ملتقى المرأة السعودية والتنمية مواكبة بمفهوم إسلامي
10 ربيع الثاني 1432
تقرير إخباري ـ محمد لافي

خرجت توصيات " ملتقى المرأة السعودية والتنمية " الذي اختتم أعماله أمس وأقيم تحت شعار ''ننمو بثبات'' لتؤكد على الحفاظ على مكتسبات المرأة السعودية التنموية في مجال التعليم غير المختلط، وتهيئة بيئة العمل المستقلة المناسبة لخصوصية المرأة وأن تنطلق التنمية الوطنية من واقع حاجة المجتمع وقيمه الدينية ووضع سياسة اجتماعية تنموية شاملة تعتمد على التشريع الإسلامي إضافة إلى صياغة وثيقة حقوق المرأة وواجباتها  وفق الشريعة الإسلامية .

 

كما دعت توصيات المؤتمر إلى وضع استراتيجيات وطنية متخصصة في تنمية أفراد الأسرة والاستفادة من التجارب المحلية والدولية لتحقيق تنمية بشرية مستدامة مع الحفاظ على الهوية الإسلامية والتأكيد على وسائل الإعلام بأداء دورها الداعم في الحفاظ على الأمن الأخلاقي الذي يرعى جوانب التنمية الاجتماعية إضافة إلى إعادة النظر في بعض القواعد واللوائح المنظمة لعمل المرأة، ومن ذلك: التقاعد المبكر، التوظيف الجزئي، تمريض وتطبيب النساء للنساء.

 

الملتقى افتتح برعاية الأميرة نوره بنت أحمد بن عبد العزيز آل سعود، وبتنظيم من مركز آسية للاستشارات التربوية والتعليمية والمتخصص في تنمية المرأة حمل رسالة متميزة تسهم في إبراز الدور المنوط بالمرأة السعودية للمشاركة في تنمية وطنها مع حفاظها على دينها وواجباتها الأساسية في الحياة.         

 

وهدف الملتقى الذي استمر على مدى يومين  بفندق الانتركونتينتال بالعاصمة الرياض إلى تعزيز الدور الإيجابي للمرأة السعودية في التنمية الوطنية حاضراً ومستقبلاً، إضافة إلى إبراز الأدوار التي مارستها المرأة السعودية ونتائجها الإيجابية التي انعكست على أسرتها ومن ثم مجتمعها.

 

الجمع بين الأصالة والمواكبة

 

إنجازات المرأة السعودية وأصالتها جاء في كلمة افتتاحية للمشرفة العامة على مركز آسية الدكتورة أسماء الرويشد حيث أكدت بأن الملتقى يهدف إلى إبراز إنجازات المرأة السعودية، التي جمعت بين الأصالة والمواكبة مبينة أن المرأة السعودية قد برزت في مناشط ومشاريع تنموية جبّارة استهدفت الإنسان ذاته، وعنيت برقيه وتقدمه روحياً وفكرياً وسلوكياً ومهارياً مبينة أن الملتقى جاء ليسلط الضوء على تلك الإنجازات المباركة؛ ليتم النظر إلى الواقع بعينين اثنتين لتكون الرؤية أشمل وأصدق وأكثر تعبيراً عن الواقع

 

 في وقت لم تسلم فيه المرأة ممن  يصفها بالجمود والتخلف والتهميش، و من سلط الضوء عليها في صورة تخدم أهدافاً مناوئة للعقيدة الإسلامية، ومخالفة لما درجت عليه هذه البلاد من سياسات وأنظمة قامت على شريعة الإسلام السمحة".

 

وجاءت كلمة الأميرة نورة بنت أحمد بن عبد العزيز آل سعود بهذا الملتقى لتزف البشرى إلى المرأة السعودية بما كفلتها لها الشرعية الإسلامية وما وأوضحت من حقوق لها ومكانة إنسانية واحترام اجتماعي، إضافة إلى المشاركة في المسؤولية الاجتماعية ولتبين أن عقد مثل هذه الملتقيات وحضور نخبة من علماء الدين ومن هم ذوي العلاقة؛ ليؤكد دائماَ حرص المملكة على ولوج المرأة السعودية في إيجابيات مجتمعها.

