أنت هنا

الشرف والخيانة في القاموس الإيراني
23 ذو الحجه 1431
موقع المسلم

إلى ما قبل أيام معدودات، كانت جامبيا –الدولة الإفريقية الفقيرة-من البلدان المجاهدة ضد الاستكبار العالمي،وكان نظامها السياسي على امتداد عقدين من الزمان نظاماً شريفاً وعظيماً، إلى آخر ما في قاموس نظام الملالي في طهران من مديح مبالغ فيه،بتأثير مخزونهم من الغلو في من يحبون،مع التنبه إلى  أنهم لا يحبون في الحقيقة أحداً،سوى أحلام كورش وضغائن كسرى،فأهل بيت النبوة أنفسهم ليسوا أكثر من وقود ضروري  لا غنى عنه،لتمرير المشروع المجوسي،وللتغطية على عفنه القومي المتعصب وزندقته الخفية.
أما اليوم فإن جامبيا وشعبها وزعامتها-الذين كانوا معشوقين لفظيين لآيات قم-باتوا حفنة من العملاء للشيطان الأكبر،الذي يسعى إلى تحطيم النظام"الإسلامي" الفريد من نوعه في إيران.

 

لأن هذا البلد ذا الإمكانات المحدودة والموارد الشحيحة،فاجأ الجميع بقراره قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إيران، وأمهل عناصر استخباراتها المتخفية في هيئة دبلوماسيين وخبراء ورجال أعمال،لمغادرة البلاد خلال 48 ساعة!!
وفي تفسير صفوي أكثر مراوغة،أصبح قادة جامبيا أشخاصاً واهنين ومهزومين نفسياً،لأنهم-بحسب أبواق طهران المباشرة والوكيلة- رضخوا لضغوط واشنطن، الغاضبة من التعاون "الأخوي" بين "الجمهورية الإسلامية في إيران"والشعوب المستَضْعَفة في القارة السمراء..

 

وقد اتجه فريق ثالث من فرق التقية الصفوية  نحو ازدراء جامبيا والانتقاص من قيمة العلاقات معها، وأن إيران لن تتأثر من الموقف الجامبي الأخير.
والواقع أن الجميع في عاصمة المد الرافضي مشتركون في الشعور بالصفعة القاسية، لكنهم توزعوا الأدوار كالعادة في محاولة امتصاص الصدمة وتقليص آثارها المعنوية على الأقل.
فجامبيا محطة رئيسية منذ فترة بعيدة، من محطات التغلغل الصفوي في إفريقيا باستغلال غفلة أهل السنة وتقهقر حضورهم التاريخي،وانتهاز معاناة المسلمين جنوبي الصحراء من الفقر والجهل والمرض،لتغيير هوية هذه البلدان.
فهذا دأبهم في نيجيريا والنيجر ومالي وكينيا وتنزانيا وسائر الدول التي يتحركون فيها لمحاربة الإسلام الصحيح القائم على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم. ولم يعد يخفى على عاقل أن القوم لا يبثون سمومهم إلا في مجتمعات المسلمين فهم لا يسعون إلى نشر دينهم بين الوثنيين أو المتنصرين الذين تعج بهم قارة إفريقيا ولا غيرها!!وعليه فإن تهوين غلاة الفرس من شأن خسارة جامبيا ليس سوى دخان للتعمية.

 

ولو كانت حكومة جامبيا مستكينة لإملاءات الأمريكان المزعومة فلماذا صبرت كل هذه السنين،حيث كان عملاء المجوسية يسرحون ويمرحون جهاراً نهاراً؟بل ما سر تغاضي العم سام عن ذلك طول ربع قرن من الزمان؟
والمفارقة أن ملالي قم يعتمدون قاموساً شاذاً لا يضاهيه سوى القاموس الصهيوني وشقيقه الصليبي،ألا وهو اعتبار مشروعهم الهدام معياراً للقيم فمن انخرط في التبعية له فهم عنوان الشرف والخير،ومن تصدى له فهو خائن أو ضال أو ...

 

والمثير للسخرية في الواقعة الجامبية،أن نظام خامنئي  فجع جامبيا بتآمره عليها من خلال تسريب أسلحة سرية إلى أراضيها للغدر بها،لكن الله سبحانه أخزاهم وفضح كيدهم على يد نيجيريا فتنبهت جامبيا لحقيقة ما تريده الخمينية منها!!وكأن المطلوب من الشعوب والدول أن تتقبل دسائس الصفوية ضدها لكي تمال "بركاتهم"!!
وأما ثالثة الأثافي فهي أسطورة العداء بين طهران وواشنطن،بالرغم من انكشافها التام في العراق وأفغانستان وفلسطين...غير أن القوم لشدة ولعهم بالكذب صار سجية لهم،ولذلك لا يبالون بأن دجلهم أصبح مفضوحاً..فالتقية كما أثبتت الأيام غدت لديهم هواية أدمنوها إدمان المخدرات،ولن يهجروها إلا بالعلاج القسري!!
ولولا هذا الداء العضال لهجر القوم الآن عادة الكذب المتأصلة فيهم،على الأقل من تعرية بقية مخازيهم وتواطئهم مع الشيطان الأكبر ضد العراق وأهله المسلمين ،وذلك من قبل موقع ويكيليكس..