خطاب وزير الخارجية الامريكي في مؤسسة التراث (Heritage Foundation) مؤشر واضح على ان السياسة الامريكية تتجه للمواجهة مع ايران: وزير الخارجية بومبيدو حدد اهدافا وعددها ١٢ هدفا يمكن تأطيرها بإثنين اساسيين: التخلي عن البرنامج النووي كليا، والانسحاب من العالم العربي.
هذان المطلبان يُعتبر تخلي ايران عنهما انكسارا لمنطق الثورة الايرانية!
وبالسياسة يمكن ان نفهم ان قيادة ايران لن تستجيب لهذه المطالب وسترد بتكتيكات قديمة تستهدف الضغط على امريكا وحلفائها اعتقادا منها ان ما نجح في الامس سينجح اليوم!
ايران في داخلها قيادتان:
اولا: قيادة منتخبة ترى انه افضل لإيران ان تفاوض على الانسحاب وتتخلى عن اهداف الثورة في الميدان الخارجي . وترى هذا القيادة ان ايران يمكن ان تفاوض وتحقق نتائج شرط ان تقبل بأن نشر فكر ثورة الخميني بالسلاح لم يعد ممكنا!
ثانيا:قيادة غير منتخب (دينية) تملك القوة والقدرة على فرض رأيها وترى ان ايران تمكنت من مواجهة امريكا، وتمددت، ويمكن ان تصمد وتنتصر ؛ هذه القيادة ترى ان ما تحقق هو نصر الهي سيتوج بانتصارات قادمة!
يبدو ان امريكا ومن قراءة خطاب الوزير بومبيدو تعي هذا الواقع في داخل ايران، وترى ان لديها حلين لهذا الواقع السياسي الايراني:
اولا: الانفتاح على القيادة المنتخبة شرط ان تقبل عمليا وفعليا بتنفيذ الاهداف ١٢ الامريكية؛ بالطبع ستقبل ادارة ترامب بتلطيف المخرج السياسي للقيادة الايرانية لكي لا تُحرج النظام السياسي في ايران وتظهره بمظهر المهزوم.
ثانيا: اذا سيطرت القيادة الدينية على القيادة المنتخبة فإن الهدف المخفي لأمريكا-ترامب هو تغيير النظام برمته!
قد يقول قائل ان امريكا تتحدث كثيرا وتفعل قليلا، واقول ان امريكا نفهمها من منطق اداراتها اي لكل ادارة منطقها؛ منطق ترامب غير منطق اوباما!
منطق ترامب المواجهة ومنطق اوباما المسايرة!
لا احد يعلم المستقبل لكن ممكن التنبؤ به: المنطقة امام تحد كبير وخطير !
المصدو/ صفحة الكاتب