 

الإسلام والتنمية

وكان من أبرز الأوراق التي قدمت في  الملتقى"السياسة الاجتماعية ودورها في تعزيز التنمية المستدامة"  للدكتور نورة العدوان حيث طالبت بضرورة صياغة وثيقة لحقوق المرأة وواجباتها في المملكة وفق الشريعة الإسلامية، ووضع سياسة اجتماعية تنموية تشترك في صياغتها القطاعات الرسمية والمدنية بوضع استراتيجيات وطنية متخصصة في تنمية أفراد الأسرة. من جانبها، طالبت الدكتورة نورة العجلان بضرورة مراعاة خصوصية المرأة المسلمة، واعتبارها حقا لها تكفله الأنظمة والتشريعات، مع احتفاظها بحقها في أن تكون عنصرا فاعلا في المجتمع كفل لها الإسلام الكرامة والتمكين وحق التعليم وعدم التمييز إلا بما شرع الله .

 

المعوقات التنظيمية للتنمية

وقدم من خلال الملتقى ورقة عمل للدكتورة هيلة بنت إبراهيم التويجري حول ''الدعائم والمعوقات التنظيمية لمسيرة المرأة السعودية في التنمية''، بينت فيها أنه وعلى الرغم من أن لفظ التنمية لم يستخدم في الكتاب والسنة، إلا أن ألفاظا كالإعمار والتمكين والسعي في الأرض جميعها تدل على التنمية، وعلى الرغم من أن الإسلام شرع للمرأة العمل في كافة المجالات، إلا أنه اختص ثلاث مهن بالرجال فقط وهي الإمامة، والسلطة التنفيذية ذات الخطر، والقضاء، إضافة إلى الأعمال غير المناسبة لتكوين المرأة الجسدي كالشرطة والجيش، لأنها بحاجة لكر وفر أو أعمال قيادة سيارات الأجرة أو المصانع الثقيلة، وطالبت في حديثها بتفعيل دور عمل المرأة من المنزل  وتخصيص حوافز ومكافآت لربات البيوت لترغيبهن في المكوث بالمنزل وإعادة النظر في القواعد واللوائح المنظمة لعمل المرأة كالتقاعد المبكر وتقليص الخدمة إلى 15 سنة وإقرار نظام التوظيف الجزئي وقصر تطبيب وتمريض الرجال للرجال والنساء للنساء، وإيجاد قابلات مؤهلات لتوليد النساء في بيوتهن.
 

 

الجمعيات النسائية والملتقى

وجاءت ورقة  ''نحو تفعيل أكبر لجهود الجمعيات النسائية الخيرية'' للدكتور عبد الله بن ناصر السدحان لتبين أن نصيب المرأة من الجمعيات الخيرية منخفض جدا على الرغم من أن أول أربع جمعيات خيرية سجلت في المملكة كانت جمعيات نسائية وبحسب آخر إحصائية فإن عدد الجمعيات الخيرية بلغت 564 جمعية منها 38 نسائية،
وعاب السدحان على البرامج في الجمعيات النسائية التي يغلب عليها طابع الإغاثية الرعوية وتغيب عنها التنموية، معتبرا أن نخبوية القيادة النسائية في الجمعيات وقلة عددها ونقص التمويل المادي وانشغال العاملين في العمل الإغاثي والصورة الذهنية السلبية للجمعيات النسائية قلل من جهود الجمعيات في عملية التنمية، داعيا في ورقته إلى الاستفادة من التجربة الخليجية وإنشاء جمعيات نسائية متخصصة في تنمية المرأة
 

 

الإعلام والتنمية

أما فيما يتعلق بدور الإعلام في تنمية المرأة فكانت بمشركة من جواهر بنت عبد العزيز آل الشيخ الأستاذ المشارك في جامعة الأميرة نورة والكاتبة في جريدة الجزيرة مبينة أن وسائل الإعلام فشلت في تطوير عقلية المرأة وطالبت باستراتيجيات إعلامية للحفاظ على القيم الأخلاقية، وإبراز جوانب العطاء وعدم التركيز على قضايا سطحية كقيادة السيارة وعدم التركيز على البرامج الفكاهية والسياسية والاهتمام نوعا ما ببرامج التنمية الاجتماعية والنسائية خاصة.
 

