أنت هنا

الفعل الإسلامي الباهت للقمع المتدحرج للإيجور
22 ذو الحجه 1430







في غياب من ردود الأفعال الإسلامية الرسمية والأهلية والشعبية يعود القمع الصيني إلى ملاحقة كل من لم تطلهم يد البطش المستبدة أثناء المجزرة الصينية لأهالي تركستان الشرقية التي أودت بحياة المئات وجعلت الآلاف في عداد المفقودين بعد أن اختطفتهم سلطات بكين في أعقاب العدوان الهاني على مسلمي الإيجور بتركستان الشرقية في يوليو الماضي.

تلاحق السلطات الأمنية الصينية المسلمين الفارين بدينهم من الاضطهاد الديني الصيني حتى حدود كمبوديا التي تحاول طائفة من المسلمين اللجوء إليها، وتتوالى أحكام الإعدام التعسفية الصادرة عن محاكم استثنائية لا يتمتع فيها المسلمون الإيجور بأدنى درجات العدالة، وتمر الأحداث المؤلمة دون أن تستثير حفيظة أحد من زعماء ووجهاء العالم الإسلامي ـ إلا من رحم الله ـ فقط لأنها تتخذ أسلوب القمع المتدحرج غير الصادم بسقوط أعداد كبيرة من الضحايا دفعة واحدة!!

المعلومات المتوافرة لدينا تقول بأن نحو 40 ألف مسلم هو قيد الاعتقال، بل الاختطاف، منذ أن أشعلت قومية الهان الأحداث بتواطؤ صيني رسمي لا يمكن الوصول إليهم أو ضمان تمتعهم بمحاكمات عادلة، ولم تزل بالتوازي تتحدث الأنباء كل يوم عن ملاحقة للفارين أو إصدار أحكام إعدام بحق مسلمين مستضعفين لا يجدون لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً.

نحن نبادل الصين كعرب بمبالغ طائلة تجاوز 133 مليار دولار، ونضم في أراضينا أكبر سوق صيني خارج الصين في العالم (سوق التنين في دبي) يحوي أكثر من 1100 شركة تعرض سلعها علينا فنبتاع منها ملايين الأطنان من السلع الجيدة والرديئة مما يقبله غيرنا في الأسواق الأوروبية ومما لا يقبله سوانا، ومع ذلك لا نحرك أي بيدق اقتصادي أو إعلامي أو دبلوماسي لإيقاف ذلك النزيف الإسلامي في بلد يجاوز في قمعه ما تقوم به "إسرائيل" ذاتها، العدو التقليدي للمسلمين والعرب.

ولا أحد بمقدوره الآن تفسير هذه الغفلة وهذا النسيان والتجاهل الذي تمارسه الحكومات والهيئات والمنظمات والجماعات الإسلامية إزاء هذه الجريمة المستمرة، وضعف رد الفعل الإسلامي لحد التلاشي والاضمحلال، وكأن ما قام به المحتجون قبل شهور قد ألقي عن كاهل الجميع التبعة حيال مسلمين يتعرضون لأقسى أنواع القمع والقهر والتعذيب، ويستنزفون قتلاً وتشريداً مع كل إشراقة صباح، وآخر ذلك تلك الأحكام الجائرة هذا الأسبوع التي سيلقى بسببها خمسة أشخاص نحبهم بلا تأبين.

لا يمكننا تفسير هذا الصمت، ولا قبوله، ومع هذا فلن نفقد الأمل في موقف إسلامي موحد وثائر في وجه الصين، بما يتوافر للمسلمين من أوراق ضغط عليها، ولعل صوتنا يصل في الضجيج لمن كان له قلب..