أنت هنا

تحريك البيادق الإيرانية في الخليج
20 جمادى الأول 1431
موقع المسلم

في حين تتعدد التكهنات وتتزايد بشأن احتمالات ضرب إيران أو سوريا، وتنطلق التصريحات المضادة عن مدى الاستعداد الإيراني الكبير للتصدي لأي هجوم، وتزأر طهران مختالة بقوة تمكنها من سحق "إسرائيل" والولايات المتحدة، في غياب أي تعليق من واشنطن يحفظ ماء وجهها، تتحرك البيادق في طريق آخر مختلفة.

 

لا يضير الولايات المتحدة التي تستقبل اليوم الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لتخدير العالم حول البرنامج النووي الإيراني، صرخات قادة الحرس الثوري ووعيده لمستهدفي بلاده دبلوماسياً ما دامت لا تخرم القواعد العامة المتفق عليها ضمناً أو صراحة بين العاصمتين، كما لا تضيرها تلك التحرشات الإيرانية بدول الخليج صغيرة العدد التي يمنيها قادة قم وطهران بأمن مشترك للخليج لا يحتاج إلى غرباء، إنما يبقى المتضرر الوحيد من تلك التحرشات هي تلك الدول التي لا تعبأ الولايات المتحدة بمصير من يسكنون فوق ترابها ما دامت قد حازت شركاتها صفقات تضمن لها ما تحته، متظللة بغطاء أمني كثيف.

 

هؤلاء في حقيقة الأمر هم ضحايا أكذوبة ترددها طهران على ألحان أمريكية، عن خدمة أي اعتراض أو امتعاض خليجي لممارسات إيران أغراضاً صهيونية وأمريكية، وإلا فإن انتفاضة الذبيح خيانة للإسلام والمسلمين، وتسويقاً للمقولات الصهيونية!

 

بالأمس، كان الرد الإيراني على "تطبيع ثقافي" كويتي مع إيران والسماح ببث الأفلام الإيرانية في التليفزيون الكويتي، شبكة تجسس إيرانية يتورط فيها ـ بحسب المعلومات الأولية ـ عناصر من "حزب الله"، اللبناني والكويتي، والأخير هو من تم التجاوز عن تجاوزات تأبين نشطائه لقيادي "حزب الله" اللبناني، عماد مغنية، المتهم بارتكاب جرائم بحق الكويت.

 

علم إيران الذي رفع سابقاً على بعض المدارس الكويتية، والدور الخطير الذي يلعبه بعض النشطاء الطائفيين في الكويت، والمعاملة الخاصة التي يلقاها ساسة الطائفة الموالية في الكويت ونوابها وفعالياتها "الدينية"، وهامش الحرية الواسع الذي يتمتع به هؤلاء في الكويت لم يحل دون التنكر لكل حقوق الجيرة والسعي نحو زعزعة استقرار البلد الذي اشترك مع إيران في رغبات الخلاص من نظام صدام حسين العراقي.

 

شبكة في الكويت، وتشجيع وغض طرف رسمي من قبل طهران ـ وفقاً لتصريحات رسمية بحرينية ـ على تهريب المخدرات إلى البحرين والسعودية، وتجاوز لحدود اللياقة الدبلوماسية فيما يخص احتلال الجزر الإماراتية من قبل إيران، وإرسال رسائل سياسية واضحة بأن هذه الجزر ستظل بحوزة الإيرانيين، واعتراض زوارق صيد لدول خليجية، وتصريحات بخصوص "حقوق" إيرانية في منطقة الخليج، ولافتات حتى في ملاعب الكرة تشدد على "فارسية" الخليج، وتتوعد العرب بمصير أسود.. هذه وغيرها مما لا تحتمله هذه السطور رسائل إيران "التطمينية" إلى "الجيران"، وجميعها تصبو إلى إشعار هذه الدول بأن أمنها محفوظ دون حاجة للغرباء.
إن لم تكن هذه الرسائل هادفة إلى ارتماء هؤلاء "الجيران" في أحضان الأمريكان فماذا تكون إذن؟!