إشكالية الرئيس القادم في مصر
24 رجب 1432
تقرير إخباري ـ خالد مصطفى

رغم تعدد المرشحين المحتملين للرئاسة المصرية والذين أعلنوا اعتزامهم ترشيح أنفسهم في الفترة الماضية إلا أن الخريطة يبدو أنها لم تكتمل بعد ويبدو أن الايام القادمة ستأتي بالمزيد وقد تأتي بمفاجآت حتى على صعيد من أعلن ترشيح نفسه بالفعل..

 

لا شك أن هذه الانتخابات الرئاسية التي ستشهدها البلاد , على الأغلب نهاية هذا العام, ستكون تاريخية بكل ما تعنيه الكلمة فهي أول انتخابات رئاسية بعد الإطاحة بنظام مبارك الذي يعد امتدادا لأنظمة ثورة 52 التي اطاحت بالملكية والاحتلال البريطاني, كما أن التوقعات تشير إلى أنها ستكون الأنزه والأكثر حيادية وستشهد أكبر مشاركة حقيقية من الشعب الذي امتنع عن المشاركة طوال الفترة الماضية لمعرفته بالنتائج مسبقا..

 

بنظرة فاحصة للمرشحين المحتملين ستجد أنهم يعبرون عن توجهات عديدة من اليسار واليمين والاتجاه الليبرالي والإسلامي وبعض الجنرالات السابقين بل أعلن أحد الاقباط أيضا نيته الترشح  رغم أن الدستور الحالي يمنع ذلك..

 

من أبرز المرشحين المحتملين عمرو موسى الامين العام السابق للجامعة العربية ومحمد البرادعي المدير السابق لوكالة الطاقة الدولية كما انضم للمرشحين البارزين الدكتور محمد سليم العوا المفكر الإسلامي المعروف والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي الإخواني البارز والذي تم فصله من الجماعة عقب إعلانه الترشح حيث أن الجماعة قررت عدم خوض الانتخابات الرئاسية..صعوبة الموضوع تكمن في أن لكل مرشح مزايا محددة ولكنها لا تؤهله عند الكثيرين لهذا المنصب الحساس في هذه الفترة الحرجة التي تمر بها البلاد؛ لذلك تجد انقساما كبيرا داخل فئات المجتمع حول ماهية المرشح الذي سيقفون خلفه بل إن التيار الإسلامي الذي كان معظمه يميل للبرادعي كحل وسط انتقالي دخله التردد بعد ترشيح العوا وأبو الفتوح, وبعد إدلاء البرادعي لتصريحات مناهضة للإسلاميين في محاولة لإرضاء الغرب والتيارات العلمانية في الداخل..

 

التيار الإسلامي في معظمه كان يرى أن الوضع يحتاج إلى رئيس له سمعة دولية لطمأنة الغرب وليس له عداوة مع أي تيار سياسي في الداخل وأن الافضل للإسلاميين العمل من خلال البرلمان والحكومة خصوصا أن التركة ثقيلة وليس من المنصف أن يتحملوها وحدهم في ظل حالة الهجوم المتزايدة عليهم إلا أنه  مع مرور الوقت تفقد هذه الشخصيات حياديتها وتنزل إلى معترك التصادم مع الإسلاميين وكان آخرهم عمرو موسى ـ الذي يعد أحد رجال مبارك البارزين رغم محاولاته المستميتة للتنصل من ذلك ـ الذي هاجم جماعة الإخوان وحذر من وصولهم للحكم وطالب بضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية بحجة أن الاحزاب الجديدة لم تستعد للمعركة بعد رغم أن وصول رئيس جديد للبلاد في ظل هذه الاوضاع المضطربة وفي ظل عدم وجود دستور جديد سيكفل له التأثير في سير العملية الانتخابية فإذا أضفنا لذلك عداؤه لتيار معين فهذا يعني خلل واضح في سير العملية الانتخابية..

 

الإشكالية الأخرى هي أن التيار الإسلامي أصبح له 3 مرشحين فبالإضافة للعوا وابو الفتوح هناك الشيخ حازم ابو إسماعيل نجل الداعية البارز الشيخ صلاح ابو اسماعيل رحمه الله, وهو ما سيؤدي إلى تفتيت اصوات المناصرين لهذا التيار ـ وهم الاكثرية حسب المشاهد ـ وقد يؤدي إلى وصول مرشح معادي لهذا التيار..الاستطلاعات التي يتم نشرها على بعض المواقع لا يمكن أن تكون مؤشرا واضحا على اتجاهات الرأي العام حتى هذا الاستطلاع الذي نشره موقع المجلس العسكري والذي وضع البرادعي في المقدمة وجاء من بعده الدكتور العوا لأنها تفتقد للمعايير المهنية, ولكنها قد تعكس محاولات لجس النبض أو التأثير على الرأي العام بشكل ما..

 

قد تشهد الايام القادمة تنازل البعض أو انضمام بعض المرشحين كنواب لمرشحين آخرين كما صرح بعضهم كما قد تشهد إلقاء الجيش لمرشح عسكري مما قد يغير قواعد اللعبة ..المطمئن حتى الآن هو أن البرلمان سيأتي أولا وسيكون هو المخول باختيار لجنة لإعداد دستور جديد للبلاد رغم محاولات البعض للضغط للالتفاف على إرادة الشعب الذي عبر عنها في الاستفتاء الاخير..