أنت هنا

دلائل اضطرابات البحرين
28 رمضان 1431
موقع المسلم

تحذير الرئيس المصري حسني مبارك في "ليلة القدر" من "مخاطر جديدة تتصاعد نذرها بمنطقة الخليج، تهدد الاستقرار وتضع الشرق الأوسط برمته في مهب الريح"، وبيانات التضامن من الكويت، والزيارات المكوكية للمسؤولين البحرينيين في بعض الدول الخليجية، يشي بأن القلق الذي تبديه أوساط عربية حيال ما يجري في البحرين قد نمت وتائره مع مؤشرات تأتي من هذا البلد الخليجي الصغير تؤكد جميعها على أن خريف البلاد والخليج برمته ربما كان ملتهباً في وجود مناخ إقليمي ودولي يعزز من مخاوف البحرينيين من وجود ضوء أخضر دولي يسمح بالاضطرابات التي تحدثها بعض عناصر تابعة لإيران من الأقلية الشيعية في البحرين.

 

وهذا الضوء يبدو أنه قد أطلق برغم ما بثه التليفزيون البحريني (السبت 4 سبتمبر الحالي) من صور مفزعة لأعمال عنف وإرهاب قامت بها عناصر مدربة تعمل بدأب على إحداث فوضى في البحرين، حيث حرائق الشوارع وإلقاء قنابل المولوتوف وإغلاق الشوارع (وهي نفس النمط الذي استخدم من قبل على طريق مطار بيروت من قِبل عناصر تابعة لـ"حزب الله" الموالي لإيران في لبنان من قبل)، وهي صور قديمة حديثة، تتكرر مع كل اضطرابات، وآخرها ما رافق اعتقال23 من القيادات والعناصر الإرهابية التي قالت السلطات إنها مسؤولة عن تنظيم يهدف إلى قلب نظام الحكم في البحرين؛ فالدول الغربية رغم مصالحها المرتبطة بالبحرين ووجود مقر قيادة للأسطول الأمريكي بالخليج في البحرين لا تعير اهتماماً يذكر بهذه الاضطرابات التي يتوقع أن تتفجر أكثر مع الاستحقاق الانتخابي البحريني بعد ستة أسابيع، والذي لا تنوي المعارضة الشيعية أن يمر بلا ضجيج أو ما هو أكثر من الضجيج.

 

لا أحد من منظمات "صحفيون بلا حدود" وما هو على شاكلتها أدان محاولة الاغتيال التي تعرض لها مدير تحرير صحيفة الوطن البحرينية مهند أبو زيتون، وهو فلسطيني سني تتهمه المعارضة القريبة من إيران بنقدها، بينما لا تكاد تخلو بيانات "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية الأمريكية من إدانة وانتقاد الاعتقالات التي تمت على خلفية أعمال عنف طائفية في البحرين، ومطالبات بالإفراج عن المعتقلين بشكل لافت حيث البيانات متوالية بخلاف مناطق أخرى من العالم العربي لا تحظى بتلك العناية الحقوقية الأمريكية الفائقة!!

 

وما يستشف من صمت هؤلاء، وضجيج أولئك من المنظمات والهيئات، أن ثمة ما يعزز الانتقادات الخجولة الغربية لبرنامج نووي إيراني بدأت تلمح فيه روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بالفعل إلى أنه يمضي باتجاه إنتاج قنبلة نووية، بما يعني أن الدور الإيراني في الخليج قد أُذن له بأن يتفاعل وينشط ولأذرعه أن تتمدد.

 

لا مانع فيما يبدو لإيران أن تحرك أدواتها في بعض الدول الخليجية وتكسب أرضاً جديدة؛ وقد تتدخل الولايات المتحدة ابتزازاً في اللحظة الأخيرة أو لا تتدخل، وفي الحالين فإن الشعوب السنية في الخليج قد وضعت بين كفي رحى، أو على الأقل قد وضعت على طاولة التفاوض على أمنها واستقرارها.

 

الغيب يخبئ ما لا يمكننا التكهن به، لكننا على كل حال نشعر بإرهاصات الخطر ودفن رؤوس العرب في الرمال لن يخرجنا من المأزق.