أنت هنا

المسكوت عنه أسوأ مما قيل.. فتوى خامنئي وعرس الحمقى والمرتزقة!!
26 شوال 1431

ندرك جيداً السر وراء احتفاء الشخصيات ووسائل الإعلام الاثني عشرية، بالفتوى التي أصدرها مؤخراً، علي خامنئي-الولي الفقيه في نظام ملالي قم -، لأن القوم يشبهون النصارى في تقديس الأحبار والرهبان، ويضفون عليهم صفة العصمة بلسان الحال إذا أخجلهم الجهر بلسان المقال.
لكن ترحيب بعض المنتسبين إلى أهل السنة والجماعة بموقف "المرشد الأعلى" لثورة خميني، يجعل الحليم حيرانا!!ولا سيما أن هؤلاء الذين سارعوا إلى إقامة عرس لكلام خامنئي فور ظهوره، كانوا-في أكثريتهم-ممن أصيبوا بالصمم والبكم عندما أعلن الخبيث ياسر الحبيب عن حقده المجوسي على أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها. وقد تحدث بعضهم مكرها بعد اشتداد حملة الدفاع عن عرض سيد ولد آدم صلى الله عليه وآله وسلم، وظل نفر من هذا الفريق أخرس حتى الآن، فلم تنحل عقدة لسانهم إلا بعد فتوى خامنئي التي توهموها طوق نجاة من مقام الخزي الذي وضعوا أنفسهم فيه، لأنهم آثروا مكاسب دنيوية تافهة على ثوابت الدين الذي يزعمون أنهم من أتباعه بل من علمائه ودعاته!!

 

ونحن لسنا ضد فتوى خامنئي بالمطلق، لكننا تعلمنا الإنصاف من ديننا، كما تربينا على ألا نكون مخادعين وألا تنطلي علينا ألاعيب المخادعين.
ولو أن أعضاء فريق التهليل والترحيب الاحتفالي وضعوا الفتوى وملابساتها والظروف المحيطة بها،  في دائرة البحث والتمحيص لكان خيراً لهم في دينهم ودنياهم. فالفتوى لم تأتِ فور افتضاح فتنة ياسر الحبيب، وإنما انتظر خامنئي زهاء شهر، أدرك قسس الرفض خلاله حجم الغضب العام لدى مليار ونصف مليار مسلم، الأمر الذي بات يهدد كثيراً من مخططات وبرامج المشروع الصفوي فوجب الانحناء للعاصفة قليلاً حتى تمرّ.
بل إن الرجل لم يتحرك بعد كل تلك المعطيات، وإنما انتظر كذلك طلباً تقدم به نفر من المثقفين في الأحساء، فجاءت فتواه"العظيمة"عند عبيده وعند الحمقى والمرتزقة من المحسوبين على السنة، جاءت جواباً لاستفتاء وليس بمبادرة منه!!وهذه النقطة التي تبدو إجرائية لها قيمتها في وضع خامنئي باعتباره لدى أبواق الضلالة"ولي أمر المسلمين"!!!

 

فإذا تجاوزنا الشكل، وجب علينا أن نتذكر -وهذا التذكر ضرورة لدى أي عاقل-أن التقية-إظهار  الشيعي  نقيض ما يخفي-مباحة عند القوم، بل واجبة لأنها تعادل تسعة أعشار دينهم بحسب نصوصهم وروايات الزور التي ينسبونها إلى آل البيت الكرام، وآل البيت منها براء.
ومع ذلك، فلنفترض –جدلاً فقط-أن خامنئي صادق في فتواه، فما الذي ورد فيها؟
هل أعلن أن السيدة عائشة هي أم المؤمنين  وأن الطاعن فيها يكفر لأنه يكذّب القرآن الكريم، ويحط من قدر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
وهل أكد أن الهجوم على الصحابة منكر فظيع قد يخرج مرتكبه من ملة الإسلام، لأن الله تبارك وتعالى زكاهم في كتابه العزيز، وأثنى عليهم بصورة قطعية مُحْكَمة تجعلهم خير البشر بعد الأنبياء عليهم السلام؟
كل الذي تحدث خامنئي عنه هو تحريم الإساءة إلى الصحابة وغيرهم من رموز أهل السنة، وأزواج النبي صلوات ربنا وسلامه عليه. وهي إشارة ماكرة تريد وضع الصحابة الأجلاء في مستوى أحبار الرافضة الضالين المضلين، وكأنه يقول لنا –نحن معشر أهل السنة-كفوا عن رموزنا نكف عن رموزكم-والعياذ بالله-!!والدليل الجلي أن كلامه عن الإساءة جاء مجرداً غائماً، ولو كان صادقاً في دعواه لأفتى بطمس الأباطيل عن الصحابة وأمهات المؤمنين التي تملأ كتب مذهبه الأساسية-الكتب الثمانية قبل غيرها-، أم أن جبال الإساءات التي تحتويها والتي غَرَفَ ياسر الحبيب هراءه وغثاءه وكذبه من مستنقعها ليست إساءات يحرّمها خامنئي؟

 

ولماذا اجتنب وليهم الفقيه أن يسمي أمهات المؤمنين بما سماهم به الله عز وجل في محكم التنزيل (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا)  سورة الأحزاب/الآية6.  فهو يصفهن بأنهن زوجات النبي وهذا شطر الحقيقة، لأن كونهن أمهات المؤمنين نتيجة لازمة لذلك الشرف التزاماً بكلام أصدق القائلين سبحانه!!
فاتقوا الله أيها المرتزقة يا من تبيعون دينكم بدنيا سواكم. . وتيقظوا أيها الساذجون ممن لم تنبههم فضائح القوم الأخيرة التي أسمعتْ الصم وبصّرت العمي وأيقظت الغافلين والراقدين وهم أحياء!!