أنت هنا

العنصرية في أمريكا.. الفردوس الجهنمي!!
9 ذو الحجه 1430
لا ريب في أن التجارة التي يلح الغرب على تسويقها تتركز على شعارات الحرية وحقوق الإنسان، لأنها تجمّل صورته القبيحة، وتسهم في فتح أسواق العالم أمام منتجاته المادية بأغلى الأسعار التي يفرضها باسم حرية التجارة، وتتيح للغربيين نهب ثروات فقراء البشرية تحت الشعار ذاته.
وقد أتى على الناس زمان راجت فيه هذه البضاعة المزجاة، غير أن ثورة الاتصالات والمعلومات التي سعى القوم إلى توظيفها لمنافعهم الدعائية نفسها، باتت وبالاً عليهم إذ انقلب السحر على الساحر، وأصبح الغرب مكشوفاً أمام ضحاياه للمرة الأولى في تاريخه المتخم بالنفاق والسماحة الشاسعة بين الشعارات والواقع.
ذلك التاريخ شمل من قبل اضطهاد اليهود والنصارى المخالفين للمذهب السائد (بين الكاثوليك والبروتستانت والأرثوذكس)، في الساحة الداخلية الغربية، في حين كان نصيب المسلمين في عقر دارهم في الحقبة الاستعمارية.
لكن الحال اختلفت اليوم، ولا سيما أن أعداد المسلمين ارتفعت في أوربا وأمريكا من خلال المهاجرين، والأشد هولاً ومضاضة على القوم انتشار الدين الحنيف بين مواطنيهم ذوي البشرة البيضاء والشعر الأشقر والعيون الزرقاء!!
فلننظر إلى وزير خارجية فرنسا البلد الذي ذبح الملايين من المدافعين عن أوطانهم ضد احتلاله ومئات الألوف من غير المقاتلين، والبلد الذي يعج بعنصرية بغيضة باعتراف المنصفين من مفكريه، هذا الرجل مشغول عن الإرث الرديء والحاضر البشع،  بمغازلة صحفية سودانية لمجرد استفزازها لأهلها المسلمين، فلا هي صاحبة قلم متميز ولا هي حاملة رسالة سوى مشاركة الغرب في تشويه الإسلام.
وفي أمريكا رافعة شعار فرض الديموقراطية عنوة،  يمنع معهد علمي  طالبة مسلمة من أداء  الصلاة نهائيا في أي مكان تابع للمدرسة، علماً بأن الفتاة  التي تدرس في الصف السابع بمدينة لويستون جنوب شرق ولاية مين،  كانت تصلي بشكل سري أثناء فسحة الغداء في جانب من أحد أورقة المدرسة!!
مع أن الإسلام الذي يفترون عليه الكذب، أتاح لأهل الكتاب أداء عباداتهم منذ 1430سنة!!!
أما أدعياء الحضارة في الألفية الميلادية الثالثة، فتضيق صدورهم الموتورة بطفلة واحدة تؤدي صلاتها في ركن قَصِيٍّ من فناء مدرستها!!
وقبل ايام معدودات، كشفت منظمات حقوقية أمريكية عن مساعٍ سرية يبذلها  مكتب السجون الأمريكية "بى.أو.بى" لحظر وجود القرآن الكريم وكتب دينية أخرى في المكتبات الموجودة داخل الأماكن المخصصة للعبادة فى السجون الأمريكية، بذريعة أنها كتب "غير مقبولة" أو أنها "تحرض على العنف".
وطالب اتحاد الحريات المدنية الأمريكي-وهو  أكبر المنظمات الحقوقية في الولايات المتحدة-في خطاب بعث به إلى مكتب المعلومات والخصوصية بوزارة العدل،  بأن يكشف مكتب السجون عن كل السجلات التي يمتلكها والمتعلقة بمحاولات مسؤولي السجون الأمريكية منع وجود نسخ من القرآن الكريم والإنجيل في مكتبات دور العبادة في السجون.
ولعل إدراج كتاب النصارى المقدس عندهم في قائمة الحظر المتوقعة، ليس أكثر من ذرٍّ للرماد في العيون، فحشود القساوسة التي تجوب السجون كفيلة بالتعويض عن وجود كتاب قل من يهتم بقراءته وبخاصة من السجناء.كما أن السجناء النصارى يتابعون عشرات من القنوات التلفزيونية النصرانية، في حين لا توجد أي قناة للمسلمين يمكنها توجيه السجناء إيمانياً، وربطهم روحياً بكتاب الله الذي يبغضه القوم ويحرصون على سحبه من بين أيدي السجناء!!وكل ذلك يتضح قبحه أكثر، عندما نتذكر أن المؤسسات الرسمية الأمريكية ذاتها تقر بالنتائج الرائعة التي تشهدها السجون التي تسمح للدعاة المسلمين بالتقاء السجناء والسعي إلى تقويم سلوكهم المنحرف!!لكنه الحقد يعمي ويصمّ!!
فهل تكفي تلك الوقائع المستقاة من أهلها، لكي يستيقظ المغفلون من تصوراتهم الساذجة عما يزعمون أنه الفردوس الأرضي؟