أنت هنا

ما وراء أحداث الكويت ؟
22 ذو القعدة 1429




لم يعد سراً أن دولة الكويت باتت هي الهدف الأكبر للمدّ الصفوي في المرحلة الراهنة.

فالأحداث التي جرت في الكويت مؤخراً، كشفت عن توجهات خفية وعمل دائب في  خطوات خبيثة مدروسة لزعزعة الأمن والاستقرار في الكويت،من خلال مخادعة الحكومة واستغلال أخطاء روتينية بالتواطؤ مع موظفين غير أمناء يقدمون ولاءهم البدعي على ولائهم لقيم أبناء بلدهم المستمدة من أصول الإسلام وثوابته.

 فرجل الدين الرافضي محمد باقر الفالي من أشهر "الأكليروس الصفوي" وأشد رجالاته بغضاً لأمهات المؤمنين والصحابة الكرام رضوان الله عليهم، كما أنه شديد الإثارة للكراهية الرافضية ضد الإسلام وأهله، وهي عوامل كانت الأساس وراء قرارات رسمية سابقة في الكويت بمنعه من دخول البلاد، بالإضافة إلى وجود قضايا ضده ما زالت محل نظر القضاء الكويتي.  فما الدافع وراء مؤامرة استجلاب الفالي إلى الكويت واختراق نظامها الأمني وإثارة فتنة بين القوى المختلفة في الساحة الكويتية التي هي في غنى عن عوامل بلبلة وافدة؟

إن المتتبع لتاريخ القوم، لا يخطئ قراءة المرامي السيئة لهم ضد الكويت، انطلاقاً من ركام حقدهم المستمد من اعتبارات موروثة ماكرة تبدأ بتخصيص جزيرة العرب وأهلها بالقسط الأكبر من الحقد، لأن هذه الجزيرة منطلق نور الإسلام الذي أطفأ نار المجوسية، وهي مهبط الوحي، وتضم أقدس بقاع الأرض: المسجد الحرام والمسجد النبوي، والتي طالما تطلع غلاة الروافض للهيمنة عليها في جميع مراحل تاريخهم الأسود، ولو تم ذلك باقتلاع الحجر الأسود من مكانه- وهو ما فعله القرامطة عام319للهجرة - !!

ولعل رؤوس الفتنة في الخارج أرادوا استغلال مكتسباتهم من  الفتنة السابقة في الكويت ذاتها، والتي أشعلوا نارها، بتنظيم ما يسمونه أربعين عماد مغنية القيادي في "حزب الله" والذي هلك في العاصمة السورية اغتيالاً في ظروف مريبة لم تتضح خيوطها حتى الآن.

فالمطلوب اليوم تجديد الفتنة الماضية بوجه آخر لتثبيت أقدامهم واستفزاز المجتمع الكويتي المسلم المحافظ، ودق إسفين بين السلطة والإسلاميين لكي يتاح لهؤلاء الموتورين التسلل عبر ثغرات القوانين وتصدعات السياسة! والخطوة الخبيثة رسالة مقصودة في الوقت نفسه لإظهار قوتهم وعرض عضلاتهم!!

إن ما يجري الآن في الكويت درس بالغ الدلالات  لكل مستهين بخطورة المدّ الصفوي، سواء أكانت استهانته نتيجة جهل بدينهم وبسيرتهم التآمرية على الإسلام، أم ثمرة تواطؤ ضمني مع جرائمهم باسم الوطنية أو تحت شعار العلمنة الكاذب الخاطئ:الدين لله والوطن للجميع،فضلاً عن تطبيقه القاتل مع أناس يحركهم دين الكراهية ورجالاته المتعصبون.

وإلا فهل يجحد عاقل أن الرافضة يسرحون ويمرحون هناك ويمارسون ترهاتهم ويبثون أحقادهم وكأنهم في ديارهم؟ وهل نسي أولئك الذين شبوا على التقية المخادعة دور الكويت في استضافة رمزهم وفي إزالة نظام صدام حسين؟

غير أن هذه التساؤلات الساذجة تتهاوى فتفضح المستور، إذا تذكرنا أن أشياع أبي لؤلؤة المجوسي (ويسمونه: بابا شجاع  الدين!!)،لا يستثنون من مقتهم المتراكم أحداً من خارج دائرتهم، حتى لو كان متهاوناً في دينه كل التهاون. فما دام لا يدين بدينهم ولا يدفع الخمس للمبتزين وتجّار صكوك الغفران، ولا يكره الصحابة الأفاضل وبخاصة الخلفاء الثلاثة وقادة الفتوحات، فهو في نظرهم مهدور الدم والمال!! ومن عجائبهم أنهم يبغضون العربي حتى لو كان رافضياً!! فهل يبقى بعد هذا مجال للغفلة؟

إنهم يزعمون أن مهديّهم الخرافي يذبح الناس جماعاتٍ وأفراداً، يبدأ بأهل السنة والجماعة، لكنه ينتهي بقتل الشيعة العرب - مع أنه بادعائهم قرشي هاشمي أي أنه عربي الأرومة!!-.

إن التهاون مع هؤلاء بصرف النظر عن الدوافع وراءه لا يأتي على صاحبه بغير الشر المستطير، فهم يتمسكنون إلى أن يتمكنوا وهناك تظهر قبائحهم في أسوأ دركاتها، ومن لم يجد لديه الوقت لمطالعة التاريخ القديم الناطق بحقيقتهم، فلينظر في ما جرى وما يجري في العراق منذ ست سنوات، فهو لبشاعته يكاد يستعصي على التصديق لولا أنه موثّق بالصوت والصورة وألوف الشهداء والشهود في أنحاء البلد وفي سائر أرجاء العالم.