6 سنوات على احتلال بغداد.. آلة الدعاية الكاذبة في خدمة نهب ثروات المسلمين!
16 ربيع الثاني 1430
جمال عرفة
فجر يوم الخميس20/3/2003 إنطلقت صواريخ "التحرير" الاميركية صوب بغداد في هجوم جوي وبري وحشي استمر على مدى 21 يوما حتي دخلت قوات "التحرير" الأمريكية بغداد في 9/4/2003 بالدبابات واسقط جنود المارينز في تمثال الرئيس العراقي .
مبررات الغزو أو "التحرير" كما وصفه الأمريكان بدأت بأكاذيب اسلحة الدمار الشامل التي لم يتم العثور علي اثر لها حتي الأن ، وكانت نموذجا أمريكا صارخا علي كيفية توظيف الاعلام والدعاية الكاذبة بصورة لا تضاهي أكاذيب وزارة الاعلام النازية في تبرير الغزو .
هذه الحالة العراقية كانت أكبر فرصة لانكشاف أمريكا أمام العالم ، وكيف تدار السياسة الأمريكية بالأكاذيب .. الأكاذيب علي العالم وعلي المواطن الأمريكي نفسه ببث الرعب في قلبه من خطر ليس له ظل من الحقيقة كي يوافق الكونجرس علي تمرير ميزانيات الحرب لأمراء الحرب في البنتاجون .
أما الهدف الحقيقي فهو نهب ثروات العرب والمسلمين .. نهب نفط العراق ووضع قدم أمريكية في هذه المنطقة الاستراتيجية وتدمير قوة عربية عسكرية هامة كانت تشكل رصيدا هاما للقوة في العالم العربي والاسلامي لصالح الهيمنة الصهيونية الأمريكية علي المنطقة العربية .
أكاذيب تبريرات الحرب
قبل وأثناء وبعد سقوط بغداد في 9 ابريل 2003 قدمت الأدارة الأمريكة مجموعة من التبريرات الكاذبة لأقناع الشارع الأمريكي والرأي العام العالمي بشرعية الحرب تتلخص في :
(أولا) : استمرار حكومة الرئيس العراقي السابق صدام حسين بتصنيع وأمتلاك "أسلحة دمار شامل" وعدم تعاون القيادة العراقية في تطبيق 19 قرارا للامم المتحدة بشأن إعطاء بيانات كاملة عن ترسانتها من "اسلحة الدمار الشامل".
(ثانيا) : امتلاك حكومة الرئيس السابق صدام حسين لعلاقات مع تنظيم القاعدة ومنظمات "ارهابية" اخرى تشكل خطرا على امن واستقرار العالم.
 
وكان تبرير امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل من أهم التبريرات التي حاولت الأدارة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها كولن باول ترويجها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، رغم أن كبير مفتشي الأسلحة في العراق هانز بليكس صرح قبل وقوع الحرب ان فريقه لم يعثر على اسلحة نووية وكيمياوية وبيولوجية . ولكن بعد سقوط بغداد قام الرئيس الأمريكي بارسال فريق تفتيش برئاسة "ديفيد كي" الذي كتب تقريرا سلمه إلى الرئيس الأمريكي في 3 أكتوبر 2003 نص فيه انه " لم يتم العثور لحد الآن على اي اثر لاسلحة دمار شامل عراقية" واضاف - في استجواب له امام مجلس الشيوخ الأمريكي - " بتصوري نحن جعلنا الوضع في العراق اخطر مما كان عليه قبل الحرب" !؟.
وفي يونيو 2004 - وفي سابقة نادرة الحدوث هي ان ينتقد رئيس أمريكي سابق رئيسا امريكيا حاليا- قال الرئيس السابق بيل كلنتون في مقابلة مع مجلة تايمز Time انه كان من الأفضل التريث في بدء الحملة العسكرية لحين اكمال فريق هانز بليكس لمهامه في العراق.
أما كذبة علاقة العراق بتنظيم القاعدة ، فقد أستعمل كاتهام من مسئولي ادارة بوش لتبرير توجيه التهمة إلى صدام حسين بضلوعه في احداث 11 سبتمبر ، وتبرير الغزو .
واستندت هذه الأتهامات على مزاعم ان 6 من منفذي احداث 11 سبتمبر ومن ضمنهم محمد عطا قد التقوا عدة مرات مع افراد في المخابرات العراقية في أحد الدول الأوروبية وان هناك معسكرا لتنظيم القاعدة في منطقة سلمان باك جنوب العاصمة بغداد .
