أنت هنا

بعد إفراج حماس عن سياسي فتح.. ما المقابل؟!
2 ذو القعدة 1429





نزلت أنباء الإفراج عن معتقلي فتح السياسيين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، لتثلج صدور من لا يودون للأزمة أن تتفاقم بين الفلسطينيين.

فلقد استجابت القوى الأمنية التابعة للحكومة الشرعية في غزة بزعامة إسماعيل هنية، لقرار الإفراج الذي أصدره جميع المعتقلين السياسيين، كبادرة حسن نية لتهيئة الأجواء لإنجاح الحوار الفلسطيني، الذي دعت إليه القاهرة في التاسع من الشهر القادم.

لكن، في الوقت الذي كان يقول فيه هنيه خلال احتفال لتخريج عدد من ضباط الشرطة في غزة: "حرصاً منا على تهيئة المناخات الصحية لإنجاح الحوار، واستجابة لكل النداءات الخيرة، فإنني أهدي الشعب الفلسطيني قراراً بالإفراج عن كل المعتقلين السياسيين في غزة"، كان عشرات من عناصر الوقائي يداهمون المسجد الجديد وسط طولكرم ويفتشونه بدقه، ويداهمون ويفتشون دار الحديث الموجودة في الطابق الثاني للمسجد والمخصصة لتعليم القرآن الكريم وأحكام التجويد، وذلك بعد يوم واحد من مداهمة الوقائي لستة مساجد في طولكرم وضاحية ارتاح وتفتيشها.

وفي حين كان المعتقلون من فتح في غزة يخرجون بالفعل للحرية كان نمر حمّاد مستشار رئيس السلطة محمود عباس ينفي وجود أي معتقلين سياسيين لديهم في الضفة الغربية والتي يقول الحقوقيون إنها تضم معتقلات تحوي 200 من أنصار حركة حماس، فيما تقول الأخيرة إن معتقليها قد بلغوا نحو 300 ناشطاً سياسياً.

وحيث صرح جمال عبيد أمين سر حركة "فتح" في محافظة شمال غزة، وهو أحد المفرج عنهم في غزة أنه وزملاءه قد تلقوا معاملة حسنة داخل سجون غزة؛ فإن معتقلي حماس يلقون أصنافاً غير محدودة من وسائل التعذيب عجزت الجهات الحقوقية في رصدها بسبب إخفاء أماكن الاعتقال، ما حدا بإياد البرغوثي مدير مركز رام الله لحقوق الإنسان إلى القول: "للأسف السلطة في رام الله تنفي وجود معتقليْن سياسييْن، ولكن نحن كجهات حقوقية لدينا معلومات عن وجود معتقلين سياسيين (..) فسلطة رام الله رفضت السماح لمؤسسات حقوق الإنسان الدخول إلى المعتقلين لفحص ما إذا كان هناك معتقلين سياسيين أم لا كما تقول السلطة".

وإذ تعلي حكومة حماس في غزة من قيمة العلماء وتستجيب فوراً لمطالبهم بالإفراج عن السجناء السياسيين بغرض إطلاق مفاعيل الحوار الفلسطيني الداخلي، ومنهم الشيخان الجليلان يوسف القرضاوي وحارث الضاري، لا تجد سلطة رام الله في أجندتها ما يدعوها إلى تقدير لتلك المطالب حتى الآن.

إننا إزاء حالتين متباينتين لا تدلان إلى على وجود طرف يمتلك نية للمصالحة ورأب الصدع وآخر لا يستجيب إلا إذا ما جاءته المطالب من واشنطن وفلكها؛ فما الذي يرجوه أصحاب مبنى مقاطعة رام الله من بطة عرجاء أمريكية وأخرى صهيونية؟! أفلم يحن الوقت بعدُ ليكونوا عقلاء لا مطايا؟!..