أنت هنا

(زاهدان ) .. بين أكاذيب طهران وحلفائها الأمريكان!!
8 شعبان 1431

لو أُجْرِيَتْ مسابقة عالمية لأشد الناس كذباً، لحاز نظام التقية في قم المرتبة الأولى دون منازع، وبمسافة شاسعة تفصل بينهم وبين من يحتل الموقع الثاني!!
وهذا "الشرف الرفيع" لا يأتي عبثاً، وليس موقوتاً، فهم جديرون بكأس الكذاب الأشر لصفة دائمة. والسر وراء براعتهم يكمن في كونهم أصحاب الملة الوحيدة التي تؤكد أن الكذب يعادل تسعة أعشار الدين!! فأتباع الملل الأخرى –سواء أكانت محرفة عن أصل سماوي أم وضعية أرضية-قد يستحلون الكذب، لكنهم لا يعتبرونه ركناً من أركان دينهم في الاعتقاد والممارسة على حد سواء. .
ولعل الكذبة الكبرى لنظام الملالي تتمثل في رفع عقيرته بالعداء المطلق للولايات المتحدة الأمريكية وللكيان الصهيوني ليل نهار باعتبارهما "الشيطان الأكبر"، في حين يجري التعاون الوثيق بين الطرفين على مستويات إستراتيجية راسخة وحاسمة.
ومن هذا المستنقع الآسن، تنبع سائر أكاذيب آيات قم المتفرعة عنه واللصيقة به.

 

وأحدث الشواهد تقدمه لنا جماعة (جند الله) التي تناضل ضد طاغوت الرفض، لتحقيق شيء من الإنصاف للقومية البلوشية التي يدين أهلها بدين الإسلام الحنيف. فهذه الجماعة أنجزت عملية عسكرية نوعية مزدوجة ضد جلادي النظام"الحرس الثوري" في مدينة زاهدان- عاصمة إقليم سستان وبلوشستان- أسفرت عن إيقاع عدد كبير من القتلى والجرحى. وهنا انطلقت ماكينة الكذب الصفوي المحترفة، انسجاماً مع عقيدة القوم أصلاً، وتعويضاً عن كبريائهم الجريحة، فالإصابة عسكرية تهين أشرس أدوات النظام القمعي المخيف، وقد جاءت بعد أقل من انقضاء شهر على إجهاز النظام المجوسي على قائد جند الله الشاب عبد المالك ريغي، في نطاق صفقة استخبارية قذرة تضافرت فيها أحقاد الصفويين وأركان أشباههم الإسماعيليين المتسلطين على مفاصل قيادية في باكستان. ومسارعة مجاهدي البلوش إلى الانتقام لتصفية قائدهم بطريقة خسيسة كانت أمراً منطقياً وحتمياً، وهو ما كنا أكدناه في كلمتنا منتصف شهر ربيع الأول الماضي، عشية الإعلان عن نجاح المؤامرة التي انتهت بخطف ريغي.

 

فأما الكذبة الأولى في تعامل الصفويين الجدد مع العمليتين البطوليتين، فتلخصت في تزوير مكانيهما والأشخاص المستهدفين فيهما. فسرعان ما لفقت أبواق النظام قصة مختلقة فادعت أن الموقع "مسجد"يؤمه الشيعة ويؤودون فيه "طقوس دينهم"!!
ثم صدّق الأفاقون فريتهم المصطنعة، فألحقوا بها أسطورتهم المكرورة: أن جند الله يتلقون دعماً شاملاً وكاملاً من الغرب بعامة ومن واشنطن وتل أبيب بخاصة!!
وهم يظنون الناس حمقى حتى ينسوا الواقع الراهن أمام أبصارهم، فالغرب الذي قدم العراق كله وشطر أفغانستان هدية للصفويين الجدد، والذي يمنحها الوقت الكافي لتصبح دولة نووية، لا يعادي سوى أهل السنة والجماعة بالتواطؤ مع المشروع المجوسي القديم المتجدد. هذا الغرب يصنف كل الإسلاميين على أنهم إرهابيون، في حين يبرم الصفقات السرية مع خامنئي والعلنية مع السيستاني!! بل إن الغرب ذاته هو الذي وضع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية على قائمته الإرهابية، لأنها الجهة الإيرانية المعارضة الوحيدة التي تملك عناصر قوة فعلية قد تؤذي ورثة خميني!!

 

ومن خبل الصفويين الجدد، توهمهم أن الناس لا تتنبه إلى السرعة الفائقة في استنكار ساسة أمريكا لعمليتي جند الله، فقد تنافس الكبار في الإدارة فتعاقبت خلال ساعات معدودات تصريحات وزيرة الخارجية ومستشار الرئيس الأمني ثم الرئيس أوباما ذاته!!
ولولا أن أبطال العمليتين مسلمون وأنهم أزعجوا الحلفاء الحقيقيين للشيطان الأكبر وسائر الشياطين لتريث الأمريكيون ولو من أجل التثبت من طبيعة العمليات وهوية ضحاياها. . . لكنهم لم يعاملوا أراجيف طهران ولو في حدود الشك الإعلامي المألوف!!
ولو كان عرب الأحواز –وأكثريتهم شيعية!!-لو كانوا مظلومين في بلد عربي أو إسلامي لما مارس الشياطين من جميع المقاسات صمماً وخرساً وعمى كالذي يمارسونه في حق هؤلاء الثائرين على الظلم العنصري البغيض!!