وقد أستندت وكالة المخابرات الأمريكية في هذه المزاعم على اقوال عراقيين نزحوا إلى الغرب وكانوا منتمين إلى حزب المؤتمر الوطني العراقي المعارض بزعامة أحمد الجلبي.
ولكن في 29 يوليو 2004 صدر تقرير من هيئة شكلت من قبل مجلس الشيوخ لتقصي حقيقة الأمر نصت فيه انه بعد جهود حثيثة من الهيئة لم يتم التوصل إلى دليل ملموس على ارتباط صدام حسين بتنظيم القاعدة .
وفي سبتمبر 2005 نفى كولن باول وجود اي علاقة بين صدام حسين والقاعدة
 
التراجع عن الأكاذيب
في أعقاب الغزو وعدم عثور فرق التفتيش علي أي اسلحة دمار شامل سواء كيماوية أو نووية كما زعمت ادارة بوش وتشيني ، بدأ التراجع الأمريكي التدريجي .
ففي ا فبراير 2004 ونتيجة لتصاعد الضغوط على الادارة من اجل تكليف لجنة تحقيق للنظر في دوافع ومبررات الحرب، بعدما أنتقد النواب الديمقراطيون في الكونغرس فشل اجهزة المخابرات في تقديم صورة واقعية عن مدى خطر اسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة ، واسباب فشل المعلومات التي ذكرت ان العراق ما يزال يحتفظ بمخزونات كبيرة منها ، قال الرئيس بوش :" العالم أصبح في وضع افضل واكثر امنا وسلاما، كما اصبح الشعب العراقي حرا ونظام صدام كان يشكل خطرا حتى من دون أسلحة دمار شامل" !؟.
وفي 2 اغسطس 2004 " أفصح بوش وادارته عن أكاذيبهم فقال : "حتى لو كنت اعرف قبل الحرب ما اعرفه الآن من عدم وجود اسلحة محظورة في العراق فاني كنت ساقوم بدخول العراق" !!.
وفي 12 يناير 2005 تم حل فريق التفتيش الذي شكل من قبل جورج بوش بعد فشلهم على العثور على اسلحة محظورة.
الاعتراف بالأكاذيب
وأخيرا وفي 2 ديسمبر 2008 وفي لقاء مع قناة (A.B.C) ، اعترف الرئيس السابق جورج بوش بأنه كذب بشأن المعلومات التي روجتها إدارته لتبرير غزو العراق وإدعاء أنه يمتلك أسلحة دمار شامل .
وبعدها بأربعة أيام - في 6 ديسمبر الماضي- وفي كلمة بعث بها لمركز (سابان) لدراسات الشرق الأوسط بمؤسسة بروكنز، أعترف بوش - للمرة الثانية- أنه كذب بشأن ما سبق أن روجه عن صلة الرئيس العراقي صدام حسين بهجمات 11 سبتمبر ، ونفي أكاذيب سبق أن قالها هو عن علاقة صدام حسين بتنظيم القاعدة , ولكنه زعم مع هذا أن "قرار الإطاحة به لا يمكن عزله عما حصل في الهجمات" !؟.
لماذا لا يحاكم بوش علي جرائم الحرب ؟
وما أدلي به (الكذاب الأكبر) بوش من اعترافات لم يكن جديدا ، لأن العديد من أركان حكمه الذين قدموا استقالتهم ، اعترفوا أنه ظل يكذب طوال حكمه مثلما هي عادة رؤساء أمريكا ، وأن إدارته بنت كل جرائمها في العراق وأفغانستان وغيرها علي معلومات كاذبة اختلقتها هي بنفسها .
ففي مارس 2008 – علي سبيل المثال - اتهم المتحدث السابق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان الرئيس جورج بوش باستخدام "حملة تضليل إعلامية للترويج لحرب العراق"، وقال ماكليلان في كتاب حمل عنوان " ما الذي حدث داخل البيت الأبيض في عهد بوش وثقافة الخداع"، إن بوش لم يكن صريحا فيما يتعلق بحرب العراق، وأتهم وسائل الإعلام الأمريكية أيضا بالتواطوء مع بوش للترويج للحرب .
أيضا قال ماكليلان أن بوش ومستشاريه خلطوا بين الدعاية وبين مستوى الصراحة والنزاهة الضرورتين لبناء دعم الرأي العام والمحافظة عليه في زمن الحرب" ، وأن باقي المسئولين مثل ديك تشيني وكوندوليسا رايس تورطوا في هذه الأكاذيب وكانوا كالحواة والسحرة في لوي الحقائق وشجعوا هذه الأكاذيب ! .
.....................................
