أنت هنا

الغرب عارياً من آخر شعاراته..إبادة المدنيين سياسة معتمدة!!
8 ذو القعدة 1429




نقلت وكالات الأنباء وشبكات الأخبار المتلفزة اليوم، خبراً لافتاً من أفغانستان، عن مصرع أكثر من 20 جندياً من الغزاة الأمريكيين وأعوانهم المحليين، على أيدي المجاهدين الأبطال، في عملية استشهادية مُحْكَمة ورائعة. ولزم الغزاة صمتاً مطبقاً أمام هذه الضربة المتقنة، ليس بسبب ارتفاع عدد قتلاهم في عملية نوعية واحدة، وليس لأن جميع الهالكين مقاتلون ليس بينهم مدني واحد فحسب، ولكن الأشد مضاضةً عليهم موقع العملية الجريئة ودلالات هذا التطور في أداء المجاهدين شبه العزل!!

فالقتلى الذين سقطوا بضربة موفقة واحدة، لم يكونوا في قافلة فباغتهم الاستشهادي الباسل، وما كانوا على حاجز في منطقة نائية، بل كانوا في داخل ثكنة عسكرية محصنة!!

ولعل من تمام توفيق الله عز وجل أنه يسّر هذا النصر المهم-عسكرياً ومعنوياً-على الأعداء المحتلين في يوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية،وبخاصة أن أساس الحملة الانتخابية لخليفة بوش الصغير في البيت الأبيض، تركّز على هجائه لسياسة سَلَفِه لأنه لم يفعل ما يكفي من الإجرام في أفغانستان وباكستان كذلك!! فهل هنالك رسالة أفضل وأجمل وأبهى من رسالة كهذه لأوباما في يوم عرسه؟

ولأن الله تبارك وتعالى شاء أن يخزي الكفرة الفجرة؛ فإن طائراتهم الحاقدة فتكت قبل يوم واحد من عرس الجهاد الأخير بأربعين مدنياً أفغانياً – باعتراف كرزاي ذاته!! - وهي مجزرة تتكرر بصورة شبه يومية!

وفي فلسطين المرابطة،انتهك العدو اليهودي - كعادته في نقض العهود - التهدئة المتفق عليها مع الفصائل المجاهدة في قطاع غزة الصامد، وتوغلت دباباته في بيت حانون لتفتك بمدنيين عزل؛ فتصدى لها المقاتلون البررة وقتلوا وجرحوا عددا غير محدد من الغزاة.

ولما أسفرت العملية الجبانة عن استشهاد بعض المجاهدين، أمطر أهل الرباط قواعد الاحتلال وقطعان "المستعمرين" بعشرات الصواريخ التي أشاعت فيهم الذعر والقلق،فاضطر وزير حربهم المجرم إيهود باراك إلى إعلان التمسك باتفاق التهدئة الذي نقضه قتلة الأنبياء وخونة المواثيق دائماً وأبداً.

وفي داخل فلسطين الأسيرة حيث لا تصل أسلحة الجهاد البدائية وحيث تصمت أسلحة العرب الرسمية المستسلمة، قام أعداء الله بتدمير أربعة بيوت في القدس الشريف، على مرأى من أصحابها المدنيين، وأمام شاشات التلفزة التي لا تدع للمتشدقين بحقوق الإنسان والقانون الدولي ذرة من شبهة عدم العلم بمسلسل الإرهاب الرسمي الممنهج في كيان الغصب والعدوان والتوسع ضد أهل البلاد الأصلاء!!

وبالرغم من هذه المفارقات التي يَمِيزُ الله  بها الخبيث من الطيب، يغرف الغرب المنافق من مخزون دجله الهائل، فتواصل أبواقه التي أدمنت الكذب البواح، البكاء على المدنيين وترمي الجهاد وأهله بجرائمها التي يشيب لهولها الوِلْدان. مع أن القوم حتى في تاريخهم القريب-وكل تاريخهم في الحروب قذر وغير مشرّف-لم يفرقوا بين مقاتل وأعزل، سواء أكان ذلك في غاراتهم الغادرة، أم في أسر غير المقاتلين وزجّهم في معتقلات بائسة تهزأ حتى  بقوانينهم الوضعية على جورها،وتزدري القوانين والمعاهدات الدولية التي وضعوها بأنفسهم!!

غير أن الجديد في مواجهات المسلمين مع القوم في الفترات الأخيرة، يكمن في تحوّل استهداف المدنيين من مرحلة اللامبالاة إلى مرحلة المنهج المعتمد والسياسة المقررة، فهم لم يكونوا يكترثون بقتل ألوف مؤلفة منهم للوصول إلى مقاتل واحد-مؤكد وجوده بينهم أو محتمل!!-، أما الآن بعد أن أيقنوا بأن هزيمتهم وشيكة فقد تخصصوا في ترويع المدنيين ظنّاً منهم بأن ذلك يضعف الروح المعنوية للبيئة التي تحضن المنافحين عن حياض الأمة. لكنهم سوف يكتشفون عاجلاً كم هم واهمون؛ فمثل هذه السياسة تأتي دائماً بنتائج عكسية100%.

وفي الوقت ذاته، بدأ الجهاد يمتاز كلياً عن سلوك الغلاة الخوارج الذين يقاتلون أهل الإيمان ويتركون الغزاة الكافرين، وهو تميز كان قائماً في كل وقت، لكن الإعلام المنحاز استطاع تلبيس الأمر على بعض الناس بعض الوقت. ولعل هذا يضاف إلى سواه من بشائر النصر الحاسم والمؤزر بإذن الله سبحانه.