أنت هنا

بيان هيئة كبار العلماء والحق الذي أعلوه
4 ذو القعدة 1431
موقع المسلم

يأبى الله إلا أن يخنس الشانئون لمحمد صلى الله عليه وسلم وآله كل حين، وأن يتردى كل أثيم منافق ينال من أم المؤمنين عائشة بنت الصديق رضي الله عنها، "لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم"؛ فكل يوم ينال فيه رعديد من أهل البيت الكرام يرتفع فيه ذكرها رضي الله عنها وأرضاها؛ فلكأن الله قد حفظ لها ذكراً بالخير يتردد مع كل سباب يراد بها فيرتد إلى المبطلين الظالمين ويستحيل سلماً تصعد إليه ذكراها العطرة الكريمة.

 

بيان بعد أربعة عشر قرناً من الزمان، توقعه هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية بكامل هيئتها، فلا خلاف في الفتوى ولا تحفظ، بل الجميع يهب نصرة لأمنا المبرأة المصونة، الحصان الرزان، عرفاناً لها بالفضل وغيرة على عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، بيان يعقب ويرافق العديد من البيانات المماثلة التي انطلقت من كل مكان حتى أولئك أهل التقية والنفاق والكذب لم يتحملوا الطوفان فانحنوا له ولاذوا يفلسفون الكلمات ليفهم المسلمون منهم أنهم على الحق وهم يخالفونه.. لا بأس، لقد أخذت قيمة عائشة رضي الله تعالى عنها بتلابيب الملالي في سراديب الحوزات، وأجبرتهم على التراجع خطوات، فصحبتهم الفضيحة وشيعتهم الخيبة، ليظل الله يحفظ عرض نبيه صلى الله عليه وسلم، "والله يعصمك من الناس"؛ فيخسأ كل دعي أفاك، ويرتفع القول إلى عنان السماء "إن شانئك هو الأبتر".

 

لقد قالها العلماء الأجلاء بملء أفواههم، وذيلوا بها بيانهم الواضح الصريح، بعد أن أفاضوا في ذكر مناقبها رضى الله تعالى عنها، ليعلم من كان جاهلاً بمكانة بنت الصديق وحبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي فارق ربه ورأسه على حجرها، بقولهم المكين : "وبهذا وغيره يتبين فضلها ومنزلتها رضي الله عنها وأرضاها وأن قذفها بما هي بريئة منه تكذيب لصريح القرآن والسنة يخرج صاحبه من الملة كما أجمع على ذلك العلماء قاطبة ونقل هذا الإجماع عدد من أهل العلم."

 

نعم، لقد برأ الله سبحانه وتعالى صفية نبيه صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سماوات، يتلو المسلمون قصتها قرآناً يتلى إلى يوم الدين، وليس بعد بيان الله في كتابه بيان، لكن تذكير الغافلين، ورد شبهات المبطلين، وتبيان الأحكام للجاهلين، ورص صفوف العلماء في وجوه المجرمين، هو واجب الوقت، وحق الأمة على علمائها.

 

إنه موقف رائد يستحق أن يحيى من هيئة كبار العلماء يتطلع المسلمون إلى أمثاله في زمان تكثر فيه الفتن وتتوالى فيه السهام على أمة التوحيد من هنا وهناك، ولئن كانت فريات القوم عن أم المؤمنين رضى الله عنها قد استفزتنا جميعاً، واستنفرت الجموع من العلماء وغيرهم؛ فإن أخطاراً عديدة تتهدد أمتنا.. تمضي لتغتال حاضرنا ومستقبلنا..

 

ملفات عديدة في الداخل والخارج تنتظر العلماء، يحدونا الأمل أن تجد منهم السبيل لمناقشتها والتصدي للأخطار التي تكتنف حاضر أبناء عائشة رضي الله عنها وأرضاها.