أنت هنا

كلينتون تقدم دعاية انتخابية لـ"حزب الله"
4 جمادى الأول 1430







عندما أبلغت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون رسالة من الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى نظيره اللبناني العماد ميشال سليمان، جاء فيها "(إننا) نعرب عن دعمنا لبنان السيد ونشدد على الروابط القوية بين دولة لبنان والولايات المتحدة"، كانت بالفعل تعني مفهوم السيادة بمعناها الأمريكي، والسيادة بمعناها الإيراني كذلك؛ إذ إن المستفيد الأوحد من هذه الزيارة، والذي تقدمت إليه الولايات المتحدة الأمريكية بدعمها هو "السيد" حسن نصر الله، في وقت اضطربت فيه صورته الخارجية كثيراً بعد الحملة التي شنتها الدعاية المصرية ضده بسبب تدخله في شؤونها الداخلية؛ فحين قالت كلينتون أن بلادها "تدعم أصوات الاعتدال التي تعمل باتجاه هذه الأهداف"، وحينما بررت زيارتها التي لا تبتعد سوى أسابيع قليلة عن الانتخابات البرلمانية اللبنانية، أوضحت أنها تزور بيروت "لأعرب عن دعمنا المستمر للمحكمة الخاصة بلبنان"، وكلها كلمات شديدة الأهمية للطرف الآخر المعارض بقيادة "حزب الله" الموالي لإيران؛ فإثارة مسألة المحاكمة التي تستخدم لدغدغة مشاعر البسطاء في تيار المستقبل، وزيارة قبر رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري هو كل ما تقدمه الإدارة الأمريكية لـ"المعتدلين"، أما التصريحات ففائدتها ذاهبة باتجاه متصنعي البطولة والتصدي لأحلام الولايات المتحدة من تجار المقاومة.

وعلى الفور؛ فقد التقط إعلام "حزب الله" الكرة من يد كلينتون، وفي أعقاب الزيارة أكد وزير العمل اللبناني محمد فنيش (حزب الله) "أن تحذير وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من فوز حزب الله في الانتخابات النيابية يعد خير دليل على أن مساعدات إداراتها لا تقدم للبنان إنما لفريق لبناني ضد آخر".

والحق، أن مؤسسات رصد الرأي العام الأمريكية في لبنان خصوصاً، والمنطقة العربية عموماً جزماً لا يخطئها أن تصريحات وزيارات كهذه لا يمكنها أبداً أن تصب في صالح فريق المستقبل وحلفائه، وعندما تحين ساعة الاختيار الانتخابي؛ فإن التأييد اللفظي الأمريكي يضر أكثر بكثير مما ينفع، ورفض الطرف المعارض من قبل الولايات المتحدة ـ كلامياً ـ يضع بطاقات إضافية في صندوقه الانتخابي، لاسيما إذا ضمت إليه التصريحات الأمريكية عشية البت في شأن الضباط الأربعة المحتجزين منذ أربع سنوات على خلفية القضية المجمدة بخصوص اغتيال الرئيس اللبناني رفيق الحريري.

ولتنشيط الذاكرة؛ فإن سلف الوزيرة الأمريكية كونداليزا رايس كانت تقوم بالدور ذاته، حينما كانت تردد الكلام عينه لـ"محور الاعتدال" اللبناني، وتبيع له أوهام الدعم والتأييد الضارة، بل إنها حركت بوارجها الحربية قبالة الشواطئ اللبنانية عشية الاجتياح الشيعي لبيروت في مايو من العام الماضي، حتى إذا ما كانت ساعة الحقيقة، وحاصرت الميليشيات مقرات "حلفائها" من "محور الاعتدال" خنست الولايات المتحدة والتزمت حدود التفاهم الضمني مع "حزب الله" وأسلمت الحكومة وقواها السياسية لرحمة سكين الجزار الإيراني، الذي أمضى اتفاق الدوحة ورقاب "المستقبل" تحت نصله.

" نعرب عن دعمنا لبنان السيد"، قالت كلينتون.. والمعنى لدى الوزيرة الأمريكية!!