أركان جريمة التورط في جرائم إشعال حروب وقتل ما لا يقل عن مليون ونصف عراقي وأفغاني متوافرة بالتالي في شخص هذا الرئيس الكذاب وكبار مسئولي إدارته .. فلماذا لا يقدمون لمحاكم جرائم الحرب ؟
أين القانون الدولي من جريمة تدمير العراق وذبح شعبه ونهب ثرواته باتفاقات نفطية أشبه بالسرقات المنظمة لبترول العراق ونهب خيراته ؟ من الأولي بتوجيه الاتهام له .. عمر البشير (ضحية عدم الرضا الأمريكي عنه) أم جورج بوش الذي أعترف وثبت عليه الجرم ؟
أمريكا لا تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية ولم توقع علي وثائقها ، وكذلك السودان .. فلماذا يصرون علي محاكمة البشير أمامها وهو برئ ، ولا أحد يجرؤ علي تقديم أي عرائض اتهام ضد بوش الذي اعترف بجرمه ؟!
أين العدالة الدولية كي تقتص لأكثر من مليون طفل وسيدة وشهيد قتلهم بوش بقرار الحرب والغزو والاحتلال وذبح العراقيين الأبرياء ؟
هذه هي أمريكا العظمي التي يتحدثون عنها وجهاز مخابراتها القوي المخيف .. أكاذيب وأكاذيب وآلة إعلامية جبارة للكذب لإقناع العالم بهذه الأكاذيب .. ثم بعد ذلك يقولون لك : الأمر أنتهي ووقع الغزو وقتلنا مليون عراقي ودمرنا بلدا عظيما – هكذا ببساطة - وليس لنا حيلة فيما اقترفته أيادينا من جرائم بربرية !.
هل نحن في غابة ينجو فيها هؤلاء الوحوش القتلة الكذابون من جرائمهم ولا يجدون من يحاكمهم ؟ وما هو الفارق إذن بينهم وبين عتاة المجرمين والقتلة في السجون .. هل لأنهم يقتلون بـ "قفاز حريري" ويجلسون في مكاتبهم الوثيرة ويصدرون أوامر القتل للملايين يقال أنهم "رؤساء" و"مسئولين" لا "قتلة" ؟!
أم لأنهم واثقون أن أحدا لن يحاسبهم فهم يكذبون ويكذبون والكذب يجري في عروقهم مجري الدم ؟.
من يبرد دماء الملايين من الضحايا الذين قتلهم بوش الكذاب ويحاسبهم كي ترقد أرواحهم في سلام ؟ من ينتصر للعدالة ؟ من الأحق بدخول معتقل جوانتاموا ؟ أليس بوش مجرم الحرب ؟ هل بوش علي رأسه ريشه ؟ ماذا لا يتحرك دعاة حقوق الإنسان في العالم ؟ ولماذا لا يرفع رجال القانون ضده لوائح اتهام في المحاكم الدولية تطالب بإعدامه علي جرائمه كي يكون عبره لغيره من الطغاة والمتجبرين في الأرض ؟ لا تتركوه يهنأ بجرائمه بعد أن يترك منصبه وينعم بغنائم الأموال التي سرقها من العراق بالتحالف مع أعوانه .. حاكموه .. فمحاكمته ستكون أسهل في هذه الحالة .
يجب أن يعدم بوش مثلما أعدم عملاؤه في العراق الرئيس الشهيد صدام حسين الذي تحل ذكري إعدامه الثانية هذه الأيام (30 ديسمبر 2006) ، فجرائم بوش أفظع وأكبر من كل ما نسب للرئيس العراقي من جرائم .
صدام أعدموه بتهمة أنه ارتكب "جرائم ضد الإنسانية" وأنه أعطي تعليمات بقتل العشرات من معارضيه ، ولكن بوش متهم بقتل مليون عراقي بالتمام والكمال وأعترف بتهمته وأكاذيبه ، كما أنه متهم بإبادة الإنسانية في العراق وأبو غريب وجونتنامو وأفغانستان وباكستان وتحويل العالم الي بؤرة إجرامية وغابة وحوش .. فأين العدالة وأين القصاص ؟
 
(برواز منفصل ) : فضائح رؤساء أمريكا
 
لم تكن "قبلة الوداع" التي أرسلها الصحفي العراقي منتظر الزيدي بحذائه للرئيس الأمريكي بوش هي أخر فضائح وطرائف ومساخر الرؤساء الأمريكان ، الذين تورط الكثير منهم في أكاذيب أو فضائح جنسية أو تجسس أو تعاطي مخدرات وخمور أو حتي قتل ‏، ولكن "الحذاء" مثل إهانة بالغة ومكافأة نهاية خدمة استحقها بوش .
