أنت هنا

.. وما علاقتهم بالقدس أصلاً؟!!
21 رمضان 1431

تضج مواقع الصفويين في هذه الأيام بالمكاء والتصدية –أي التصفيق والصفير اللذين كانا عبادة مشركي قريش-حول قضية مفتعلة اختلقوها من لاشيء فضخموها كعادتهم وجعلوا منها قبة مجازية-على غرار نهجهم المنحصر بتشييد القباب والأضرحة فوق القبور الثابت منها والمصطنع-.
فهم غاضبون أشد الغضب لأن أهل الرباط والجهاد في فلسطين الصابرة المصابرة، آثروا تخصيص اليوم السابع عشر من شهر رمضان الكريم سنوياً ليكون يوم القدس، ابتداء من هذا العام. ويتلخص سخط المجوس في دعواهم أنهم أصحاب يوم القدس، الذي دأبوا منذ خميني على رفع رايته في يوم الجمعة الأخير من شهر الصوم.

 

قد يظن بعض الساذجين أن المسألة هامشية، بل قد تنطلي عليه ألاعيب القوم، فيصدق أحقيتهم بيوم القدس، في الأقل باعتبارهم أصحاب المبادرة، أو يحصرها بعض المخدوعين في نطاق التنافس المذهبي، بناء على أن الرافضة لا يصومون مع الأمة فاليوم السابع عشر من شهر رمضان لدى الأمة كلها يختلف دائماً عنه لدى الصفويين الذين يحرصون أبداً على تمزيق الأمة في سائر العقائد والعبادات من صلاة وصوم وزكاة وحج.
إن وضع القضية في هذا السياق ليس سوى استسلامٍ أبله وغير معقول لكذب القوم ودجلهم القديم الجديد. إذ الأصل أن نسأل المتاجرين بالقدس الشريف عما فعلوه للمسجد الأقصى الأسير منذ قيام دولة الولي الفقيه، باستثناء الشعارات والخطابة الرنانة والوعود الخلبية والوعيد اللفظي؟

 

والحق أن نمد السؤال إلى القرون الغابرة، فالذي حرر القدس من براثن أعداء الله هم المسلمون الذين يخصهم الصفويون بضغينة لا شفاء لها. فأول من فتحها هو فاروق الأمة ثاني الخلفاء الراشدين الذي يبغضه المجوس بغضاً شديداً لا يفوقه بغضهم لمخلوق آخر، ولذلك أقاموا ضريحاً لقاتله الغدار النذل أبي لؤلؤة المجوسي ويسمونه بابا شجاع الدين!! وقد غلا فيه بعضهم حتى عدّوه خيراً من علي بن أبي طالب رضي الله عنه!!

 

والذي فتحها في المرة الثانية وطهرها من رجس الصليبيين هو البطل صلاح الدين الأيوبي، الذي مقتوا الأكراد كلهم بسبب كرههم له! فهل هي مصادفة أن القوم يكرهون فاتحي بيت المقدس أشد الكراهية؟
ولنا أن نستذكر أجدادهم العبيديين –ويسمونهم :الفاطميين زوراً-الذين كانوا شوكة في خاصرة المسلمين، وحلفاء للغزاة الصليبيين، إلى أن قيّض الله للأمة القائد الهمام صلاح الدين، فما استطاع تخليص البلاد من عبدة الصليب إلا بعد إزالة العبيديين المنافقين. فالسرطان في داخل البدن شر من الداء الطارئ عليه في الأعضاء الظاهرة.

 

وهنالك نقطة عقدية مخزية يحرص المجوس الجدد على إخفائها، لأنها تزيد الأمر جلاء، وتكشف سبباً إضافياً لعدم اكتراثهم بحاضر فلسطين ومستقبلها، ألا وهو تكذيبهم الفاجر لكتاب الله عز وجل والمتواتر من سنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولقطعيات التاريخ الثابتة عند الناس كافة بمن فيهم اليهود والنصارى. بل إنهم ينكرون ما أقر به أبو جهل وأبي بن خلف والوليد بن المغيرة وأضرابهم من رؤوس الكفر في مكة المكرمة في عصر البعثة النبوية، فهؤلاء كذّبوا الإسراء والمعراج ظلماً وعلواً، لكنهم كانوا أذكى من نفي وجود المسجد الأقصى. أما أتباع ابن سبأ فإنهم ينكرون وجود المسجد الأقصى المبارك في القدس ويزعمون أنه في السماء!!فهل من خدمة تثلج صدور سادتهم في واشنطن وتل أبيب تعادل جحود أولى القبلتين عن لسان أناس يدّعون أنهم مسلمون؟وأي توهين لثبات أهل الرباط في القدس تضاهي هذه الفرية التي لم يقل بها أشد اليهود عنصرية وفجوراً؟
وما أشقى من يستزله القوم إلى مناقشة عقيمة في تجارتهم الكاذبة الخاطئة. إن علينا نسفهم وأباطيلهم وترهاتهم، فالقدس لها مجاهدوها من أمة التوحيد في أكناف بيت المقدس وفي سائر أبناء الأمة، الذين يوالون المؤمنين ويعادون الكافرين.