أنت هنا

الحوار الفلسطيني المتعثر..المطلوب تركيع المقاومة!!
18 ذو القعدة 1429




ارتفعت وتيرة الجدل الفلسطيني عقب التأجيل الشبيه بالفشل لجلسات الحوار بين الفصائل المتباينة والتي كانت قد بدأت في القاهرة برعاية مصرية رفيعة.وسرعان ما جرى تحريف الحقائق بالرغم من وضوح مجريات الأمور لجميع المعنيين والمتابعين.وكالمعتاد تواطأ الإعلام اليهودي والغربي الصليبي والعربي التغريبي كجوقة واحدة،ألقت باللائمة على حركة المقاومة الإسلامية(حماس)،لمجرد أنها طالبت سلطة عباس في رام الله،بإطلاق 616 مجاهداً من كوادرها،تحتجزهم السلطة في الضفة الغربية.وهي خطوة ضرورية مسبقاً كبادرة حسن نية، لإنجاح أي حوار جاد بين جهات متخاصمة .ولم يشفع لحماس عند بني علمان أنها بادرت إلى إطلاق سراح أعضاء حركة فتح الذين تعتقلهم في قطاع غزة-وكثير منهم ليسوا معتقلي رأي وإنما أصحاب جنايات وبعضهم متورطون في خيانة الشعب الفلسطيني لخدمة العدو المحتل.

وفي المقابل،لم يتوقف معسكر الارتهان لتل أبيب وأيتام أوسلو عند حدود التعنت ورفض الاستجابة لمطلب بهذا المستوى من المشروعية،بل تجاوزوا ذلك إلى توسيع دائرة تنسيقهم "الأمني"مع العدو الصهيوني الغاصب،ضد مواطنيهم وقضية الأمة الأولى إذ أسند جيش الاحتلال لزبانيتهم القيام بما عجز عنه اليهود في مدينة الخليل،من خلال مضاعفة معاناة أهل الخليل الصابرين المرابطين،بجرعات قمع همجية لمطاردة كل المناوئين للاحتلال والرافضين لوحشية قطعان المستعمرين"المستوطنين".

وقد تعمد إعلام التضليل أن يتجاهل التزامن المريب بين مسلك رهط عباس في القاهرة بعرقلة الحوار، وفي الضفة بمضاعفة البطش بالمناضلين الشرفاء، وتجدد هجمات الاحتلال على غزة المجاهدة،وتشديده حصاره الظالم الذي ينذر بكارثة إنسانية،اضطرت الأمين العام للأمم المتحدة إلى "مناشدة"الصهاينة تخفيف قبضة الحصار لئلا يموت الناس في القطاع جوعاً بعد أن قضى مئات منهم بسبب ندرة الدواء وقطع الكهرباء ونقص الغذاء.

 إن مجمل ما جرى على الأرض يؤكد واقعياً أن أتباع الاحتلال الدحلانيين لم يكونوا يريدون من حوار القاهرة،سوى تركيع أهل غزة عبر إكراه فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس بالإذعان لأهداف اليهود من الاعتراف بدولة التوسع والعدوان،إلى تسول ما "تجود"به على أهل الأرض الأصليين،من فتات أراضيهم الممزقة بجدار الفصل العنصري،والمحاصرة بحواجز جنود الاحتلال وأنياب المستوطنين الموتورين!!

وبعبارة أكثر تحديداً،فإن الغاية الوحيدة لأشياع اللجنة الرباعية الدولية،وأحباب ليفني وباراك،تتلخص في الحصول على صك استسلام توقعه حماس ثم تنضم إليه سائر فصائل المقاومة المخلصة.فما أخفق بنو يهود في بلوغه بطائرات الإف16 ومروحيات الأباتشي،توهم وكلاؤهم المحليون،أنهم سوف ينالونه تحت ستار الحوار .فقد راهنوا على أن سادتهم في تل أبيب قد أوهنوا معنويات المقاومين،من خلال الحصار والتصفيات الدموية والهجمات الجبانة،وأن المواطنين في القطاع الصامد أدركهم اليأس بتأثير التجويع وشح المتطلبات الأساسية للحياة عن حدود الكفاف وليس الكفاية!!

وهنا تتجلى خيبة آمال الصهاينة وأتباعهم،وبخاصة أنهم سعوا بكل طاقتهم إلى تشويه الصورة،يؤازرهم في ذلك التزوير المفضوح،إعلام لا خلاق له،فقد حرصوا على تقديم الوضع في هيئة خلاف بين حماس منفردة،وبين سائر القوى الفلسطينية التي ادّعوا أنها مع باطلهم الزاهق.

ومع أن الواقع يدحض هذه الأكذوبة،فإن شهادة القيادي التاريخي فاروق القدومي(أبو اللطف)،كانت بمثابة صفعة إضافية لهم،أسقطت ما تبقى من تغليفهم المخادع.فالرجل ذو مكانة وتاريخ  لا يتيحان لعباس وجوقته أن يزايدوا عليه كعضو عريق في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية-والتي اختطفوا رداءها!!-ولا في كونه من مؤسسي فتح مع ياسر عرفات.

فقد قال القدومي بكل أمانة:إن الخلاف الحقيقي محصور بين حماس ومحمود عباس!!وأبو اللطف ينطلق في شهادته المهمة من حرصه الأكيد على استعادة فتح من عصابة "علي بابا والأربعين حرامي"،التي سرقتها من شرفائها،ومسخت تاريخها النضالي لتصبح ملحقاً ذليلاّ بمخططات العدو،وأداة قمعية في يد استخباراته ضد الشعب الذي تزعم أنها تقوده!!