ومن يطالع السير الذاتية للرؤساء الأمريكيين السابقين الذين حكموا أقوى دولة في العالم لن يصدق فضائحهم أو مساخرهم وكذبهم جميعا الذي ظل وسيظل صفحة سوداء في تاريخهم ، وخروج الكثير منهم من مناصبهم والخزي والعار يلطخهم بسبب فضائحهم .
وإذا كان العديد منا لا يعرف إلا أشهر هذه الفضائح مثل فضيحة الرئيس الأسبق بيل كلينتون الجنسية حينما تورط مع اليهودية مونيكا لوينسكي ومع بولا جونز التي اتهمته بالتحرش بها جنسيا ، وفضيحة تجسس نيكسون علي معارضيه بزرع أجهزة تنصت في مقارهم ، وأخيرا فضيحة ضرب بوش بالجزمة ، فالتاريخ يروي لنا فضائح لا حصر لها ولا يتسع المجال لسردها.
فمن هؤلاء الرؤساء من أدمن الخمر والمخدرات ومنهم من اتهم بجريمة قتل ومنهم من أتهم بفضائح جنسية عديدة ، ومنهم من تجسس علي خصومه ، ومنهم من ألقيت عليه قاذورات وبيض فاسد سخرية منه ، ولكنها المرة الأولي التي يضرب فيها أحدهم بالجزمة !
فمن أشهر فضائح الرؤساء الأمريكيين على الإطلاق فضيحة ووترجيت التي حاصرت الرئيس الجمهوري ريتشارد نيكسون عام‏1972,‏ وبدأت باكتشاف خمسة من العاملين في حملة إعادة انتخابه متلبسين بوضع أجهزة تنصت في مقر الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي في مبني ووترجيت في واشنطن‏,‏ وتمت إدانة ثلاثة منهم عام ‏1973,‏ وفي أغسطس‏1974‏ تقدم نيكسون باستقالته من الحكومة لإنقاذ نفسه من المحاكمة‏ بسبب هذه الفضيحة .
ومن فضائح التجسس للفضائح الجنسية اشتهرت فضيحة (مونيكا جيت) التي ربطت بين الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ومتدربة البيت الأبيض مونيكا لوينسكي‏,‏ وكادت تعصف بمستقبل كلينتون‏ وتقديمه للمحاكمة‏,‏ ليس لإقامته علاقة جنسية ولكن لأنه كذب على الملأ وأنكر علاقته بمونيكا‏ قبل أن يتراجع ويعترف .
ولم تكن فضيحة ضرب بوش بالحذاء هي أول ولا أخر فضائحه ، فهو من أشهر رؤساء أمريكا سكرا وإدمانا للخمور وقد اعترف بذلك ، كما أعترف بالكذب فيما يخص إدعاءات قيامه بغزو العراق قبل ضربه بالحذاء بأسبوعين ، وهناك من يربط بين الأمرين ويعتبر ضربه الحذاء رد فعل علي أكاذيبه وعدم محاسبه أحد له وهو الذي قتل نتيجة هذه الأكاذيب مليون عراقي برئ .
ولا تقتصر الفضائح علي بوش الأبن وإنما كانت لبوش الأب - الرئيس الأسبق -فضائح مماثلة مثل تعاطيه الخمور والكوكايين، فضلا عن محاضر ضده باغتصاب سيدة وجدت مقتولة قبل التحقيق معه ، وكذا ممارسة الشذوذ مع أخري !.
ومن الفضائح التي تنسب للرؤساء الأمريكان أيضا تلك العادة التي درج عليه الرئيس السادس جون كوينسي آدامز الذي اعتاد السباحة صباحا بانتظام في نهر بوتوميك في واشنطن عاريا كما ولدته أمه !.
كما أن العديد من الرؤساء اتهموا بالزنا وبعضهم كان له أبناء غير شرعيين مثل توماس جيفرسون وجروفر كليفلاند ووارن هاردنج ، وعرف عن سبعة رؤساء إقامتهم علاقات غرامية خارج نطاق الزوجية آخرهم بيل كلينتون وأولهم كان توماس جيفرسون مؤسس أمريكا نفسه الذي تحرش بزوجات كل أصدقائه في السلطة تقريبا وأنجب من أخت زوجته في الحرام ستة أولاد !!.
ولم يسلم الرئيس الجديد أوباما الذي لم يتسلم عمله بعد من هذه الفضائح عندما تم الكشف عن قيام موظفين من إدارة بوش بالتلصص على المعلومات المتعلقة بجواز سفره علي طريقة فضيحة ووترجيت واعتذر له بوش عن ذلك .