
الصحف الأمريكية ووسائل الإعلام في الولايات المتحدة تتكلم بأسى وألم عن معاناة كلبة خدمت مع الجيش الأمريكي في العراق ولكن هذه الكلبة تعرضت لصدمات وآلام نفسية كما يقول الإعلام الأمريكي عن ذلك مما سبب انطواءها وعدم تفاعلها مع العالم الذي تعيش فيه, وتبدأ قصة هذه الكلبة عندما كان عمرها سنتين حيث ذهبت إلى العراق باعتبارها كلبة خبيرة في شم القنابل مع الجيش الأمريكي وبعد إجراء المداهمات والتفتيش من باب إلى باب وبعد أن شهدت كل الضرب وأصوات الانفجارات عادت إلى منزلها في كلولورادو وهي في حال غير الحال. عادت خائفة ومفزوعة لأقل صوت، وصار الجنود المسئولون عنها حين يذهبون بها إلى مبنى مثلا تثبت أقدامها وتقاوم الدخول.
وإذا سحبت بالقوة وأدخلت تضع ذيلها بين ساقيها وتنبطح على الأرض، أو تختبئ تحت الأثاث أو في زاوية لتجنب الناس.
وقد شخص طبيب بيطري عسكري الحالة بأنها أعراض ما بعد الصدمة وهي حالة يقول الخبراء أنها يمكن أن تصيب الكلاب كما تصيب الإنسان.
"أنها تظهر كل أعراض ذلك ولديها كل العلامات"..
كما قال السارجنت ايريك هاينز مدير مأوى الكلاب في القاعدة الجوية في بيترسون "كانت مرعوبة من كل شخص "
وقد مرت سنة ، وجينا في طريق النقاهة بعد علاجها نفسيا بتعريفها على أشخاص ودودين وتعريضها التدريجي للأصوات العالية في الحياة العسكرية وقد بدأت تتغلب على مخاوفها. ولكن لا يتوقع إعادتها إلى العراق في الوقت الحاضر.
وقد كانت المدة التي خدمت فيها جينا في العراق ستة أشهر حصل لها فيها ما حصل وذلك بسبب أنها عملت مع وحدة من الجيش كانت مهمتها التفتيش عن المتفجرات بعد أن يقتحم الجنود البيت بركل الأبواب ورمي قنابل ضوئية صوتية ويطلقون كل أنواع الضجيج ثم أن جينا كانت ذات مرة في قافلة تعرضت فيها مركبة إلى انفجار عبوة ناسفة فحدث ما حدث لجينا من ألم وخوف واضطرابات نفسية , ولعلنا نتساءل هنا إذا كانت الكلبة وهي حيوان أصابه من الذعر والخوف ما أصابه فكيف للبشر في العراق شيوخ ورضع ونساء ومن كل الفئات العمرية تداهم بيوتهم في أي وقت يشاء الأمريكي المحتل ذلك ويتم إطلاق القنابل الصوتية وإطلاق الرصاص الرشاش وتتم عملية المداهمة دون حرمة لبيت أو عرض وأحيانا النساء لا تتمكن من وضع الأغطية على الرأس أو ارتداء الحجاب لأن الجندي الأمريكي يقتحم البيت العراقي بوحشية ودون مراعاة لا يأبه بشئ , وكثير من العراقيين أصيبوا بأمراض مزمنة نتيجة الصدمة من جراء المداهمات المفاجئة وما يصاحب ذلك من عمليات التخويف والاعتقال والسلب والنهب ويصل الأمر في كثير من الأحيان إلى الاعتداء على العرض والشرف العراقي , ولا يأبهون بذلك وكأن المواطن العراقي ليس ببشر وليس ثمة بواكي على العراق والعراقيين , فالكلبة جينا فإنها سعيدة الحظ على الأقل وجدت من يبكي عليها ويرأف لحالها , أما العراق وشعبه فلهم الله عز وجل يجبر كسرهم.. وما يحدث لأطفال العراق من أمراض وإعاقات جسدية ونفسية لا تتناوله وسائل الإعلام الأمريكية أو العربية لأن لديها ما يشغلها من هو أهم من العراق وشعبه وبالتحديد أطفاله , جيل الأطفال من العراق لا يعيشون طفولة طبيعية أو يمارسون حقهم في اللعب واللهو وجريمتهم أنهم عراقيون، وأن بلدهم يحوي خيرا كثيرا سال له اللعاب الأمريكي، ولذا كانت ضريبة هذا الشعب احتلال وألم ومرض وعوز وفاقة.
ولعلني هنا لا أطرح شيئاً جديداً، ولكني أقول إذا كانت الأمم الأخرى تهتم بكلابها وإذا كنا نحن المسلمين اليوم للأسف تنحر أعراضنا وكراماتنا على صخرة نزوات الجندي الأمريكي أو غيره، فهل بقيت لنا قطرات من ماء وجهنا، أم هل بقي ما كان يسمى الغيرة العربية في ضوء الديمقراطية الامريكية التي بدأت في العراق، ولن تقف عنده، وما حدث له سيصيب لاشك غيره لاحقاً، فهنيئا للكلبة جينا بمن يبكي عليها ويحاول أن يعالج آلامها ومرضها النفسي ولله درك ياعراق ويا شعبه.