أنت هنا

طائفية أدونيس بعد طائفية الأسد
11 رمضان 1432
موقع المسلم

أحدث معاني  العلمانية عند التغريبيين العرب من حلفاء المستبدين والغزاة معاً أن يتخلى المسلم حتى عن شعائره التعبدية الفردية التي يُسْمَح بها لعبدة البقر والشياطين والفئران والنار!!

 

ولعل الرمز الأبرز لهذا التيار البائس هو الشاعر السوري المتلبنن أدونيس،المعروف بتقلباته المتلاحقة،إذ ليس لديه سوى ثابت واحد  في الفكر والأدب والسياسة هو كراهية الإسلام.

 

فأدونيس مدعي الإلحاد يشترط الآن على السوريين أن يتخلوا عن الفكر الديني، مع علم الجميع،أن شعارات الثورة كلها ليست دينية، والمفارقة الكبرى أن أدونيس كان يهجو الثورة إلى ما قبل أيام معدودات،وهو لا يخفي هيامه بالنظام الطائفي لكنه أدرك متأخراً-وهل هي مصادفة أن إدراكه المفاجئ جاء بعد ساعات قليلة من صدور بيان مجلس الأمن ضد رهطه-أدرك أن النظام إلى زوال بعد أن لاحت بوادر رفع واشنطن يدها عن حمايته فراح يشترط فوراً على الشعب التخلي عن دينه!!واضطر علمانيون في الداخل فيهم الحد الأدنى من الحياء إلى هجاء هذا الأفاق لأن الأطفال سبقوه إلى معرفة طبيعة النظام البشع وإلى سلمية الثورة ووطنيتها!!

 

ولماذا تعامى أدونيس أن النظام الذي يراه وحده علمانياً-!!- هو الذي بادر في أول الثورة إلى اللعب على المشاعر الدينية حين قرر إنشاء قناة فضائية إسلامية وإعادة2000منتقبة سبق له فصلهن من العمل في التعليم..والمفارقة أن النظام قرر هاتين الخطوتين لكن أحداً من المحتجين في الشارع أو التيارات المعارضة لم يطلبهما!!!فمن الذي يتاجر بالجانب الديني : نظام الطائفية أم المعارضة؟وأدونيس أمام هذه الأخبار  الواضحة للجميع إما أنه يدري وإما أنه لا يدري!! وكلتاهما مصيبة وإن كانت إحداهما شرّاً من الأخرى!!

 

وفي كل حال فإن ذلك ليس بداية طائفية النظام المعلومة للكافة بالضرورة على مدى العقود الأربعة الماضية،ولذلك  نتحدى أدونيس المتدثر –مثل نظامه-بعباءة العلمانية الزائفة- أن يذكر للناس اسم قائد فرقة عسكرية في الجيش السوري كله لا ينتمي لطائفة النظام!!

 

ثم كيف يختلق أدونيس فكراً دينياً لدى الثائرين من دون دليل لكنه يتعامى عن طائفية النظام التي يعرفها معرفة أكيدة،وأحدثها تقرير للأمم المتحدة تضمن براهين على صحة ادعاءات المحتجين من إقدام جنود الباسيج الإيرانيين  وعناصر من حزب الله على إعدام جنود سوريين لأنهم رفضوا قتل مواطنيهم من المتظاهرين السلميين!!أم أن هذه الطائفية الدموية الخيانية ليست طائفية بالمقياس الأدونيسي المخادع؟

 

وكان المأفون يأخذ على الثوار انطلاقهم من المساجد،وكأن أوربا التي اخترعت العلمانية لضرورتها الكنسية  تزدري الطقوس الدينية حتى في أشدها علمنة!!ونسي أن نظام بني طائفته الفريد في وحشيته وفي طائفيته منع كل تجمع للناس باستثناء المساجد ثم راح يمنعها الآن وكأنه يتناغم مع أدونيس!!فهنا يلتقي الطرفان العلويان المتدثران أحدهما بالقومية والآخر بالعلمانية!!

 

ولماذا لم يشترط أدونيس أن يتخلى الآخرون عن طائفيتهم –ولا نقول عن دياناتهم مثلما يطالب الأكثرية المسلمة وحدها دون سواها-!!
لو لم يكن أدونيس كذاباً محترفاً لعلم أن سائر حكام سوريا قبل ربعه كانوا مسلمين فليدلنا على ممارسة طائفية وحيدة لأي منهم!!

 

ألم يشغل فارس الخوري المسيحي منصب رئيس الوزراء مرتين ومنصب الرئيس بالوكالة ثلاثة أيام وكانت دمشق المتدينة تنتخبه للمجلس النيابي مع أن نسبة النصارى فيها لا تبلغ3-5%؟

 

ألم يكن الدرزي اللبناني شوكت شقير رئيساً لأركان الجيش السوري في الحكومات المنتخبة قبل انقضاض عسكر الطائفة على الحكم واختطاف البلد؟
ألم يكن العقيد محمد ناصر- النصيري- رئيساً للمخابرات العسكرية –وكانت تسمى يومئذ: المكتب الثاني-؟

 

إن الطائفية بإجماع السوريين-ما عدا حفنة من عملاء النظام رغبة أو رهبة-لم تعرفها سوريا إلا على يد جماعته وبخاصة منذ عام1970م، وإن كانت  بدأت بتدرج على يد صلاح جديد وحافظ الأسد وشركائهما قبل أن يزيحهم حافظ من طريقه ليتفرد بالبلاد .

 

فهل المطلوب من السوريين أن يتحرروا من طائفية آل الأسد ليجدوا أنفسهم بعد كل هذه التضحيات أمام طائفية أدونيس الحاقد ؟تلك إذاً  قسمة ضيزى!!