تعليقًا على مقالة "الدعوة السلفية.. وخفافيش الظلام"
5 صفر 1432
د. ياسر برهامي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
نشر موقع "المصريون" مقالاً رائعًا للأستاذ "جمال سلطان" جزاه الله خيرًا أحببنا أن ننقله إلى قرائنا الكرام، ثم نبين تعليقنا عليه:
رابط المقال

 

جزى الله الأستاذ "جمال سلطان" خيرًا على هذا المقال الرائع النابع من وفاء وإنصاف عزَّ وجوده في هذه الأزمنة، والتسامي فوق الخلافات الجزئية؛ من أجل مصلحة الأمة، والحرص على استمرار الخير فيها.

 

الواقع أن الموقع لو أراد أن يستكتب أحد كتابه في هذا الموضوع لما استطاع أن يعبر عنه بهذه الدرجة من الوضوح؛ لما نلتزم به كأصل مِن البعد عن مدح النفس، امتثالاً لقوله -تعالى-: (فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ)، ولكننا نقلناه لقراء موقعنا باعتباره شهادة منصفة بشأن الدعوة ودورها في المجتمع.

 

وصدق الأستاذ "جمال" في أن المحرضين على السلفية غرضهم ليس استنكار حادث الكنيسة وأمثاله بقدر ما هو محاولة طمس معالم الدين بأكمله، ومحو مظاهر التدين من المجتمع، وإن كانت كتاباتهم وقت كتابة الأستاذ "جمال" لمقالته قد اتسمت بشيء من الحيطة والحذر؛ إلا أنهم لم يستطيعوا أن يكتموا حذرهم حتى النهاية.

 

فهذا أحدهم يكتب -زاعمًا-: "أن السلفية جاءت فجاءت معها حوادث الاعتداء على النصارى"! هكذا زعم؛ ولأن هذا ليس هو بيت القصيد، فقد أضاف: "وإنها أيضًا جاءت فجاء معها الحجاب والنقاب، وولَّى الميني والميكرو، واضطرت دور السينما في الأحياء الشعبية إلى الإغلاق و... و... "، إلى آخر القائمة الشهوانية.

 

وإذا كان موقع "صوت السف" قد نشر فتوى تمنع من التراشق اللفظي بين المسلمين والنصارى في غرف الحوار الديني، فضلاً عن نهيها عن هذا التراشق في الحياة العامة؛ فكيف يحاول الصائدون في الماء العكر تحميلنا مسئولية شحن الأجواء كما يقولون؟! هل نسوا أم تناسوا بالفعل موقفنا في أحداث كنيسة محرم بك منذ عدة سنوات، ومَن الذي سعى إلى منع إراقة الدماء وتدمير الممتلكات؟

 

ونلخص موقفنا: أننا ما زلنا نستنكر هذه الحوادث بنفس المبررات الشرعية التي استنكرنا بها ما سبقها، وما زلنا -بحمد الله- ندعو الجميع إلى تطبيق الشرع في العلاقة بين المسلمين بعضهم البعض، وبين المسلمين وغيرهم، وتطبيق الشرع في حياتهم بأسرها؛ حتى يحيى الجميع في ظل الإسلام بالأمن والسلام الذي لم ير الناس مثله عبر التاريخ.

 

وأخيرًا نكرر الشكر للأستاذ "جمال سلطان".
نسأل الله أن يحفظنا من الفتن، ما ظهر منها وما بطن.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 
نقلاً عن موقع صوت السلف