أنت هنا

سلطة عباس.. والتوبة الصعبة!!
23 رجب 1431
موقع المسلم

لا نبالغ البتة إذا زعمنا أن الجهة الأكثر سخطاً على تركيا منذ قافلة الحرية، هي عصابات رام الله لأنها تشارك الصهاينة حقدهم على المقاومة لكنها لا تمتلك قوتهم الإجرامية التي تستطيع في الأقل أن تنفّس عن ضغائنها عبر البطش بالمدنيين!!
ومن لم يصدق فليقف وقفة مراجعة مع تطورات الوضع في المنطقة، فاليهود يبذلون كل ما في جعبتهم من خداع متأصل للخروج من النفَق الذي أدخلهم فيه رجب طيب أردوجان بصلابة مبهرة ودبلوماسية متقنة.لكن اليهود يتابعون –في المقابل-مسلسل تهويد القدس وتوسيع مغتصباتهم في الضفة المحتلة، أي في الشريط الصغير الذي يُفترض أنه موقع "الدولة"المهزلة التي يتحدث عنها الأمريكيون وأشياعهم دولياً وإقليمياً.أما عباس ورهطه فما زالوا يتيهون في سرداب التفاوض غير المباشر، الذي لم يسفر إلا عن مزيد من التهويد العلني الوقح، باستثناء "توسيع"السلطة الأمنية لأجهزة أوسلو، لتصبح مهمة كلاب الحراسة منحة يتفضل بها نتنياهو على عباس وأزلامه!!

 

من دون الاسترشاد بتلك الحقائق، يتعذر على عاقل أن يفهم إقدام حكومة سلام فياض في رام الله على خطوة لم يجرؤ الصهاينة أنفسهم على ارتكابها في ظل تردي صورتهم وانكشاف كثير من خباياها!! فهذا البائع المحترف اتبع نهج ابتزاز رخيص ضد بني جلدته المرابطين في غزة الصامدة، بقطع إمدادات الكهرباء عنهم!! أي أنه أكمل الحصار الظالم بإجراء لم يفعله العدو ذاته فترك هذه المهمة الوضيعة لسلطة رام الله التابعة!!
لقد سقطت أكذوبة التغريبيين العرب القائمة على ترويج ادعاءات دحلان وأشباهه من أن مشكلة عصابات رام الله تقتصر على حماس، فقد أثبت العملاء بفعلهم المستمر أن حقدهم الدفين –على غرار اليهود-ينصب على كل فلسطيني لا يرضخ لسفههم ولا يغض طرفه عن خياناتهم.

 

أفلم يزعموا دائماً أنهم ضد المقاومة العسكرية ولطالما نعتوها بالعبثية، فما لهم يقمعون شعبهم في الضفة ويمنعونه حتى عن التظاهر لتحية أسطول الحرية؟؟
وفي "النضال"السياسي المزعوم، لنا أن نسأل مع قلم فلسطيني شريف –لا ينتمي إلى حماس ولا لأي فصيل فلسطيني-:هل سمعتم عن سفير فلسطيني واحد يشارك بفاعلية أو (بلا فاعلية حتى ) في حملات التضامن وكسر الحصار المفروض على قطاع غزة؟ كي لا نقول "يشارك في تحرير فلسطين" لا سمح الله ولا قدّر!

 

وهل سمع أحدكم عن "وزير خارجية فلسطين" يشارك في اجتماع دولي، شعبي، نصف شعبي، نصف دولي ورسمي، ويشرح للعالم خطورة وكارثة الاحتلال والحصار الظالم على القطاع الباسل ومشروع الاستيطان "الإسرائيلي" وما يتهدد شعبنا في فلسطين المحتلة عام 48 ويدافع عن حق اللاجئين في العودة؟

 

تعرفنا على بعض سفرائنا من خلال الفضائيات وعادة بسبب فضيحة ما أو مصيبة حصلت على يد رئيس السلطة أو أحد رجاله... وهنا تأتي قائمة بأهم إخفاقات السلطة ولا مبالاتها بشعبها في كل زمان ومكان، من الأسيرة الفلسطينية سمر العلمي وجواد البطمة في السجون البريطانية المعتقلين منذ سنوات؟ وكذلك الأسير الفلسطيني صلاح حموري المعتقل لدى الكيان الصهيوني منذ سنوات؟فضلاً عن عشرات اللاجئين الفلسطينيين في كندا الذين تعرضوا لحملة إبعاد طالت عشرات الشباب والطلبة معظمهم من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان؟

أما الفلسطينيون الفارون من فرق الموت الرافضية في العراق فكأن رام الله لا تعلم بوجودهم!!

 

وما فات الكاتب الشجاع أن سفارات عباس لا تقف عند حدود اللا مبالاة بالفلسطينيين لانشغالها بالتهريب والسرقة والإثراء غير المشروع، فهي تساهم في الكيد ضد مواطنيها عندما تتاح لها الفرصة، مثلما جرى في تصفية المناضل محمود المبحوح، وقد صدر الاتهام لسفارة عباس في القاهرة عن مصادر أمنية فلسطينية، والتهمة هي ارتكاب الخيانة العظمى بتقديم المساعدة لعميلي "الموساد" الفلسطينيين المتهمين في المشاركة في اغتيال القيادي العسكري في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في دبي، وتسهيل مرورهما من مطار القاهرة إلى مطار دبي على الرغم من وجودهم غير القانوني على الأراضي المصرية!!

 

وكانت شرطة دبي طلبت من السلطات الأردنية اعتقال اثنين من ضباط الأمن الفلسطينيين التابعين للسلطة الفلسطينية وهما أنور جمال شحيبر (38 عاما) وهو رائد في جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني، واحمد على حسنين (28 عاما) وهو ضابط في جهاز المخابرات الفلسطينية وذلك بعد تقديمهما مساعدات لوجستية لفريق الموساد الذي اغتيال المبحوح في دبي في التاسع عشر من كانون ثاني (يناير) الماضي، وهربهما إلى الأردن بعد تنفيذ عملية الاغتيال مباشرة.
ومن المعروف أن أي فلسطيني يصل القاهرة بطريقة غير رسمية يتم احتجازه لدى السلطات المصرية ولا يسمح له بمغادرته نظراً لأن ختم مغادرة معبر رفح لا يوجد على جواز سفره إن كان يحمل جواز سفر.

 

أما في سجون السلطة فالتعذيب الرهيب هو السياسة الثابتة ضد المقاومين والشرفاء، حتى إن عصابات أوسلو لم تجد غضاضة في محاكمة مراسل قناة الأقصى أمام محكمة عسكرية، مع أنه مدني والقانون الفلسطيني يمنع مقاضاته إلا أمام محكمة مدنية!! كما اعتقل زبانية عباس المناضل حمدي القصراوي من أبناء مدينة الخليل المرابطة، بعد أن أن أمضى سبع سنوات أسيراً في غياهب سجون الاحتلال ، لكنه بعد أسبوعين من الإفراج عنه، أقدمت أجهزة عباس على اعتقاله في سجونها الوطنية جداً!