"آيات الله"هائجون في هذه الأيام،يرغون ويزبدون ويوزعون شتائمهم يمنة ويسرة،وإن كانوا يخصّون عرب الخليج وجزيرة العرب بالقسط الأكبر من سبابهم وافتراءاتهم،حتى إن هذا الهياج شغلهم عن أسطوانتهم المشروخة حول عدائهم الكاذب لـ"الشيطان الأكبر" أو الولايات المتحدة الأمريكية!!
وهياج القوم مفهوم لدى كل من يعرف أسبابه ودوافع تركزه في سياق حملة ضخمة،يشترك فيها "رجال الدين" الرافضي والقادة السياسيون والأدباء الشعوبيون،والوكلاء المحليون في مختلف البلدان العربية..فللمرة الأولى منذ هجمتهم على جيرانهم تحت شعار "تصدير الثورة" يجدون بوادر مجابهة حقيقية لمؤامرتهم الخبيثة،التي عبروا عنها من خلال خطة خمسينية لـ"تشييع" أهل السنة،واكتساح ديارهم واستئصال المتشبثين منهم بدينهم.
هي-إذاً- أول صدمة قوية تشعرهم بيقظة المارد السني النائم وبتسديد سهام قاتلة لمشروع التمدد المجوسي، بدءاً من ثورة مصر التي يزعمون تأييدها تقيةً ونفاقاً، بينما يأكل الحقد عليها قلوبهم العليلة ،مروراً بصحوة نظم الحكم الخليجية للشر الذي يحمله الاستهتار بخطط أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي، وهو ما تجلى للعيان في انكسار المؤامرة الصفوية لابتلاع البحرين في غفلة-كان القوم يتمنونها- من أهلها ومن أشقائهم الأقربين. وما كادت طغاة طهران يصحون من صفعة درع الجزيرة التي باغتتهم،حتى فوجئوا بأخرى من الكويت التي طالما ظنوا أنها بيئة مثالية للتغلغل في المنطقة،بناء على استكانة مقيتة من قبل ساسة كبار، واعتماداً على أدوات محلية من الفرس المتسللين بالتجنس المريب،وعلى عداء غير معقول تجاه التيار السلفي الذي يتصدر أهل السنة وعياً بشرور الصفوية وقدرة على نسف بنيانها من القواعد بالدليل الشرعي الناصع من القرآن الكريم والسنة الشريفة.
لقد ساء الصفويين أن يسقط نظام مبارك ليس محبة له،وإنما لأنه كان يقزّم مصر فيقدم للمؤامرة المجوسية خدمة ثمينة ولو بغير قصد منه.لكنهم اليوم ساخطون أكثر وهم يتابعون
بوادر سقوط حلفائهم في المنطقة وبخاصة القذافي صاحب خطة إحياء الدولة العبيدية الخبيثة.
كما اغتاظ الصفويون الجدد أشد الغيظ من هبة درع الجزيرة لنجدة البحرين،بالرغم من كونها خطوة دفاعية وليست هجومية.
ولذلك صب القوم جام وقاحتهم على الكويت التي اضطرت أخيراً إلى حماية أمنها الذي يهدده عملاء طهران،فقد أميط اللثام عن اكتشاف 8شبكات تجسس على الكويت بالرغم من كل مغازلات الأخيرة لطهران ولوكلائها المحليين ،مع التضييق على أهل البلد الأصلاء بمن فيهم نواب منتخبون تم ضربهم وكسر أيديهم!!
هنالك انقلب عملاء الصفويين في الكويت على الحكومة التي طالما أيدوها وأسرفوا في الثناء عليها،فأصبحت متآمرة وأداة أمريكية لمجرد وقفتها المتأخرة ضد التآمر المجوسي عليها.
وفي كل حال،تبقى نخوة الكويت الرسمية المتوانية جيدة لأن وصولك متأخراً خير من عدم وصولك البتة،ولأن المؤشر العام لقياس حرارة السياسة هنا،يؤكد أن الشعوب في أغلب الأحوال أسبق من حكوماتها وأشد جرأة وأسرع مبادرة.
لقد انشغلت الحكومات العربية بعامة عن خطرهم ومن استشعره منا اتكأ على أمريكا جهلاً منه بحقائق الأمور ووجّه ضغطه على العمل الدعوي والإغاثي بذريعة محاربة الإرهاب وفوجئ الغافلون بأن واشنطن تسلم العراق كلياً وأفغانستان جزئياً لنظام طهران وتغض نظرها ونظر ربيبتها الصهيونية عن قواعد الصفوية في جزر دهلك بالبحر الأحمر!!
وإن بوادر هذه الصحوة لجديرة بأن تخلصنا من سلبيتنا ومن اكتفائنا بردود الأفعال،ضد مخططات عدو مجرم لا يرقب في مؤمنٍ إلاًّ ولا ذمة.
والأوراق في أيدينا كثيرة للغاية،ومن أهمها:
- ضبط الوكلاء المحليين للمد الصفوي ضبطاً عسكرياً واستخبارياً وتقليم أظفارهم من المواقع الحساسة (ومحنة البحرين الأخيرة تكفي لإيقاظ النائمين).
- دعم الإعلام الإسلامي الرشيد فعندنا قناتان متواضعتا الإمكانات لكنهما أحدثتا أثراً كبيراً أشد على القوم من السلاح الفتاك.
- تبني القوى المظلومة في إيران بمن فيهم عرب الأحواز ولا سيما أن أكثريتهم من الشيعة،الأمر الذي يزيد في فضح الهوية الحقيقية للرفض الصفوي الحاقد على العرب حتى لو كانوا من شركائهم في الدين!!
- تعزيز وحدة مجلس التعاون وبخاصة في حقول الدفاع والأمن القومي والسياسة الخارجية.
- مؤازرة النشاط الشعبي والدعوي لمحاصرة جيوب الدجل المجوسي الدخيل.
- الشروع فوراً في تأسيس مشروع نووي خليجي فعلي سلمي لاكتساب المعرفة التقنية والتحضر النفسي لتحويله مشروعاً عسكرياً لمواجهة النووي المجوسي
- العناية بأمن البحر الأحمر بالتنسيق مع مصر واليمن لمواجهة التعاون الشرير بين اليهود والصفويين.