هل إيران تحتضر؟
22 جمادى الأول 1432
د. عبد الله الشيخ

التصريح الإيراني الأخير بخصوص التلويح بالتهديد للسعودية بالحذر من اللعب بالنار! في الخليج! وطلب إخراج قوات درع الجزيرة من البحرين يثير الاستغراب! إذ أنه تأخر في نبرته وتوقيته عن زمنه الافتراضي!! وأظن أن القراءة المقبولة لدوافع هذا التصريح في هذا الوقت هو أن إيران تفقد يوماً بعد الآخر آمالها في مشاريعها المرسومة في الخليج والعالم العربي والإسلامي! كما أن ثيابها تتعرى ساعة بعد ساعة! وتعاني ليس من الخطر الخارجي فحسب! بل حتى من الخطر الداخلي! بل إن هذا التصريح شديد اللهجة! في هذا الوقت يشعر بأن إيران تشعر بلسعة شديدة جعلتها تصرخ وتفقد ضبط أعصابها!! على حد قول المثل العربي: كاد المريب أن يقول خذوني!! إنها ترى سنن الله الكونية والشرعية تقلب الموازين عليها! فبعد مؤامرات الأربعين عاماً الماضية وبعد المخططات والمشاريع التي بذلت لها الملايين وحاولت مخادعة الناس بها لسنين طويلة هاهي تشعر وبجهود متواضعة للمواجهة الإعلامية التي قادها المصلحون من أهل السنة إضافة للوعي الإسلامي الحالي بفشل مخططاتها وانحسار أهدافها! وبتقوض بيتها! الذي قد يصبح كبيت العنكبوت بإرادة الله وقوته!بل إنها بدأت تشعر بالعد التنازلي لمشاريعها ابتداء من انكشاف خلاياها في مصر وانتهاء بما جرى في البحرين وما يجري في سوريا! بل شعرت بأنها مهددة من داخلها! إذ أن الحصن الحصين للمخطط الرافضي العلوي الصفوي في سوريا والذي يعد حجر الزاوية للمخطط الصفوي في بلاد الشام والعراق بات على خطر عظيم! وتباشير انهيار نظامه الفرعوني بدأت تلوح في الأفق! فسوريا على مفترق طرق! وتحرر سوريا من أتباع النظام الإيراني الصفوي سيمهد لانهيار حزب الله في لبنان، والذي بدأ باحتياطاته للخروج من هذه الكارثة! وقد صرح النائب اللبناني سمير فرنجية بهذه الحقيقة بعد لقائه الأسد من أن " حزب الله يعرف أنه دخل في حالة خطيرة جداً!! ويعرف جيداً أن هذا السلاح انتهى دوره وانتفت وظيفته!!…" ومن ثم في العراق! وقد سمعنا بالأمس التصريحات للحكومة الموالية للصفوية بالعراق وإعلانها الوقوف مع بشار الأسد!! كما أن ذلك سيكون وسيلة ضغط على إسرائيل! ولا نستغرب الثناء العاطر من اليهود لبشار فالتقارير الصحفية الإسرائيلية تفيد "بأن حالة من القلق تنتاب الأوساط الإسرائيلية جراء احتمال سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد! كما أن الكثيرين في تل أبيب يصلّون من قلوبهم للرب بأن يحفظ سلامة النظام السوري الذي لم يحارب إسرائيل منذ عام 1973 رغم "شعاراته" المستمرة وعدائه الظاهر لها!!".

 

 

فلا شك أن الإسرائيليين يخافون أن إرهاصات النهاية لدولتهم في هذا القرن قد أوشكت!! ولاشك أن تحرر سوريا هو دعم لقوة الخليج ومصر وتونس الخ…، كما أنه انتهاء لمحاولة تسلط إيران على الخليج! ولذا فإن النظام العلوي وحزب البعث في سوريا يشعر أن الدور عليه قد أزف لا محالة! وتصريحات بشار واضطرابه الواضح وارتباكه بات أمرا مشاهداً للجميع، بل محاولته ادعاء أن المجازر التي حصلت هي بأيدي أناس من غير النظام يدل أن بشار وحزبه أصبحوا يفكرون بجدية أن الوضع قد تغير عن السابق!!! وأنهم سيحاسبون ويحاكمون على أي مذابح!! وأن زيادة المذابح التي تُعرض على مرأى العالم كله طريقٌ لما يسمونه بفقد الشرعية !وتسريع لعجلة الثورة! ومن ثم فرصة للغرب في تجميد الأرصدة!! إني لا أشك أنه يدور في ذهن بشار وحزبه تضاربٌ وحيرةٌ كيف المخرج؟! إذ أن أقرانه ممن مارسوا القتل في تونس ومصر وليبيا كان مصيرهم تجميد الأرصدة! والدعوة لمحاكمتهم! ونجاح الشعوب في إسقاطهم! بل اضطر الغرب أن يسارع في خذلان من كان يحتمي به من الرؤساء في اليمن ومصر وتونس وليبيا تحت ضغط الواقع، وما أجمل صراحة الصحيفة البريطانية ذات الثقل الإندبندنت حين قالت قبل أسابيع:(إن ما يحدث الآن في ليبيا هو حصاد ما زرعنا!! جرس الإنذار الآخر الذي يدق باستمرار هو عدم قدرة الدول الغربية على التدخل!!! حيث لا تملك ما هو أكثر من الدعم المعنوي! لتساعد به المطالبين بالديمقراطية، الثائرين على حكام غير ديمقراطيين! ساهمنا نحن في بقائهم في السلطة!!" ولذلك نطمئن إخواننا في سوريا المباركة قلب الشام الحبيب أن يستمروا في التخلص من هذا المارد، ويستفيدوا من هذه الحيرة والدوامة التي يدخلها النظام البعثي الصفوي! مع إشهار سلاح الإعلام! والتهويل مجهرياً لكل صغيرة يفعلها جنده! ليكون ذلك رادعاً لعدم التمادي في مزيد من الجرائم التي هي في الحقيقة ستساعد في سرعة إدانتهم وتكالب الرأي العالمي عليهم.

