أنت هنا

هل حان وقت رحيل عصابة رام الله؟!
7 ربيع الأول 1432
موقع المسلم

عجيب أمر عصابة أوسلو في رام الله!!
فهي في أسوأ حالاتها وفي أدنى دركاتها، فالصهاينة يحتقرونها علانية، وتجارة تصفية القضية الفلسطينية متوقفة لأن العدو انتهى من الحاجة إلى عباس وبطانته كواجهة محلية، وفضائح وثائق التنازلات الكبرى أسقطت ما تبقى لهم من ملابس تنكرية توهم الحمقى بأنهم "وطنيون"، وحلفاؤهم القريبون يعانون من مأزق غير مسبوق والأرجح أنه بوابة نهاية هؤلاء الحلفاء!! والصراعات بين الإخوة الأعداء على السرقات الضخمة تجاوزت الغرف المغلقة وأصبحت مثار سخرية وتهكم في الفضائيات، وبخاصة بين عباس نفسه وشريكه محمد دحلان!!

 

في ظل هذا الانسداد الكامل، لم يجد عباس وبطانته وسيلة للخروج سوى الإعلان الكاريكاتيري عن إجراء انتخابات نيابية وبلدية، مراهنةً منهم على تثبيت الانقسام الفلسطيني الذي أسسوا له من قبل من خلال الإذعان لمشروعات الاحتلال، والتنكيل بأبناء جلدتهم الرافضين أي تفريط بثوابتهم، لكي يرضى اليهود الغاصبون والصليبيون الجدد في واشنطن بمستوى عملهم حراساً للكيان الصهيوني ضد شعبهم ولا سيما فصائله المقاومة.

 

فلقد يئست عصابة رام الله من العودة إلى الهيمنة على غزة، التي ثبتت في وجه أقسى حصار في التاريخ،  كما أن  اليهود  درسوا فكرة مساعدة عباس ورهطه في ذلك عبر شن حرب جديدة على القطاع الباسل، ثم قرر العسكريون رفض الأمر باعتباره غير مُجْدٍ وباهظ التكلفة.

 

أما الأوضاع الجديدة في مصر فإنها بمثابة المسمار الأخير في نعش آمال عباس ودحلان وعبد ربه باستعادة احتلال غزة إلى الأبد.ولذلك فإن الانتخابات المضحكة المبكية التي قرروا إجراءها في الضفة المحتلة، هي السهم الأخير في جعبتهم لتكريس الانفصال والشقاق فلسطينياً. والاحتلال لا يمانع في إخراج هذه المسرحية لأنها لا تهز شعرة في قدمه، بل إنها تسدي إليه خدمة إضافية ببقاء عصابة أوسلو ككلب حراسة أمين، وفي مظهر يدعم أسطورة أن الكيان الصهيوني هو "الواحة اليتيمة للديموقراطية في الشرق الأوسط"!!

 

أما نتائج الانتخابات فهي محددة سلفاً على طريقة كل الطغاة، فالسجون أصلاً ما زالت تضج بألوف المعتقلين منذ الانتخابات السابقة التي جرت قبل الانقسام الفلسطيني الذي أطلقته العصابة فور خسارتها تلك الانتخابات..والصحفيون الشرفاء يقبعون في أقبية استخبارات أوسلو، الأمر الذي يجعل التعتيم على التزوير"نموذجياً"!!

 

إنها باختصار:صورة هزلية مصغرة لما يجري في جمهوريات القمع القريبة والبعيدة.ولكن دون مراعاة فوارق الظروف والأحجام والتوقيت.
فتلك البلدان التي يريد عباس أن ينسج على منوالها مستقلة ولو شكلياً، فليست أراضيها محتلة عسكرياً، وهي دول لا مقاطعة منزوية ومحصورة يقرر العدو متى يسمح لرئيسها بالخروج من مكتبه!! ومساحاتها هائلة وحدودها مُعْتَرَفٌ بها...فكيف وتلك الأقطار التي تعتبر قارات بالنسبة إلى مقاطعة عباس، تشهد ثورات شعبية ضد الاستبداد والفساد تعيد رسم خريطتها السياسية بعد التخلص من المستبدين المتحالفين مع أعداء الأمة؟!

 

إنها اللعبة الخطأ في الوقت الخطأ.. لكن التاريخ يشهد بأن الطغاة لا يتعظون من مصائر أسلافهم المخلوعين أو الذين في طريق الخلع!!
فهل هي خطوات ما قبل الرحيل يخطوها أعضاء عصابة التبعية في رام الله إلى زوالهم، وهم يتوهمون أنها بوابة نجاتهم وسبيلهم إلى إطالة تسلطهم على الشعب الفلسطيني المجاهد، الذي باعوا قضيته بثمن بخس دراهم معدودات تأتي من بيع الإسمنت إلى العدو ليبني به مزيداً من المغتصَبات فوق ما تبقى من أرضٍ في الضفة الأسيرة، أو من شركات هاتف جوال تمارس التجسس لحساب الصهاينة على المقاومين وعائلاتهم، حتى لو ذهبوا متنكرين إلى دبي-مثلاً-؟

 

نظن-وليس كل الظن بإثم-أنها بداية النهاية، التي سبق أن شاهدها العالم كله على الفضائيات،  على لسان ابن علي الذي شتم شعبه ثم توسل إليه بعد أيام  وهو يقول له-دون جدوى وبعد فوات الأوان-: أنا فهمتكم الآن!!