أنت هنا

العلاج
2 شعبان 1432
اللجنة العلمية

فقد تكون السياحة بغرض الحاجة إلى العلاج الجسمي والنفسي وتغيير البيئة ومراجعة المراكز الطبية المتخصصة وقصد بعض الأماكن الطبيعية التي يقصدها الناس للاستشفاء بمياهها أو نقاء جوها ونحو ذلك(5).
وكما أن السفر يكون لطلب العلاج إلا أنه قد يكون شفاء بذاته لما فيه من الرياضة ولا يتعارض مع حديث: "السفر قطعة من العذاب" كما تقدم بيان ذلك، ولذا قال الشافعي:
سافر تجد عوضاً عمن تفارقه وانصب فغن لذيذ العيش في النصب
إني رأيت وقوف الماء يفسده إن ساح طاب وإن يجر لم يطب(6)

 

وهذه السياحة معروفة منذ القدم، وقد تفنن الرومان في بناء الحمامات العلاجية وازدهرت(7) هذه السياحة في هذا العصر وصممت فنادق السياحة العلاجية بشكل خاص لهذا الغرض حيث تشمل مصحات تحتوي على ينابيع للمياه المعدنية الحارة والباردة وقاعات للتمارين الرياضية كما تستغل وسائل أخرى للعلاج كطبيعة الجو وخصائصه أو الماء (كالعيون الحارة والمياه المعدنية) أو الرمل (كالدفن فيه للعلاج) أو الكهوف ذات الأبخرة الغازية وغير ذلك، والسائح هنا إما أن يكون مريضاً، أو يريد النقاهة وإراحة أعصابه وجسمه من التعب ونصب الحياة ومشاكلها(8).

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(5) ينظر: أثر السياحة على اقتصاديات المملكة، ناصر الطيار ص(40)، وأصول صناعة السياحة، حميد الطائي، ص(188)، وصناعة السياحة، للزوكة ص(107 وما بعدها)، بتصرف.
(6) ديوان الشافعي، ص(26).
(7) ينظر: مبادئ السفر والسياحة لمثنى الحوري والدباغ، ص (85-86)، بتصرف.
(8) المصدر السابق.