أنت هنا

ميزرا ودحلان.. علام يختلفان؟!
17 ذو الحجه 1431
موقع المسلم

الأنباء التي تواترت في الأيام الماضية عن خلاف شديد بين الرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته، محمود عباس رضا ميرزا والقيادي الفتحاوي محمد دحلان أثارت كثيراً من التكهنات حول أسباب التماسك أو التشققات في حركة فتح  ومن ثم النظام الحاكم في رام الله.

 

وما يرشح من تسريبات عن اصطفاف يضم عزام الأحمد، ونبيل شعت، والطيب عبد الرحيم، وصائب عريقات، وأبو ردينة، وغيرهم في صف عباس، وناصر القدوة الذي طرح اسمه كبديل محتمل للرئاسة وتوفيق الطيراوي الرجل الأمني القوي، وصخر بسيسو، وسلطان أبو العينين القيادي الفلسطيني في المخيمات الفلسطينية بلبنان، وغيرهم في صف دحلان، يعني أن الأمر يجاوز حدود اختلافات وجهات النظر حول قضية المفاوضات أو طريقة الحكم بين الرجلين القويين في رام الله، وقد يعني أن ما يظهر من رأس جبل الجليد أقل بكثير مما يخبئه المحيط، والأحاديث التي تواردت بسرعة حول انتهاء "الخلاف" أو انتهاء "التحقيق" مع دحلان وناصر القدوة لا تحول دون منح الفتحاويين مجالاً للتفكير والشك حول قدرة الحركة على التماسك مستقبلاً، لاسيما أن ما لم تبثه وسائل الإعلام استدعى اجتماعاً طارئاً للمجلس الثوري للحركة بغرض لململة الأزمة ووضع أطر لحلها.

 

في فلسطين يتحدثون الآن عن خلاف على الثروة والنفوذ بين ميرزا ودحلان، ويستشهدون بمعلومات نقلها المركز الفلسطيني للإعلام القريب من حركة حماس عن مصدر قيادي مقرب من حركة فتح تؤكد تسلم الإدارة الأمريكية رسالة من دحلان، القدوة، أبو العينين، الطيراوي مفادها أن "عباس الآن غير قادر على صنع السلام، ونحن القادرون على صنعه، ولا بد من استبداله بشخصية تمتلك القدرة على تحقيق ذلك، وكبرهان على جدية الطرح تقترح الرسالة إسناد حقيبة الداخلية في حكومة فياض إلى دحلان والتعهد باستعادة السيطرة على قطاع غزة من حركة حماس وفقا للخطة التي أرسلت سابقا"، موضحا أن الرد الأمريكي على الرسالة لم يصل حتى الآن.

 

أيضاً بعبارة نقلها مصدر فتحاوي رفيع أيضاً للموقع ذاته تنص على أن "ما يفعله دحلان تجاه أبو مازن اليوم هو ذات الأمر الذي كان يفعله أبو مازن مع الرئيس الراحل ياسر عرفات قبل اغتياله".

 

وفي الحقيقة لا يبدو ثمة خلاف كبير بين الرجلين في مساعي التقرب من "إسرائيل" والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لكن من المثير ما يلحظ من تنامي أسباب الانشقاق في فتح برغم الرعاية الدولية والإقليمية العالية وعجز دول مؤثرة عن إسكات صوت العواصف في الحركة التي يقودها صاحب الهزيمة العسكرية الأشهر في غزة/أبو فادي محمد دحلان، وفي ظل احتشاد مكتوم يجري في الضفة الغربية والحديث عن تسليح متبادل، ونقل الصراع المحموم إلى المخيمات الفلسطينية يصبح من المحتمل جداً أن تأخذ الأوضاع في الضفة انعطافاً دراماتيكياً يقفز فوق محاولات التوفيق بين الحليفين ضد المقاومة..

 

وفي حين يزايد كل غريم عن صاحبه، ويتنازعان في اقتسام غنيمة "النضال"، يقف إسماعيل هنية في ملعب غزة يؤم عشرات الآلاف في صلاة العيد، ويخطب فيهم حماسة وعزة وإيماناً.. هي المفارقة تتجسد في حملة الحطب وحملة المشاعل..