أنت هنا

لماذا كانوا على الجبهة الجنوبية؟!
1 محرم 1431
موقع المسلم

أكثر من عالم وداعية وشيخ كانوا على الجبهة الجنوبية قبل أيام لأكثر من سبب؛ فهم إذ يدركوا خطورة المخططات الإقليمية الرامية إلى تطويق الجزيرة العربية، لاسيما السعودية، لم يرغبوا في أن تكون تحذيراتهم منطلقة من أماكنهم البعيدة نسبياً عن جبهة المملكة العربية السعودية الجنوبية، حيث تناوش ميليشيات الحوثيين القوات المسلحة السعودية بغية إحداث تسللات أو اختراقات تمكن المتمردين الحوثيين في اليمن من خلق اضطرابات واعتداءات على المواطنين وعلى الأمن والاستقرار في البلاد.


قام فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر إلى جانب ثلة من إخوانه العلماء والمشايخ وغيرهم من الفضلاء منهم فضيلة الشيخ وليد الرشودي والشيخ الدكتور خالد العجيمي  وفضيلة الشيخ العباس الحازمي  ومحمد المسملي، بزيارة إلى الحدود السعودية اليمنية وبالقرب من نقاط التماس مع المتمردين الحوثيين على الجانب الآخر من الحدود يوم الاثنين الماضي، التقوا خلالها ببعض القادة العسكريين المرابطين على الثغر الجنوبي للمملكة العربية السعودية، وتم الترتيب معهم لزيارة الوحدات في الخطوط الأمامية، والتقوا القادة والجنود وزاروا المصابين والجرحى واطمأنوا على الروح القتالية للمرابطين وفهمهم للقضية التي يقاتلون من أجلها.


كان العلماء والمشايخ على الجبهة، ليطمئنوا إلى أن البوصلة واضحة لدى المرابطين، ويروا بأنفسهم الحالة عن كثب، حتى يكون حديثهم عنها على بصيرة دون مبالغة أو تهوين، وكانوا هناك ليؤكدوا لمن التقوهم على أن المعركة عقدية للدفاع عن مقدسات المسلمين وحفاظاً على أرواح ودماء من أن تنالها خبطات المتسللين العشوائية أو المقصودة، ووفاءً لعقيدة هذه البلاد ضد كل من يريد أن يفرض أجندات المغرضين المتدثرين بحب آل البيت وقلوبهم تضمر العداء لأصحاب المحجة البيضاء والشريعة الغراء سعياً وراء تحقيق أحلام قومية فارسية وطموحات صفوية.


وسارع الوفد إلى هناك، ليكون على بينة من المخاطر التي تهدد دول المسلمين، وترفدها استراتيجيات دولية تسعى إلى تفكيك الدول العربية والإسلامية إلى كيانات كرتونية وكانتونات طائفية.


وبادر الوفد إلى الجبهة لكي يقرأ الحدث بحروفه الواضحة لا تلك التي تكتب أحياناً هنا وهناك، دون حدب وحرص على هذه البلاد، وبشيء من الخفة والبساطة في الطرح، والتي تسهم في الإرجاف أو التهوين.


وكان الوفد هناك، ليقول لأبنائه من الجنود، هذه معركتكم، معركة كل طبقات الشعب وأطيافه، وليؤكد لهم أنهم ليسوا وحدهم، وأن ثباتهم وشجاعتهم لا تقل بل ربما تزيد عن دور هذا الوفد الذي ينظر للمرابطين بنظرات الإكبار والتقدير والاحترام.