أنت هنا

معركة من أذربيجان إلى إسبانيا!!
5 محرم 1432
موقع المسلم

يبدو الحجاب مسألة مؤرقة جداً لـ"المجتمع الدولي"، فعالم اليوم لابد أن يكون بلا حجاب، وما تطيره الوكالات كل يوم عن أي بلد من أقصى الشرق إلى مغربه لديه مشكلة حقيقية مع الحجاب يشي بأن هذه المشكلة أكبر من أن تختزل في نطاق محدد أو يجرى الحديث عنها في حيزها المحلي هنا أو هناك؛ فنحن في يوم واحد، لدينا خبران يحولان الكرة الأرضية 180 درجة، من أذربيجان إلى إسبانيا كلاهما يحكي عن هذا "الخطر المحدق" بشعور النساء الذي يوحد بين شرق العالم وغربه في ساعات معدودة!!

 

في أذربيجان ذلك البلد الأسيوي البعيد نسبياً عن صراع الأيديولوجيا الغربية مع الإسلام، والذي لم يزل يعاني احتلالاً أرمنياً لـ"بخاري قرة باغ"، إقليمه الذي التهمته جارته "المسيحية"، يستنسر على الفتيات المحجبات وتصدره هيئته الحكومية لشؤون التعليم الديني قرارها بـ"توحيد الزي المدرسي" بما يترجم تلقائياً إلى حظر الحجاب ما استفز المحجبات ودفعهن وأهاليهن للتظاهر مطالبين بـ"الحرية للحجاب"، لكن السلطات العاجزة عن تحرير قلب أذربيجان اعتقلتهم!

 

وفي إسبانيا، بدأت بعض البلدات في مقاطعة كاتالونيا في تطبيق قرار المحكمة العليا في المقاطعة بحظر النقاب في مباني البلدية، والقاضي بتغريم المنتقبة مبلغاً يصل إلى 600 يورو في حال لم تمتثل للقرار، وذلك في بلدة ييدا التي لا يكاد ترى فيها منتقبة تسير في شوارعها!
ولم يوفر البلدان جهداً في تبرير القرار و"الافتاء" بأن حظر الحجاب والنقاب لا يتعارضان مع الدين، وأن ذلك "لا يمكن ان يملك هذا الموضوع اية علاقة بالمسألة الدينية". كما قالت الهيئة الأذرية على سبيل المثال.

 

اللافت هنا ليس حظر النقاب أو الحجاب، فتلك أخبار لم تعد غريبة ولا جديدة، ولا هذا التوافق من أقصى الأرض إلى أقصاها على رفض هذه الفريضة الإسلامية، وإنما ما أضحى جلياً الآن هو أن ثمة ما يجاوز ما يُسمى بالإسلاموفوبيا إلى رفض مسألة الستر ذاتها، والذي حاول الإسبان مثلاً فرضه على الجميع حتى غير المسلمات لاعتبار أن تغطية الوجه نفسها صارت مجرمة ولو لم تنطلق من أساس ديني. إن ما نراه يدعونا لأن نتأمل جيداً هذا العالم وهو يخطو بل يقفز إلى العري بشكل لا يمكن تجاهله، ولا نقول مع ذلك أننا كمسلمين لسنا معنيين بهذا التقصد، بل نضيف فقط أن الحجاب بات سجية مرفوضة لتعبيره عن الستر والتحشم ولو لم ترتديه مسلمة، وذاك ما قد أوجس منه حتى كبار السن في الغرب خيفة الذين أصبحت مظاهر العري الفاحش تستفزهم في الطرقات على نحو لم يألفوه في شرخ الشباب إلا في المواخير ومواطن الفساد المعروفة ولو كانوا من روادها.
كثيرون بدأوا يلحظون أن الشباب الغربي آخذ في التفسخ والمضي إلى المجهول، وحينما يبدو نموذج يمكن أن يدعو إلى التأمل والعودة إلى فطرة الحياء والخجل والستر سرعان ما يحارب بقوة أكثر من أي وقت مضى.

 

وفي عالمنا الإسلامي نرى أيضاً نظير ذلك حتى لدى كبريات المحلات ودور الموضة التي غدت تقذف كل يوم إلى بناتنا ما يشجعهن على إفراغ الحجاب من محتواه بارتداء الملابس اللاصقة وغيرها، بما يوحي بأن اليد التي تفسد هنا، تفسد هناك، حتى بين أصحاب الملل الأخرى.. إنها اليد التي نعرفها جيداً، من أيام بني قينقاع!!