أنت هنا

الانتقام اليهودي الثاني من تركيا!!
10 رجب 1431
موقع المسلم

هزمهم رجب طيب أردوجان في البحر الأبيض المتوسط بنشطاء سلام شجعان،استطاعوا أن يقهروا الجيش الذي لا يُقهر،عندما أظهروه للبشرية على حقيقته:جباناً أمام المقاومين وأسداً على العزل المسالمين.وهزمهم في الأمم المتحدة التي اعتادت على الانحياز المطلق لجانب المعتدين،فاضطر شهود الزور كافة إلى الحديث مكرهين عن ضرورة رفع الحصار عن غزة-وكأنهم اكتشفوا الحصار فجأة!!-.وهزمهم في حقل الإعلام الذي يعد احتكارهم الثاني-فاحتكارهم الأول هو الأصفر الرنان-،فبات الرجل سيد الصورة رغم أنوفهم،وأجبر الأقلام المأجورة والمذعورة على ممارسة قَدْرٍ من الحياء وهي لم تكن تعرفه يوماً....

 

أمام كل تلك الهزائم المخزية التي ألحقها ثعلب الأناضول بالصهاينة من دون طلقة رصاص واحدة،امتلأت صدور القوم حقداً فوق حقدهم المركوم،وازدادوا غيظاً وحنقاً،إذ أدركوا استحالة الانتصار على تركيا العدالة والتنمية إقليمياً أو دولياً،عسكرياً أو اقتصادياً،سياسياً أو إعلامياً.

 

وهنا لم يكن بد من العودة إلى ميدانهم المفضل:الساحة الداخلية التركية والاستغاثة بعملائهم في جيوب الدولة من الأتاتوركيين الموتورين.

 

صحيح أن هذه الساحة قد خذلتهم منذ سنوات،يوم تسلل حزب العدالة والتنمية من بين سدود التغريبيين المنيعة،فإذا به يؤلف الحكومة التي عجز المتغربون عن إطاحتها من خلال الانقلابات أو تهديدات الجنرالات...وصحيح أن العملاء أخفقوا مجدداً عشية اختلاق وضع قاد إلى انتخابات مبكرة،بل جاءت النتائج عكسية،فقد عاد أردوجان وصحبه أقوى مما كانوا عليه قبلها.وخاب انقلاب خصومه في مهده،فاقتيد قادته المجرمون إلى المحاكم!!

 

وكان اليهود والصليبيون حاولوا-عبر وكلائهم المحليين- اغتيال أردوجان في المحكمة الدستورية  لوأد التعديلات التي اقترحها البرلمان على الدستور لتحرير تركيا من الاستبداد الأتاتوركي الظالم،القائم على تداخل السلطات وتربص الجيش تحت شعار حماية العلمانية،التي بلغ من إفلاسها الأخلاقي احتياجها إلى قبضة العسكر بعد 84عاماً من فرضها على الأتراك بالحديد والنار.فسدنتها يعلمون علم اليقين أنه لا بقاء لهوية زائفة مستوردة بغير قوة السلاح وإسقاط كل حكومة  لا ترضخ لإملاءاتهم.

 

وتنبه الأعداء إلى أن أسهم العدالة والتنمية ترتفع بقوة واستمرار في الشارع التركي،وهو ما يعني اليأس من التخلص من أردوجان عن طريق صناديق الاقتراع الحر والنزيه،ولذلك سارعوا إلى استنفار أدواتهم الداخلية كافة،وأجلبوا على العدالة بِخَيْلِهم ورجلهم،وتدارسوا الوقائع والاحتمالات على وجوهها،فلم يجدوا أمامهم سوى القيام بانقلاب جزئي يتولاه أشياعهم في سلك القضاء هذه المرة،على الرغم من الثمن الباهظ المترتب على خطوة طائشة كهذه،فللضرورات أحكامها كما يقال!!وإلا فكيف يفهم عاقل تدخل محكمة التمييز في قضية الانقلابيين التي تنظرها عدة محاكم في درجات التقاضي الأدنى؟بل إن الجماعة المتعجلين  أنزلوا عقوبات مستهجنة وغير مسبوقة بقضاة المحاكم الدنيا،لأنهم قاموا بواجبهم الملقى على عاتقهم بموجب الدستور والقوانين السائدة!!

 

وفي ظل أوامر السادة وإنقاذاً لهم من مأزقهم، فلتسقط هيبة القضاء،وليذهب الفصل بين السلطات إلى حيث ألقت،ولتنتحر كرامة تركيا ومصالح شعبها،وليمت الأتراك كمداً على سبع سنوات بهية لم يذوقوا مثل طعمها منذ مؤامرة قتل الخلافة حتى الآن!!

 

بل إن ما يجري حتى اليوم ليس سوى تكرار ممل ورتيب لتلك الطعنة اليهودية النجلاء،يوم أن رفض السلطان عبد الحميد الثاني عرض هرتزل الوقح أن يفتح السلطان للغزاة الصهاينة أبواب فلسطين فتأتي أموال الغرب  لملء خزينته الخاوية!!وكان انتقامهم شديداً من السلطان الذي خلعوه وحبسوه حتى قضى نحبه،ثم من الخلافة ذاتها فقضوا عليها تماماً،ثم من الأتراك إذ سلبوهم هويتهم الإسلامية التي جعلتهم لأول مرة في تاريخهم قادة وصناع حضارة!!

 

حمى الله تركيا المسلمة وشعبها الحر الأبي من كيد أعدائهم جميعاً مهما كانت الملابس المزورة التي يخفون أنيابهم تحتها!!