشرين الميلادي.وما زال سفراء نظامه يرتعون في كل مكان لترهيب السوريين في الخارج فلم تقم عاصمة غربية واحدة بطرد أي منهم!! وها هو الاتحاد الأوربي بعد سقوط آلاف من المدنيين السوريين بآلة بشار الدموية بين قتيل وجريح ومختطف، يقرر حظر استيراد النفط السوري ولكن بعد شهرين ونصف شهر، ويستثني الشركات النفطية الغربية العاملة في سوريا من عقوباته المضحكة المبكية!!
واليابان!!حتى اليابان التي استدعت سفيرها من دمشق للتشاور في الشهر الماضي تقرر إعادته إليها، وكأن السوريين تحرروا أو كأن النظام أوقف حمامات الدم ضد شعبه واستجاب لمطالبه المشروعة!!!
إنه النفاق في أحطّ دركاته!!بل إنها المؤامرة على سوريا والسوريين والتي لن تتوقف إلا بسقوط نظام الخيانة للعائلة الأسدية المجرمة!!
أما الفضيحة الكبرى فسوف نشهدها حينئذ عندما يتم الكشف عن الوثائق السرية التي تؤكد ضلوع تجار المقاومة بالعمالة التي لا نظير لها في تاريخ البشرية!! فالخافي أعظم بكل يقين مثلما أظهرت وثائق قليلة من مخازي القذافي!!