أنت هنا

عباس مستعجل لدفنها.. حركة فتح في مواجهة الإلغاء
23 جمادى الأول 1430

محمود عباس في عَجَلَةٍ من أمره!!
يقلب الطاولة ويخلط الأوراق وليس أسهل من استفزاز الجميع بالمسارعة إلى تأليف حكومة جديدة تعد استمراراً للحكومة غير الشرعية القائمة في رام الله.ورجل الاحتلال الأبرز في هذا الميدان(سلام فياض)جاهز لأداء هذا النوع من المهمات التمزيقية. فلا التوقيت ملائم ولا الشخص إلا وفقاً لجدول واشنطن وتل أبيب.والدليل شديد السطوع،فليست فصائل المقاومة وحدها اعترضت على خطوة عباس/القنبلة،فها هي كتلة فتح البرلمانية تحتج علانية وليس وراء الأبواب المغلقة.وقنبلة عباس الموقوتة تهدد جملة أهداف فلسطينية بما يريح حكومة العنصرية اليهودية بشقيها الديني والعلماني،وينقل المأزق إلى الساحة الفلسطينية،فالهدف الأول هو نسف الحوار المتعثر أصلاً في القاهرة،والهدف الآخر يتمثل في تصفية حركة فتح نفسها من بقايا الشرفاء والأصوات الحرة التي استعصت حتى الآن على ممارسات الترغيب والترهيب وفنون الإلغاء التي برعت فيها العصابة التي اختطفت حركة فتح منذ محاصرة شارون لياسر عرفات في المقاطعة بمدينة رام الله وترسخت بتغييب الرجل بالاغتيال المدروس ومنع أي تحقيق جاد في ظروف الوفاة المريبة.
فعباس وأتباعه أخذوا يفقدون أعصابهم عندما وجدوا أن في فتح بوادر تذمر ونواة احتجاج تكاد تخرج إلى العلن.وكان التحضير الاضطراري للمؤتمر السادس للحركة هو المضمار الذي كشف تنامي المعارضين لخط الهزيمة في فتح.ولولا هذه الأصوات لاستمر عباس في منع المؤتمر على غرار السنوات العشرين التي مضت على آخر مؤتمر لها!! وليس سراً أن تجميد الحراك هذا مصحوباً بموت رموز وقيادات وفصل آخرين وتهميش من تبقى،كل ذلك كان تكتيكاً عند عرفات لكنه أصبح رهاناً استراتيجياً لدى عصابة رام الله اليوم.
وما داموا مُكْرَهين على عقد مؤتمر الحركة المؤجل فليكن فرصة سانحة لحسم الخيارات في داخل فتح بكل السبل غير الأخلاقية لكي يغدو اختطافها نهائياً بلا أدنى همسة خارج جوقة أوسلو،بما يمهد لتنفيذ السيناريو ذاته على مستوى منظمة التحرير الفلسطينية وإضفاء شرعية كاذبة على مؤامرة تصفية القضية بحسب مصالح الصهاينة وإملاءات البيت الأبيض.
وكان الصراع على عدد أعضاء مؤتمر فتح وعلى مكان عقده أبرز تجليات الخطة التآمرية.فمن المضحك المبكي أن يتراوح عدد الأعضاء ما بين 350 و1500عضو!!
أما المكان فهو التعبير الأشد صخباً عن عناوين الخطة "العباسية"،فالعصابة تصر على عقد المؤتمر في الضفة الغربية في ظل الاحتلال الصهيوني،وتحت سيطرة أجهزة قمع السلطة وبريق دولاراتها المسروقة من قوت الشعب الفلسطيني المجاهد.
 لكن جماعة عباس تتجاهل أن مؤامرتها-حتى لو نجحت تماماً – لن تتيح لهم سوى العيش كوكلاء صغار للاحتلال في مقاطعات ممسوخة ليكونوا مجرد مخبرين ضد بني جلدتهم،وجباة للأموال التي يبتزونها.فالمشروع اليهودي يستكثر على هؤلاء حتى أكذوبة الدولة المسخ في بقايا الضفة والقطاع.
وينسى السادة والأدوات معاً،أن الأكثرية الساحقة من الفلسطينيين في الداخل والشتات على حد سواء،لن تستسلم لمؤامرتهم،فالمقاومة ضد التذويب والتصفية والإلغاء عمرها قرن من الزمان،وكلما اشتدت الأزمة زادت المقاومة حدة وصلابة.فهذا هو ما أثبتته التجربة وبخاصة في ربع القرن الأخير،وهي الفترة التي شهدت أكثر مشاريع التصفية والتسوية والضغوط الهائلة دولياً وإقليمياً،لإنهاء روح الجهاد وبث القنوط حتى يذعن الفلسطينيون كافة لتسويات بيع فلسطين إلى الأبد.
غير أن صلابة هذا الشعب لا تعني التهوين من شر عصابة رام الله لأنها المرة الأولى التي عثر فيها العدو اليهودي/الصليبي على فئة عميلة عددها بالمئات تقبل تنفيذ المؤامرة على رؤوس الأشهاد.