أنت هنا

تعذيبها بسوريا حله قيادتها بالسعودية!
21 جمادى الثانية 1432
موقع المسلم

المشكلة: تعذيب المرأة واعتقالها واغتصابها بسوريا وليبيا.. الحل: لتقد السيارة بالسعودية
هذه الرسالة التي تصلنا الآن عبر حزمة من المنظمات الحقوقية الخاصة بالمرأة أو الخاصة برعاية الحريات عموماً، والتي تبارت في ممارسة ضغط معنوي على هذه البلاد من خلال هذا التداعي المريب للدفاع عن امرأة سعودية خالفت القانون المروري وحرضت على مخالفته بعد أن دعت ثم نفذت لقيادة السيارة دون رخصة محلية سعودية.

 

والتقارير التي تردنا من سوريا وليبيا والتي نشرنا بعضها في تقرير بـ"المسلم" تفيد بأن الجرائم بحق المرأة في هذين البلدين تمثل فضيحة أخلاقية مشينة ليس للنظاميين الطائفيين العلمانيين فحسب، واللذين أدمنا على تسويق وهم احترامهما لحقوق المرأة وإيمانهما بضرورة "تحريرها" إلى الحد الذي جعل القذافي يحيط نفسه بوحدة من النساء لحراسته "إيماناً بدور المرأة الثورية" ضمن ترهات ثورة الفاتح وخطابه الأيديولوجي المتخبط (الكتاب الأخضر)، بل أيضاً يجسد المأزق الذي تعيشه منظمات المرأة الليبية والسورية والعربية التي جيشت في ليبيا لرفض التدخل الأجنبي وسكتت عن اغتصاب نحو ألف امرأة ليبية حرة ـ كما ورد في التقرير ـ وصمتت في سوريا على الانتهاكات الفظيعة تعذيباً واغتصاباً وتنكيلاً واعتقالاً للعديد من النسوة هناك، والتي وردت عبر مقاطع اليوتيوب وعززتها شهادات موثقة كان يمكنها أن تكون رافداً هاماً لمنظمات المرأة والمنظمات الحقوقية الأخرى لقلب الطاولة في وجه النظامين الوحشيين.

 

لم نسمع ولم نقرأ ولم نشاهد كثيراً شيئاً من ذلك، إنما جرت بعض المناشدات والإدانات على استحياء بينما لمسنا تجييشاً ضد السعودية بسبب توقيف امرأة سعودية بشكل قانوني ودون تعريضها لأي انتهاك حقوقي حيث لم تذكر هي ذلك بنفسها عندما خرجت من التحقيقات وروت ما حصل معها.

 

لقد كانت معظم منظمات المرأة العربية جزءًا من الأنظمة الشمولية التي كانت تحكم في المنطقة قبل أن تهب عليها رياح التغيير، وظلت تواصل علاقاتها المريبة مع أخرى غربية لا تتحدث عندنا إلا عن حرية الاختلاط والتبرج وتسوق لقضايا رفض الزواج المبكر وتعدد الزوجات وتحاول أن تطلق العنان للفساد الأخلاقي وما يسمى بـ"العلاقات خارج إطار الزواج"، ولم يكن لها دور يذكر في النهوض بالمرأة ثقافة وأخلاقاً وحقوقاً، وإنما ظلت مطية للغرب تمهد لتدخلاته في شؤوننا الداخلية رفضاً لثقافاتنا وقيمنا وحتى أعرافنا وتقاليدنا بشكل يجافي حرية الشعوب في اختيار هويتها وثقافتها، وعندما يجد الجد وتُرجى معونتها تدير ظهرها لكل ملهوفة أو مستجيرة أو ضائعة.. لا تمارس إلا دوراً انتهازياً يتعاطى مع أمور ليست ذات أولوية مهما كانت درجة اختلافنا أو اتفاقنا معها، وترى حقوق المرأة وواجباتها بعين كليلة وأخرى عوراء.

 

إننا نطالب هذه المنظمات الكرتونية أن تظهر لنا وجهاً حقوقياً أصيلاً تمارسه من أجل المرأة في ليبيا وسوريا وغيرهما، وتصعيداً في المحافل الدولية، لمنع هذا العدوان الصارخ على أعراض المسلمين والعرب في البلدين العربيين مثلما تمارس ضغطها هنا أو هناك لتحقيق أغراض رخيصة ضيقة، وقبل أن تعطينا دروساً في احترام حقوق المرأة المصونة في بلادنا.. وعندما تفعل وتثبت جدارتها بالحفاظ على المرأة، وتنجح في اختبار الأخلاق؛ فربما تجد من يناقشها في قضايا أقل أهمية بعد ذلك.