 

 

واللسعة الثانية التي أصابت إيران لتبالغ في لهجة التهديد: رهبتها على نفسها! فهي على استعداد لتناسي كل أفعالها في العالم بشرط أن تنجو بنفسها! فأكثر من 20 مليون في إيران يطالهم القهر والاضطهاد مابين سني وشيعي، لا شك أنهم وقود قابل للاشتعال في أي وقت! كما أن سلاح الأعلام السني المتواضع كما أنه قد أفسد على الصفوية ما تصبو إليه، فإنه ساهم في استقطاب الكثير من المخدوعين من الشيعة العرب، وهز قناعات آخرين، والأدهى والأمر، بل والقشة التي ستقصم ظهر البعير! قناة وصال الفارسية، التي ستخرج بعد أيام والتي ستغير الموازنة تماماً بإذن الله تعالى،وفي هذه المناسبة التي يشاد فيها بقناة وصال العربية والفارسية والرجال الذين بذلوا من أجل دينهم وعقيدتهم، فإن المسلمين يعزون سائر ساسة العرب والمسلمين وتجارهم، خاصة من يملكون قنوات لإفساد المجتمع العربي المسلم!! وليعلم الجميع أنهم سيسألون يوم القيامة عن تخاذلهم عن إنشاء فضائية واحدة باللغة الفارسية، ونهنئهم بهذا التخاذل! وعدم القيام بالواجب! الذي سيحسبه عليهم تاريخ المسلمين المعاصر! إذ المفترض على الحد الأدنى أن تهب عشر فضائيات باللغات الإيرانية المختلفة الفارسية والبلوشية والتركمانية ويستفيد منها أيضاً المسلمون المجاورون لإيران!! فالنظرة الإستراتيجية الوقائية والإصلاحية تقتضي القيام بواجب إرشاد وتوعية ودعوة من بداخل إيران ومن جاورها!! وكذا كشف الخطر الصفوي الطائفي، ولا شك أن إيران دخلت مرحلة الاحتضار!! ومرحلة انقلاب السحر على الساحر!! بل أصبحت تُلمّح بما هو بمثابة التصريح كما جاء في البيان الإيراني الأخير: "… بأن التطورات الحالية في المنطقة ستغير مسار تاريخها!! وستخلق مشاكل أكبر فيها لأمريكا! وحلفائها! حيث إنهم سيفقدون موقعهم في المنطقة!!…" وهذا الكلام في غاية الصحة!! لأن التطورات في المنطقة ستغير مسار تاريخ إيران ومخططاتها!! وستخلق مشاكل أولاً لإيران!! ثم لحليفها الخفي في اقتسام الكعكة أمريكا! ولا شك أن إيران ستفقد موقعها في المنطقة! وأمريكا إن كانت ذكية متفطنة ليقظة المنطقة وأهلها فلن تنساق خلف إيران لتحافظ على احترامها في الخليج وتبادل مصالحها! وإن رضيت بتكرير غلطتها في العراق وأفغانستان والانسياق مع إيران فستفقد ثقلها كاملاً ليس في الخليج فحسب بل في المنطقة العربية بكاملها! لاسيما في هذه المرحلة التي تتسم بالوعي ونفض الأتربة والغبار!! والواجب على الإعلام العربي والإسلامي أن يواصل مهامه! وأن يجدد أساليبه، وأن يضع احتياطاته لحالات الطوارئ! وأن يعد العدة لأي شكل من أشكال التآمر للحط من فاعليته، فالمستقبل القريب مشرق بفتح وفأل وتباشير بإذن الله.

 

 

المصدر: لجينيات