أنت هنا

نتنياهو يصفع الاستسلاميين العرب
27 جمادى الثانية 1430

الخطاب الأخير لرئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو ، لم يفاجئ عاقلاً-حتى عند سادته وحُماة بغيه الغربيين!!  لكنه أذهل المهووسين  بالتسوية  من بني يعرب وأيقظ فقط المراهنين على أوباما-بعد رهانهم على بوش الابن ثماني سنوات-!! وإلا فما الجديد الذي جاء به نتنياهو مختلفاً عن برامجه الحزبية والانتخابية، والتي فاز فيها بأكثرية أصوات الناخبين التلموديين، مرتين إحداهما في منصف عقد التسعينيات من القرن الميلادي المنصرم؟

 

هو لا يخفي قناعاته التوسعية الاستعلائية الجذرية:القدس الشريف سوف تبقى عاصمة دائمة وموحدة للكيان اليهودي والماء لليهود دون العرب، وإذا تصدقوا بقطرات منه على متسولي التسوية فذلك فضل وجود، ويحق للمتفضل الكف عن عطاياه متى شاء!!  والاستيطان السرطاني مستمر بقوة،  وحق العودة للاجئين الفلسطينيين مرفوض ولو نظرياً أو جزئياً بصيغة تجميلية زائفة، والسلاح خارج التفاوض مسبقا. .
وعدو الله هذا يعشق السلام إلى حد الذهاب إلى عواصم العرب ليقنعهم بحسن نيته فهو سوف يترك للفلسطينيين حرية العمل عبيداً في خدمة اليهود ولا يريد من العرب والمسلمين سوى فتح أسواقهم لمنتجات كيان الغصب والجور وأن يذهبوا للسياحة في فلسطين –سابقاً- بعد أن يأتوه مذعنين مباركين  يهوديتها رسمياً لكي يطرد بقايا الفلسطينيين (عرب 1948م) بغطاء عربي!!

 

وما لنا ولمناقشة خطاب الطاووس الذي يزدري المتسولين العرب بزعامة عباس ورهطه، ما دام صائب عريقات -أخصائي التفاوض للتفاوض- قد اعترف علانية في تعليقه على الخطاب  بكل ذلك،  وإن كان متوقعاً –بحكم معرفتنا بتاريخه-أن يبتلع كلامه  ليظهر بعد أيام فيسبّ حماس وسائرالمقاومين لتفويتهم فرصة الركوع لصلف نتنياهو!! ! وإلا فليسأل عريقات  من يسميه"السيد الرئيس"السؤال الذي طرحه هو شخصياً  على مشاهدي قناة  الجزيرة بعد خطاب نتنياهو :ألم يكن المذكور بين 1996-1999م رئيسا لحكومة العدو وأفشل التسوية برغم أن السيطرة على غزة كانت لمروجي صفقة أوسلو، عندما كانت فصائل المقاومة خارج السلطة بهياكلها التنفيذية والبرلمانية ؟!

 

والعجيب أن جماعة التسليم لا يتعظون بما يقع أمام ناظريهم، فها هو نتنياهو يتحدى أوباما-لا نذكر الأوربيين لأنهم  موضع ازدراء يهودي تقليدياً- ويأتي الرد المباغت من البيت الأبيض ومن الاتحاد الأوربي في صورة معزوفة نفاق نمطية:إنها خطوة في الاتجاه الصحيح!! !! !! !
فهل المشكلة في نتنياهو أم في الغرب الكذاب أم في دعاة الانبطاح من بني جلدتنا؟جواب اللاهثين العرب  هو الخيار الأول!! علما بأن أساس أسطورتهم لتمرير ركوعهم للعدو واهنٌ ومتهافت  حتى لو سايرهم المرء فتجاهل معهم تاريخ نشأة كيان الغصب اليهودي ومراحل عدوانه وتوسعه بل حتى لو غضضنا الطرف عن  العنصرية الفظيعة الواضحة في بنيته وسياساته المعلنة قولاً وفعلاً، إذ يكفي استقراء محطات الاستسلام العربية منذ زيارة السادات البغيضة للقدس المحتلة في عام 1979م، فكم تبدلت هوية الحزب الحاكم عند العدو، وكم تغير الأشخاص المسيطرون على صنع القرار؟فماذا كان الحصاد؟

 

ولنقف فقط عند الحنظل الذي يتجرعه الفلسطينيون منذ صفقة الذل وتصفية القضية في أوسلو؟وما الذي تقوله الأرقام الصهيونية ذاتها عن استشراء الاستيطان وتهويد القدس ؟
وأما أعداد ضحايا الاعتداءات المتصلة من شهداء وجرحى ومعوقين فلا حاجة إليها لأنها ممارسة يومية تتكفل الفضائيات بنقل بعض معالمها الرهيبة بصورة شبه يومية.
ولعل المؤشر الأشد دلالة على أن الاستسلاميين العرب يزيفون القضية إذ يصورونها على أنها مشكلة أحزاب أو أشخاص-في واشنطن أو في تل أبيب- أن سفاهات نتنياهو الأخيرة حظيت في استفتاء للرأي على تأييد75%من الصهاينة-وهي تعادل ثلاثة أضعاف نصيبه في صندوق الاقتراع أي أن ظلم الفلسطينيين كلياً هو القاسم المشترك بين الأكثرية الساحقة بصرف النظر عن اختلافاتها ورؤاها المتباينة. فلا يلومن هؤلاء إلا أنفسهم التي باعوها رخيصة فأذلهم شريكهم المفترض أو سيدهم الفعلي.