 

عشر مبادرات

ومما أثرى الملتقى وميزه عن نظيره من الملتقيات إطلاق عشر مبادرات أهمها مبادرة مركز ''بصمات'' التقني للفتيات في مؤسسة ''آسية للاستشارات التربوية والتعليمية'' لاستثمار طاقات الفتيات بشكل منهجي بما يعود عليهن بالنفع، وإعداد معرفات بالدين الإسلامي الصحيح بلغات متعددة برعاية الفرع النسائي في الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام،
ومبادرة تأهيل الفتيات للزواج تحت شعار ''حياتك ابدئيها صح'' التي تبنتها جمعية الشقائق الخيرية في جدة ، وتسعى إلى تسهيل طريق الاستقرار في الحياة الزوجية لدى الفتاة في سلسلة من الدورات التدريبية في مجالات مختلفة دينية ونفسية واجتماعية ومهارية.
 كما تبنت مجلة ''لها أونلاين'' مبادرة ''توعية المرأة بحقوقها''، وتهدف إلى رفع مستوى وعي المرأة وتوفير وسط إعلامي للكفاءات النسائية لمناقشة ما يستجد من قضايا المرأة وتقديم ما يساندها في القيام بمهماتها الأساسية،
 إضافة إلى مبادرة ''البداية الرشيدة: التنمية الأسرية في المنطقة الشرقية بمدينة الأحساء، التي تعمل على تدريب المقبلين على الزواج لحياة سعيدة''،
. كما تقدمت جمعية التوعية والتأهيل ''واعي'' للأعمال التطوعية بمبادرة ''مجتمعي مسؤوليتي''

 

إضافة إلى مركز إكليل للفتيات للقرآن وعلومه في منطقة الرياض فبادر من فبادر للمشاركة في مساندة المؤسسات الوطنية، لردم الفجوة بين المجتمع والفتاة وتنمية مهاراتها وأساسيات بناء الشخصية لديها.
 ومباردة مركز البلاغ المتخصص في تعليم القرآن الكريم والسنة النبوية لذوي الاحتياجات الخاصة . لدمج الاحتياجات الخاصة وكفالة حقوقهم سعيا في كسر الحواجز بين أصحاب الإعاقات وبقية أفراد المجتمع.
ومبادرة مركز الدعوة لخدمات الطالبات وتوعية الجاليات في حي الروضة بالرياض  بمبادرة لتهيئة مكان مناسب للمرأة يخدمها ويعينها على إنهاء أعمالها مع الحفاظ على نفسها و دينها وعاداتها.
وتبنت جمعية البر الخيرية مبادرة ''وقف المعالي'' لتوفير خدمات تعليمية وخدمية مختلفة تربويا وثقافيا واجتماعيا في المنطقة التابعة له

 

تميز في التنظيم والإخراج
تميز الملتقى  تنظيماً وإخراجاً ، وحضوراً  من الداخل والخارج ، حيث حضرته شريحة عريضة من صاحبات السمو الملكي ،  والشيخة القاسمي من دولة الإمارات  ، وصاحبات السعادة ،  إضافة إلى توافد عدد من الأخوات من المنطقة الغربية ، ومنطقة القصيم  ، والمنطقة الجنوبية ، والشرقية  ، ومن كافة شرائح المجتمع النسائية العاملة  :  القطاع الأكاديمي ، الاقتصادي ، الطبي ، التربوي ، الإعلامي ، إضافة إلى  حضور كبيرات السن اللاتي لهجت ألسنتهن بالدعوات الصالحة ، وعبرن فعلا بنبرات صادقة عن أهمية هذه الملتقيات والاجتماعات اللاتي تحتاجها المرأة  السعودية ،   هذا بالإضافة إلى حشد من الفتيات وربات المنازل المميزات .