27 ذو القعدة 1429

السؤال

أريد الزواج وأفكر به ولدي ما يكفيني بإذن الله علما بأنني طالب منتسب فما هي نصيحتكم لي؟

أجاب عنها:
د. سلوى البهكلي

الجواب

أخي الفاضل ....
· نصيحتي لك ان تحسن اختيار زوجة المستقبل. حيث تلعب عملية اختيار الزوجة دورا هاما في تحقيق الاستقرار والسعادة الزوجية، فالزوج والزوجة هما العمودين الأساسيين اللذين يقام عليهما بناء الأسرة ، فعملية اختيار الزوجة المناسبة عملية صعبة تتطلب التأني والتفكير، والكثير من الاستخارة والاستشارة، فعليك أن تحسن اختيار زوجتك ولا تتعجل لأنك إن لم تحسن اختيارها ستحصد المرارة في المستقبل وقد ينتهي المطاف بك وبأسرتك إلى التشتت والانفصال.
· تذكر أن تصلِي دوما صلاة الاستخارة قبل أن تقدم على أي مشروع خاصة مشروع الزواج.
· أكثر من الاستغفار و الدعاء فبهما سيوفقك الله إلى حسن الاختيار والى حياة أسرية سعيدة.
· يمكنك أن تستعين بالأهل أو الأصدقاء في اختيار زوجتك ولكن حذار أن تختارها عن طريق المجلات أو النت أو تكوين العلاقات قبل الزواج وابتعد عن الخطابات خاصة اللاتي يحرصن على الكسب المادي من الطرفين. وقد يخطر في بالك أن أفضل طريقة لاختيار الزوجة هي أسلوب تكوين العلاقات لتتأكد من حسن اختيارك بنفسك ! ولكن هذا الاعتقاد خاطئ فقد لوحظ أن أعلى نسبة في الطلاق في مجتمعنا تقع في الشريحة التي تتبع أسلوب تكوين العلاقات قبل الزواج.
· عندما توكل من يبحث لك عن شريكة لحياتكك، عليك أن تؤكد له أن يتأكد عند ترشيحه لزوجة لك أن كلاكما معا تملكان مقومات الزواج الناجح، أو تكملانه معاً. فلا تجعله يهتم فقط بجمالها وأسرتها ومكانتها الاجتماعية، بل يحرص على معرفة تاريخ واهتمامات الطرفين وما يحب كل منكما أو يكره والمواقف التي أثرت في حياته، ويتعرف على طريقة تفكيره، ومعرفة الأشخاص القدوة لكما فان وجد أن هذا الشريك مناسب لك فليتكل على الله وليرشحه لك وإلا فليبحث عمن يمكن أن يتوافق معك ومع طباعك وعاداتك.
· احرص على وجود التقارب والتكافؤ في النمط السلوكي والفكري والحياتي بين عائلتك وعائلة من ستختارها زوجة لك، فمن الخطأ الاعتقاد أن الزواج بين فردين فقط، ولكنه بين عائلتين وبيئتين فالتجانس بين الجميع احد شروط الزواج الناجح وخلاف ذلك سيكون زواج غير سعيد ولو استمر إلى ابد الدهر .
· تذكر أن المرأة الصالحة هي خير متاع لك فقد قال صلى الله عليه و سلم "خير متاع الدنيا المرأة الصالحة ". كما قال " تنكح المرأة لأربع، لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك "
· عند اختيار زوجتك احرص أن تكون ذات خلق ودين ، فمن تعرف الله حقا قولا وعملا، ستعرف كيف تؤدى حق الزوج و حق الأولاد و حق البيت . وأذكرك بقوله صلى الله عليه و سلم " زوجة صالحة تعينك على أمر دنياك و دينك خير مما اكتنز الناس ".
· تجنب أن تختار سليطة اللسان مهما كانت تملك من الجمال فحسن الخلق من أهم مقومات الزواج الناجح، والزوجة سيئة الخلق ضررها كبير وتصعب عشرتها لوقت طويل.
· حاول أن يكون اختيارك من الأسر التي تعرف بالصلاح و حسن الخلق، والتي تمتاز بأصالة الشرف، لأن زوجتك ستكون في الغالب قد اكتسبت منهم تلك الخصال والصفات لأنها ستكون قد نشأت في بيئة صالحة
· حاول أن تتأكد أن الزوجة المرشحة لك سلسة، عطوفة، حنونة، ترحم الآخرين، هادئة الطباع، ليست عصبية، فالمرأة العصبية أو ذات الصوت العالي تفقد السيطرة على نفسها في الأوقات الصعبة ويمكن أن تكون سببا في تفكك الأسرة ووقوع الطلاق بسهولة، وهذا من أهم أسباب معظم حالات الطلاق في مجتمعاتنا اليوم.
· حاول أن تكون من تختارها خالية من الأمراض الوراثية أو المعدية لضمان سلامة أطفالك بإذن الله.
· اختر الزوجة الطاهرة العفيفة ، واحرص أن تكون من تختارها عاقلة ، حكيمة، لا تفشى الأسرار.
· احرص على الزوجة العابدة المطيعة التي تحافظ على صلواتها في مواقيتها وتحرص على قراءة القرآن وحفظه وتدبره وعلى ذكر الله لأنها ستكون بركة لك ولبيتك
· عندما تجد شريكة حياتك عليك أن تحرص على تعزيز مقومات الزواج الناجح السعيد، والتي من أهمها توفير الأمن النفسي لزوجتك، فكما تحتاج أنت كرجل إلى التقدير والشعور بالرجولة والقوامة من قبل الزوجة، فزوجتك بحاجة إلى أن تشعر أنها هي محور اهتمامك الأول في حياتك لتسكن وتطمئن .
· ليكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوتك في تعاملك مع اهلك وزوجك، وتذكر وصيته صلى الله عليه وسلم حيث قال "رفقا بالقوارير"
· عليك أن تحرص على أن تكسب احترام وتقدير زوجتك لك. باحترامك لها وحسن معاملتها وعشرتك الطيبة لها. " خيركم خيركم لأهله".
· حاول أن تجعل من زوجتك صديق مخلص لك ، فالصديق هو الشخص الوحيد الذي يمكنك أن تثق به وتتحدث معه في أي مشكلة تصادفك في حياتك.
· حاول أن تكون بينكما دائما لغة الحــوار ولا تتعسف أو تستبد برأيك دوما.
· حاول ان تشرك زوجتك في قراراتكما الأسرية وفي طريقة تربيتكما لأطفالكما في المستقبل.
· حذار من إقحام الآخرين في حياتكما الخاصة مهما كانت صلة القرابة بينكما.
· حذار من الغيرة المرضية التي تكون اقرب إلى الشك فهي مدمرة وستقتل لديك كل معاني الحب والسعادة التي يمكن أن تعيشها وتستشعرها مع زوجتك.