الغرب والمساومة على ثوابت المسلمين
21 ذو القعدة 1439
د. زياد الشامي

لم يكن العداء للإسلام ومناجزته و محاولة تشويه حقائقه وطمس معالمه ومناكفة أتباعه والتضييق عليهم وعلى حريتهم في أداء شعائر دينهم والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه....... بخاف على كل متابع بصير أو مطلع حصيف .

 

 

وإذا كان إخفاء ذلك العداء وعدم المجاهرة بالمكر والكيد لدين الله الحق ومحاولة إظهار التسامح ورفع شعارات الحرية الدينية.....هي سياسة الغرب تجاه الدين الخاتم وأتباعه من قبل فإن الوضع قد تغير منذ زمن وباتت العنصرية والتمييز والعلانية في استهداف ثوابت الإسلام و......هو عنوان المرحلة مؤخرا .

 

 

مساومة المسلمين على ثوابت دينهم و مقايضة ترك التزامهم بأحكام شريعتهم بشيء من الامتيازات و ما يتمتع به الغرب من تفوق في أكثر من ميدان من ميادين الحياة هي إحدى أبرز مظاهر المجاهرة بالعداء للإسلام وممارسة التمييز والعنصرية علنا ضد أتباعه الموحدين .

 

 

فرنسا التي تعتبر نفسها رائدة الحريات وموطن الديمقراطية كانت مسرحا بالأمس لنموذج من تلك العنصرية والتمييز ضد المسلمين حيث اشترطت على طالبتان مغربيتان نزع الحجاب في الصور التي يتضمنها ملف الحصول على التأشيرة إلى فرنسا لمتابعة التعليم هناك وهو ما رفضته الطالبتان وكان سببا في فقد حقهما في إكمال دراستهما بإحدى الجامعات الفرنسية .

 

 

"كوثر الديوري" وزميلتها "أسماء الصنهاجي" اللتان تتابعان دراستهما بالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بمدينة مكناس (حكومية) تفاجئتا عند مباشرتهما الإجراءات القانونية للحصول على التأشيرة بطلب أخذ صورة لهما بدون حجاب كشرط لقبول الملف .

 

 

الديوري قالت : إن "مؤسسة "تيلي كونتاكت" بمدينة فاس، التي تقوم بدور الوساطة بين السفارة الفرنسية والراغبين في الحصول على التأشيرة رفضت قبول ملفي أنا وزميلتي بسبب الصور الشخصية التي نظهر فيها بالحجاب".

 

 

وأضافت أن موظفي المؤسسة "حاولوا إقناعنا بقبول أخذ صورة من دون حجاب من أجل التمكن من استكمال الدراسة في فرنسا وأنه لن يشاهدها إلا عدد محدود".

 

 

وأكدت أنهما رفضتا الأمر "لأنه ليس من حق أحد أن يفرض علينا نزع الحجاب أو التفريط بأوامر ديننا ناهيك عن كون البوابة الإلكترونية للمؤسسة ليست فيها هذه الشروط " .

 

 

موظفو المؤسسة المذكورة حاولوا التغطية على فضيحة المجاهرة بالعنصرية من خلال الكذب والمراوغة عبر الزعم بأن هذه الشروط جاري العمل بها منذ أواخر سنة 2017، بالنسبة للراغبين في التأشيرة طويلة الأمد زاعمين أن سبب عدم نشرها يرجع إلى تأخر تحديث معطيات الموقع الرسمي للمؤسسة" حسب ادعائهم .

 

 

وحين طالبت الطالبة المغربية التي حظيت بقبول في إحدى الجامعات الفرنسية لإكمال دراستها في سلك الماجستير بالحصول على قرار رفض طلبها من السفارة الفرنسية بشكل رسمي..... تعلل موظفو الشركة الوسيطة بالقول : إن ملفها "مرفوض ولن يناقش بسبب الصورة" !!!

 

 

حتى الرسوم والمبالغ التي دفعتهما الطالبتان المغربيتان والبالغ 415 يورو لكل واحدة منهما لم يتم استرجاعه .... لتكتمل بذلك صورة التعنت و الصلف الغربي ومشهد الإصرار على مناقضة ما يرفعونه من شعارات كاذبة .

 

 

ليست الواقعة المذكورة هي النموذج الوحيد لعملية المساومة القبيحة التي يقوم بها الغرب مع كثير من أبناء وبنات المسلمين الذين تضطرهم الظروف أو تلجؤهم الحاجة لطرق أبواب دول القارة العجوز , فما يجري مع اللاجئين الذين يجازفون بحياتهم طمعا في الوصول إلى نعيم الغرب الموهوم من مساومات على عقيدة ودين المنكوبين لقاء الموافقة على طلب اللجوء او تسهيل الحصول على الجنسية وما شابه... كفيل ببيان مستوى الانحدار الذي وصل إليه الغرب في وسائل وطرق معاداة الإسلام ومحاولة إخراج أتباعه منه .   

 

 

نعم لقد خسرت الطالبتان المغربيتان فرصة متابعة الدراسة في إحدى الجامعات الفرنسية إلا أنهما ربحتا رضا الله واليقين بأن الله سيعوضهما خيرا مما خسرتاه , وهو ما ترجمته إحداهما من خلال التعبير عن فخرها بالقرار الذي اتخذته مؤكدة أن أسرتها تدعمها فيه قائلة : "أنا فخورة بالقرار الذي تدعمني فيه عائلتي وأثق أن الله سيعوضني أنا وزميلتي خيرا من ذلك" .