الحمد لله الذي أسقط محمود عباس ورهطه في شر أفعالهم!!
أرادوا من المؤتمر السادس لحركة فتح أن يتخذ مظهراً "ديموقراطياً" فإذا به يفضح بقية خفايا اللعبة، بالرغم من طول التحضير، وكثرة المخرجين البارعين في بهلوانيات السيرك السياسي.
وسعوا إلى قلب الحقائق وتحميل حركة حماس وزر تغييب أعضاء فتح في قطاع غزة، فجاءت أعلى الأصوات احتجاجاً على تزوير إرادة الناخبين وتقديم نتائج مسبقة الصنع، جاءت من هؤلاء الذين جعلهم عباس وشركاؤه ضحية لممارساتهم السادية ضد المناضلين الشرفاء في الضفة المحتلة، وهي ممارسات تجاوزت سياسات العدو الصهيوني البشعة، فأصبحت آلة البطش لا تكتفي بتعذيب المقاومين المخطوفين بل تصفيهم جسدياً ثم تطلق نكتتها السادية عن انتحارهم!!!
وروجت أبواق أوسلو عشية المؤتمر لأسطورة حرس قديم وحرس جديد، لتأتي النتائج الجاهزة، فتجرف القصة السمجة، ويتبين لأشد الناس سذاجة أن القضية قضية اتجاه الغلو في بيع القضية، فكانت المفاضلة النظرية بين رديئين وأشد رداءة، وأزيح بقية الشرفاء بشتى الطرق. فلم يبق في اللجنة المركزية من قادة فتح التاريخيين سوى أربعة من التابعين الناعقين وراء المسيطر، بصرف النظر عن توجهه، في حين جيء بتتمة الأعضاء الثمانية عشر "المنتخَبين"جيء بهم من "أبطال"نحر شعبهم ومؤازرة الاحتلال في ملاحقة المجاهدين، ومن هذه الفئة:محمد دحلان وجبريل الرجوب، اللذين طالما تنافسا في إرضاء اليهود ليس غير!!وتتمة المسرحية أن رئيس الحركة (عباس)القادم بالتزكية أي بلا منافس سوف يعيّن خمسة آخرين بموافقة ثلثي اللجنة المركزية والمجلس الثوري، وأعضاؤهما ممن قرر عباس وبطانته أسماءهم من قبل ، ولكن جرى"انتخابهم"شكلياً!!
لقد قلنا منذ فترة غير قصيرة:إن عصابة رام الله تخطط لابتلاع حركة فتح، و"تطهيرها"من الأحرار المقتنعين بمبادئها الأساسية، ومنطلق نضالها في يوم1/1/1965م، لدحر الاحتلال، وتحرير الأرض من رجسه، واستعادة ثرى فلسطين من النهر إلى البحر.
وازدادت حاجة هؤلاء إلى تصفية الشرفاء في صفوفها بالإزاحة أو الفصل أو التجميد أوالتهميش، منذ أدركوا عجزهم عن تدمير البنية التحتية للمقاومة، الأمر الذي جعل أكثرية الفلسطينيين تنفضّ عن فتح، بالرغم من أسبقيتها الزمنية وخبرتها الحركية وهيمنتها على السلطة والمال. وهنا راحت الأصوات الحرة في الحركة ترتفع نبرتها، على الأقل حزناً أنانياً من فوز حماس في الانتخابات، مع أن برنامجها يدعو الشعب إلى مواصلة التضحية ذوداً عن الدين والمقدسات وتحصيلاً للحقوق الشرعية الثابتة.
فالمقاومة كانت وما زالت صادقة مع نفسها ومع شعبها، وقدمت نموذجاً مشرفاً للقدوة التي تبدأ بالبذل قبل أن تحض الآخرين عليه. أما عصبة أوسلو فلم تقدم للناس سوى المزيد من العدوان الصهيوني، وقضم ما تبقى من أراضي عام1967م-أراضي دولتهم الورقية!!-، واختطاف11ألف فلسطيني إلى غياهب سجون الاحتلال. فكل ما أنجزه القوم هو نهبهم لشعبهم الفقير المنهك، والحصول على امتيازات مالية فاحشة لقاء تعاونهم المخلص مع العدو الغاصب!!
وغاية ما يطمح إليه هؤلاء بعد المؤتمر المهزلة، أن يحصلوا من المجرم نتنياهو على تفويض بقمع شعبهم في الضفة الأسيرة، ما داموا قد فشلوا في قلب الواقع في غزة، وقد سبقهم سادتهم اليهود في الإخفاق، فخرجوا من القطاع مخذولين مدحورين أول مرة، ثم خرجوا صاغرين في المرة الثانية، بالرغم من مجازرهم الوحشية ضد المدنيين العزل، ومن تداعي الصليبية وأدواتها عليهم، ومن جيوش الجواسيس من زمرة دحلان وأشباهه.
ولذلك فسوف تكون الأولوية المشتركة بين رام الله وتل أبيب في المدى المنظور لخنق غزة أكثر فأكثر، وسوف تكون ذريعة المتآمرين رفض فصائل المقاومة الانخداع بألاعيب الحوار المزعوم، ما لم يأتوا إلى كلمة سواء تتناقض مع أساس وجودهم ومنافعهم الشخصية الرخيصة. ومشكلة هذه الفئة وأمثالها في كل حين، أنها لا تعي دروس الحاضر القريب، فكيف تتعظ من مسيرة التاريخ المديدة، لكي تدرك استحالة إخضاع شعب الرباط في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس؟