عصابة الحاخامات وعصابة الإعلاميين
5 شعبان 1430
عشرات من حاخامات يهود سيقادون مكبلين إلى المحكمة بولاية نيوجيرسي الأمريكية، باتهامات مقززة تشتمل على غسل الأموال الملوثة، الاتجار اللا إنساني بأعضاء بشرية، يجري الحصول عليها من فقراء مسحوقين، أو من خلال التعامل مع مجرمين محترفين، يستلبونها من أجشاد ضحاياهم!!
لا جديد في ذلك، بالنسبة إلينا نحن المسلمين، إذ نعلم علم اليقين أن كثيراً من أحبار اليهود ورهبان النصارى، مفسدون في الأرض، فهم يفترون على الله الكذب، ويحرّفون الكلم عن مواضعه، ويأكلون أموال الناس بالباطل.نعلم ذلك من كلام العلي الخبير منذ بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
قال تعالى في محكم التنزيل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) سورة التوبة/الآية34.
ولا جديد بالنسبة إلى الغرب كله، فتاريخ رجال دينهم حافل بالفضائح المخزية، الأمر الذي أدى إلى ثورات أطاحت بسيطرة الكهنة على العقول والأموال، بالتواطؤ مع حكام غلاظ عتاة.وما من غربي إلا وينفر من مجرد ذكر القرون الوسطى التي كانت وبالاً على أوربا، ولولا الإسلام لكانت تلك الحقبة كارثة على الإنسانية!!والمؤرخون الموضوعيون من الغربيين ألّفوا كتباً ضخمة موثقة عن مخازي رجال طالما زعموا أنهم تجردوا عن الدنيا-حتى بمباحاتها الفطرية-فإذا هم من شرار الخلق إذ ضلوا وأضلوا.
غير أن الخبر الطازج الآتي من بلاد العم سام-حيث يتحالف الرهبان والأحبار بعد قرون من الصراع الدامي-، خبر جدير بالتأمل، لأنه يقدم دليلاً عملياً إضافياً على عمق النفاق الغربي، الذي لم يعد تقية طارئة أو مكيافيلية سياسية عابرة، بل إنه أضحى ركناً اصيلاً في بنية الغرب وأسس أفكاره وبواعث سلوكه.
فعلى مدى 500 عام من الثورات العلمية والسياسية والاجتماعية في الغرب، ورفض الكنيسة وتسلطها الرهيب، ارتضى الغربيون كل شيء مهما التقى أو تناقض مع العقل، باستثناء قبول الإسلام أو على الأقل التعامل معه بموضوعية.
وأحفاد هؤلاء اليوم يمضون على درب أسلافهم الحاقدين.ولنأخذ من الخبر الجديد جداً شاهداً، ولنحاول تفكيكه لنقرأه بأمانة وتجرد.
لنلاحظ بدءاً أن أجهزة الأمن والقضاء في الولايات المتحدة تعاملت مع المجرمين من حاخامات نيوجيرسي بكل حذر، وفي منتهى الحرص على عدم الزج بأي بريء وراء القضبان.
ولذلك استغرقت متابعة هذه الشبكة الإجرامية عشر سنوات بالتمام والكمال!!بينما قتلت الصليبية الأمريكية في الفترة ذاتها ملايين من المسلمين بالجملة، ودون أي اتهام حتى لو كان الاتهام بالإرهاب، الذي شبع سقوطاً في مهده عندهم.واقتيدت ألوف مؤلفة من المسلمين إلى غياهب سجون غير آدمية وتم تعذيبهم ولم يُقَدّموا إلى محاكمة حتى الآن!!
ولم يجرؤ شخص مسؤول في السلطتين التنفيذية والقضائية ولا صاحب قلم إعلامي على أي تعريض بصفة هؤلاء المجرمين ومواقعهم الدينية، كما خرس الجميع من باب أَوْلَى عن عقد أي رابط بين الجزارين المتوحشين وديانتهم المحرفة!!هذا على الرغم من أن العصابة الشرسة كانت تقترف فظائعها تحت غطاء"العمل الخيري"!!في حين أقر الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما بمعاناة المسلمين في بلاده لعجزهم عن أداء فريضة الزكاة وهي من أركان الإسلام الخمسة المعلومة من الدين بالضرورة!!
كل ذلك مفهوم ومعلوم من تاريخ القوم معنا، مثلما هي مفهومة ومعلومة ممارسات الإعلام العربي التغريبي، الذي صَمَتَ صَمْتَ أهل القبور أمام فضيحة مدوية كهذه، فلم يعلّق عليها بكلمة، بل إن بعض غربانه بلغ بهم انعدام الأمانة أنهم اتخذوا من النبأ/الفضيحة، دليلاً مضحكاً / مبكياً على المساواة أمام القانون في البلدان الغربية!!! وصدق الله عز وجل القائل: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) سورة الحج/الاية46. والجميع يدركون طبيعة الهجمة المنظمة الظالمة على الإسلام وأهله، لو كان عدد من العلماء-وهذا افتراض جدلي-قد تورطوا في عصابة كعصابة نيوجيرسي، علماً بأننا نحن المسلمين نُجِلّ علماءنا ودعاتنا لكنهم ليسوا معصومين عندنا، بينما الكهنة لدى أدعياء العلم والحضارة مقدسون منزهون عن الخطأ!!