أنت هنا

رام الله ترمي حماس بدائها
7 ذو الحجه 1430
صدقت العرب في مقولتها المعبرة:  شر البلية ما يُضْحِك!!
فعلى طريقة الغربيين: صدّقْ أو لا تصدّق، يمكن التعامل مع "دموع" رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على المقاومة، التي ذرفها منذ أيام لأن المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني توقفت في قطاع غزة، والرجل حزين من قلبه وغاضب من حركة حماس التي منعت أبطال المقاومة من ضرب الصهاينة في عمق تجمعاتهم الغاصبة!! فعباس يشعر بخذلان حماس للمقاومة الصامدة التي يقودها هو شخصياً في الضفة الغربية، بمشاركة فعالة من رئيس وزرائه النصراني سلام فياض، ومندوب الموساد الهارب من غزة محمد دحلان وياسر عبد ربه وجبريل الرجوب، وأشباههم من "المناضلين" الأشاوس.
فهل هنالك صفاقة مثل هذه في تاريخ الشعوب. العملاء المأجورون الذين باعوا الدين والشرف والقضية والشعب الذي فرضوا أنفسهم زعماء له، ويزعمون أنهم أمناء على آماله وتطلعاته!! هؤلاء يتطاولون على الشرفاء المجاهدين الذين أثبتوا صدقهم وحملوا أرواحهم على كفوفهم وقدموا أقرب الناس إليهم شهداء-نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحداً-.
فعباس الذي ليس لوجوده كله في السياسة سبب سوى تصفية القضية ووأد المقاومة، وليس لديه مشروع غير التفاوض للتفاوض، فلما خذله سادته بنسبة100%، لم يجد أمامه إلا الافتراء على أهل المقاومة. وكيف يتصور أن مخلوقاً على وجه الأرض سوف ينخدع بدموع التماسيح التي اصطنعها على ما ادعى أنه تجميد المقاومة في قطاع غزة، مع أن أجهزته الأمنية التي لا تحمي غير المحتل قمعت أهل الضفة الغربية فمنعتهم من تنظيم مظاهرة تأييد حقيقية لإخوانهم في غزة خلال حملة اليهود الوحشية عليهم!!
ومن أعاجيب عباس ورهطه -وهي أعاجيب لا تنتهي- أنهم اختلقوا الكذبة ثم صدقوها، تماماً مثلما فعل الطفيلي أشعب عندما ادعى إقامة وليمة في قصر أحد الأثرياء ليتخلص من مضايقات الأطفال، وبعد مدة لحق بالأولاد لعل كذبته تغدو حقيقة!!
فلا حماس أوقفت المقاومة، ولا هي دخلت مفاوضات مباشرة مع العدو لا سراً ولا علناً!!بل إنها ترفض التفاوض مع اليهود لأي سبب، وليس بينها وبين فتح خلاف استراتيجي سوى رهان فتح –المختطفة من تيار الاستسلام-على الرضوخ لإملاءات واشنطن وتل أبيب منذ صفقة أوسلو المهينة. وعباس وأعوانه يعلمون علم اليقين أن المقاومة ارتضت التفاوض غير المباشر مع العدو فقط  لتحرير ألوف الأسرى من سجون الاحتلال ومعتقلاته. وليس في ذلك أي بأس بالمعايير الشرعية والأخلاقية والسياسية.
ولنفترض جدلاً أن المقاومة عقدت هدنة موقتة-تطول مدتها أو تقصر-مع العدو، من دون أن تعترف بكيانه الغاصب ولم تقدم أدنى تنازل في القضايا الأساسية: القدس والحدود واللاجئين، وهي القضايا نفسها التي باعها عباس سلفاً في مقابل دويلة هزلية كرتونية مقطعة الأوصال، ومع ذلك لم يمنحه سادته تحقيق هذا الحلم المزري!!أما فصائل المقاومة (حماس وشقيقاتها)فهي لا تقبل بوجود اليهود في أي شبر من فلسطين، وهو موقف يتجاوز كل المواقف الرسمية الفلسطينية والعربية، فهي لا ترضى بغير فلسطين فقط بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط!!
ثم ألا يلاحظ محمود عباس أن ألاعيبه الإعلامية واهنة، فهو ضد حماس إذا قاومت يتهمها بالعبثية والعدمية والانتحار... ، وإذا توهم أنها سوف تمنح الناس استراحة محارب مشروعة بكل الاعتبارات، يعيّرها بعدم المقاومة!
وفات عصابة رام الله كلها، أن الطابع السري الذي يرومون إلصاقه بحماس زوراً وبهتاناً، ليس سوى داء حركة فتح منذ جريمة أوسلو حتى اليوم، وكان عباس شخصياً-كما تبين في ما بعد-هو رجل التفاوض السري مع الصهاينة!!
بل إن مما يضحك الثكالى، أن مسلك السرية في فتح المختطفة لم يبارحها حتى بعد افتضاح أوسلو وتحولها إلى ممارسة علنية مؤلمة. فبين فترة وأخرى تكشف وسائل الإعلام المعادية مفاوضات سرية يجريها سري نسيبة أو ياسر عبد ربه بالنيابة عن عصابة رام الله مع العدو اليهودي!!