أنت هنا

أكذوبة "حماس إيرانية".. ولقاء الأضداد
7 محرم 1430

هي أسطورة بلغ عمرها بضع سنوات، تولت كِبْرَها في البدء الولايات المتحدة الأمريكية وابنتها المدللة وشريكتها في الحقد ووكيلها في الإفساد في الأرض دولة اليهود الظالمة الأثيمة.
وقد هلل لهذه الفرية عرب طالما كان العداء للإسلام مهنتها المهينة اليتيمة، وأقران لهم من الفلسطينيين الذين صنعهم العدو على عينه، وتربوا على الخيانة حتى باتت سجية فيهم، وبصمة فضيحة تميزهم بالدون عن سائر البشر فما بالنا بمواطنيهم الشرفاء الذين باعوا أنفسهم لله، وعشقوا الشهادة في سبيله فمنهم من نحسب أنه نالها-والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً-ومنهم من يواصل رحلة الشوق الجاد والبحث المخلص عن ذراها.
ومن المفارقات أن يلتقي على هذه الأسطورة أحفاد القردة والخنازير، وعبدة الصليب، وقادة المشروع الصفوينعلى ما بينهم من خصومة مزعومة، وليس لها وجود إلا في أبواقهم لتضليل الناس، وكذلك في أوهام المغفلين الساذجين.
وللدور الصفوي مهمة مزدوجة، فالشق الأول منها عبارة عن تجارة بقضية المسلمين الكبرى، للضحك على البسطاء وتمرير مشروعهم الخبيث تحت ستار دخاني زائف في تطبيق دنيء للتقية التي يعدّونها تسعة أعشار دينهم.
أما الشق الآخر فيهدف إلى طعن المقاومة وأهلها لدى الجمهور العريض، بتصويرها كأداة في يد المشروع الصفوي الهدام.
ونظرة عاجلة على الواقع الراهن، مشفوعة باستحضار صورة خاطفة لثلاثين عاماً مضت من عمر الثورة الخمينية، تؤكد أن القوم لا يقدمون لفلسطين سوى الشعارات الجوفاء.
فما الذي فعله نظام آيات قم لأهل غزة اليوم في محنتهم الرهيبة، غير الادعاءات الكلامية، والشتائم الرخيصة؟ ولماذا لا يخفف "حزب الله"مثلاً عن المجاهدين في القطاع الصابر المصابر؟ أليس يفاخر بأن في ترسانته صواريخ تصل إلى "ما بعد بعد حيفا"؟
وما الذي قدمه محمود أحمدي نجاد باستثناء الدعوات اللفظية لإزالة الكيان الصهيوني من الوجود، في خدمة مجانية إعلامياً لليهود وأشياعهم في الغرب؟
أما إذا رجعنا قليلاً إلى الوراء فما آن لنا أن ننسى هجمات عصابات "أمل" اللبنانية-وهي فصيل صفوي فارسي بواجهة محلية-على مخيمات الشعب الفلسطيني في الثمانينيات  من القرن الميلادي الفائت؟  ألم يحاصر هؤلاء مخيمات طرابلس من البر في حين حاصرها شركاؤهم اليهود من البحر؟
أما حركات المقاومة الفلسطينية وصلتها الظاهرية مع طهران، فسببها خذلان النظام الرسمي العربي لهم، كما أنه ليس لهم أن يرفضوا المساعدة الكلامية ممن يزعم أنه يؤيد حقوقهم المشروعة!!
كما أن دخول بلدان عربية في مشروع الاستسلام الصهيوني، دفعها إلى مستويات من التخاذل غير مسبوقة، يأتي على رأسها مطاردة كل من يرفع راية المقاومة، التي تعد عملاً مشروعاً حتى بمعايير الأم المتحدة!! ولو كان لدى تلك الحكومات حد أدنى من الكياسة السياسية-لئلا نحاسبهم بالمقاييس الشرعية-لعمدوا إلى غض النظر عن التيارات المقاومة لتدعم مواقفه التفاوضية!! فتلك من بديهيات  السياسة في العالم المعاصر، لكن ما يجري هنا ليس سوى رضوخ لإملاءات تمارسها واشنطن وربيبتها الصهيونية، فليس هنالك من تفاوض إلا في الشكل وعلى عيون الناس.
ومجمل ذلك كله ألجأ المقاومين إلى حضن الآخر الذي يشكون في نياته، لكن التضييق العنيف عليهم لم يَدَعْ لهم خياراً آخر.ومن نسي ما تلقاه حركات الجهاد الفلسطينية من أذى الأهل ومن ظلم ذوي القربى، فليتابع اتهامات الساسة العرب والواجهات الفلسطينية لها في دفاع خسيس عن العدو الذي بات محل سخط قادة وشعوب لا تربطها بنا قرابة في الدين ولا في اللغة ولا حتى بالجغرافيا!!! وليستمع إلى وسائل الإعلام المنافقة التي فاقت عداوتها لله عداوة قتلة الأنبياء قاتلهم الله.
إننا ولله الحمد والمنة تجاوزنا زمن الحصار الإعلامي حيث كان التزوير والتضليل أمراً يومياً ميسوراً، ولذلك لم تنجح –ولن تنجح-كل الأكاذيب والتلفيقات ضد القائمين بالدفاع عن مقدسات الأمة  وعن مسرى النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، بدليل الغضب العارم الذي يعبر عنه ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها على العدو الحاقد وعلى المتواطئين مع صلفه وعلى الشامتين وعلى الشياطين الخُرْس!!