أنت هنا

أوربا المذعورة من المسلمات!!
13 جمادى الأول 1431
موقع المسلم

الرئيس الفرنسي ساركوزي متوتر في هذه الأيام من 2000من النساء المسلمات المنتقبات، ولذلك فهو في عجلة من أمر محاربة هذا السلاح الفتاك، فربما كان في أوهامه أنه سلاح دمار شامل، يهدد فرنسا تهديداً وجودياً غير مسبوق!!ومع أن فرنسا دولة نووية فإن خشية رئيسها من الحجاب والنقاب"مفهومة"لأن درهم وقاية خير من قنطار علاج.

 

والرجل المتصهين ليس مستجداً في خوفه المَرَضِيّ من ملابس النساء المسلمات، فهو أول من دشّن حرب الفرنجة ضد حجاب التلميذات المسلمات، عندما كان وزيراً لداخلية بلده، وجرى تفسير موقفه الهوسيّ بالمزايدة على رئيسه حينئذ جاك شيراك، في خطوة تيسّر رحلة هذا اليميني المتعصب نحو قصر الأليزيه. وإن كانت كراهية الرجل لغير الصليبيين بِيض البشرة وزرق العيون، ليست خافية، ولا سيما أنه يواجه صقوراً أشد منه عنصريةً صريحة، ينافسونه على جمهور لا يبالي بالدين في حياته اليومية ولا شؤونه الاجتماعية، لكنه يغدو صليبياً أصيلاً في مواجهة الإسلام وحده!! فساركوزي عاشق أمريكا المحافظين الجدد، ومبغض المهاجرين من المغرب العربي أساساً، وجد نفسه مؤخراً في موقف انتخابي لا يُحْسَدُ عليه، فحزبه لقي هزيمة نكراء في الانتخابات الإقليمية"المحلية أو البلدية"وبرز منافسون له في داخل حزبه نفسه يشككون في جدارته، ناهيكم عن شخصيات يمينية أخرى تهدد موقعه في البرلمان "المسمى هنا:الجمعية الوطنية". أما استطلاعات الرأي الشعبية الأخيرة فتوضح أن مكانة ساركوزي تقهقرت كثيراً عن الفترات السابقة.
المهم أن الرئيس الذي يستشعر خوف الخسارة لم يجد وسيلة أيسر-ولا أرخص-من تأجيج الأحقاد على الإسلام، واستثارة العنصريين ضد رموزه العادية. ولما كانت علمانيته الزائفة قد حاصرت الحجاب الشائع وضيّقت عليه الخناق، فلم يَبْقَ أمامه سوى النقاب، الذي لا تلتزمه سوى2000فتاة وامرأة في بلد يبلغ تعداد سكانه أكثر من 60مليون نسمة!!

 

هذه الحرب المفتعلة الوضيعة استفزت أوساطاً فرنسية بعضها من الأحزاب الأخرى، كالحزب الاشتراكي المعارض، بل إن المفارقة تتمثل في اعتراض ساسة شيوعيين على حرب ساركوزي الظالمة، وبعض المحتجين يمثلون منظمات حقوقية رأت في مشروع الرئيس عدواناً صارخاً على أبسط حقوق الإنسان، في دولة تزعم أنها "رائدة" في هذا المضمار، ولا سيما أنها صاحبة شعار:جرية-إخاء-مساواة، الذي اختبرت شعوب عديدة مدى الكذب في رفعه!!
بل إن ساركوزي ذاته لم يحترم رأي مجلس الدولة عنده، إذ أكد أن المشروع الرئاسي يتناقض مع الدستور الفرنسي ذاته، وهنالك من يتوقع أنه سوف يمرر بسهولة في الجمعية الوطنية الفرنسية، لكنه سوف يصطدم بنقض المجلس الأوربي لحقوق الإنسان!!
وهكذا يثبت لنا الغرب يوماً بعد يوم، إن توجيه البغضاء نحو الإسلام والمسلمين هي الطريقة المثلى لدى كل عاشق للسلطة في هذا البلد أو ذاك.

 

ولذلك فلا جديد في قولنا:إن الغرب اليهودي / الصليبي يكره الإسلام، فذلكم هو ما أنبأنا به العلي القدير سبحانه في كتابه الكريم منذ خمسة عشر قرناً، فقال عز من قائل: ({وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } سورة البقرة/الآية120. ونحن نؤمن كل الإيمان أن الله عز وجل أعلم منا بأعدائنا ({وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً }سورة النساء/ الآية45.
وهل الحروب الصليبية قبل قرون، والاستعمار الصليبي الحديث، سوى تعبير صلف عن هذه الحقيقة؟والأمر نفسه تنطق به رسوم الكفر الوضيعة ضد نبينا الكريم، وكذلك تعضيد الكفرة والمرتدين من أمثال سلمان رشدي وتسليمة نسرين، وضع بينهما منع المآذن ومطاردة الحجاب ومراقبة كل مسلم ومسلمة هناك!!
إنهم يخشون الإسلام بالرغم من ضعف المسلمين، لأنه بعد كل كيدهم ومؤامراتهم فوجئوا به ينتشر بين مواطنيهم بعد أن كان انتساباً هشاً في الغالب لمهاجرين فقراء أميين يبحثون عن لقمة العيش!!