الصفعة الصهيونية لخامنئي في سوريا.. تأديبٌ لا إنهاءٌ للخدمات
26 شعبان 1439
منذر الأسعد

سرعان ما تبخرت تهديدات طهران لتل أبيب وجعجعة أبواقها ومسؤوليها، ليتبرأ الملالي من إطلاق صواريخ على الجولان، استدعت رداً صهيونياً عاجلاً وشديد الإيلام والإذلال!

 

بوتن يحصي الضربات!
لم يكن الوجع الإيراني من صفعة نتنياهو معنوياً فحسب، فقد أعلن جيش الاحتلال أنه دمَّر 50 هدفاً في مختلف أنحاء سوريا، يعود أكثرها للحرس الثوري الإيراني. وهي ضربة عنيفة بالمعايير العسكرية مثلما عبَّر عنها وزير دفاع العدو أفغيدور ليبرمان بقوله: لقد أنهينا البنية التحتية للوجود العسكري الإيراني في سوريا!

 

وكان فيلق القدس أطلق 20 صاروخاً قصير المدى " كاتيوشا" من معسكره قرب مدينة الكسوة جنوب غربي دمشق على مواقع عسكرية صهيونية في الجولان المحتل. وهو تصرف اضطر الملالي إليه بعد تكرار الصفعات الصهيونية للقواعد العسكرية الإيرانية في سوريا.

 

جاء الرد سريعاً وعنيفاً وشاملاً، فوفقاً لتصريحات وزارة الدفاع الروسية، شاركت في الرد الصهيوني 28 طائرة وشمل إطلاق 78 صاروخاً من مختلف الأصناف والأحجام والأغراض واستمرت الحملة أربع ساعات !

 

طبعاً،أمام الإملاءات الصهيونية، يتحول الاحتلال الروسي إلى راصد لإحصاء الضربات، ولا يكترث نتنياهو بما يزعمه الروس عن إسقاط صواريخه. كل ما يعنيه أنهم لا يجرؤون على رمي قواته ولو بزهرة!!

 

الأنكى من ذلك، أن نتنياهو كان في موسكو عندما بدأ جيش الاحتلال تسديد الركلات الرهيبة لخامنئي في سوريا.

 

ثم أعلن من هناك أن تل أبيب وموسكو ما زالا ينسّقان بشأن الأوضاع في سوريا!

 

ثم أكد ناطقه العسكري أنهم أبلغوا الكرملين بالرد الشرس وموعده والأهداف التي سيقصفونها!

 

"الممانعون" يتهربون من ممانعتهم!
ما يدمي القلب أن التاجر الأكبر بخرافة سيادته المهزلة، لم يعلن موقفاً رسمياً، ولو من باب الحفاظ على الشكل .. فقد سكت دهراً ونطق كفراً –كعادته-!
فقد تقمص دور مسؤول دولي بعيد جغرافياً ونفسياً عن سوريا، وأعرب عن أمله ألا تشهد سوريا أي صِدَامٍ بين القوى الكبرى لئلا تخرج الأمور عن السيطرة!
جالب الكوارث ومستدعي الاحتلالات يتكلم ببرود من لا يعنيه الأمر.. وسوريا لا تعنيه إلا بمعنى كرسيه رغم أنه لم يعد يملك سلطة إلا على بقايا نظامه المهترئ.

 

وفي المقابل، أصبحت تجارة " الممانعة" تهمة عند أصحابها مثل كرة من اللهب، يسعى كل منهم إلى ركلها بعيداً عنه!

 

فقد  نفى نائب رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني، "أبو الفضل حسن بيغي"، مسؤولية إيران عن قصف الجولان بالصواريخ  بعد قيام "إسرائيل" بشن عشرات الغارات على مواقع إيرانية في سوريا، مؤكداً أن جيش النظام السوري هو مَن قام بالضربة الصاروخية، إلا أن اﻷخير لم يتبنَّ الضربة في بيانه "العسكري" في اليوم التالي عما جرى!

 

وكانت القيادة العامة لجيش النظام  أصدرت بياناً تحدثت فيه عن "كفاءة نوعية وجهوزية عالية لمنظومات الدفاع الجوي" و عن "التصدي وتدمير قسم كبير من موجات الصواريخ الإسرائيلية المتتالية" دون أي إشارة للرد على الهجوم بقصف صاروخي نحو الجولان المحتل.

 

القراءة السياسية للضربات
بعد ساعات من انتهاء الصفعات الصهيونية أبلغ نتنياهو مجلس وزرائه الأمني المصغر أنه بعث برسالة لبشار الأسد أكد له فيها  "أننا نستهدف مواقع إيران في سوريا فقط".

 

فهو يطمئنه إلى أنه لا يرغب في إيذاء نظامه ولو بالرعب ..

 

وهنا يصبح السؤال عن الغاية الفعلية من الضربات أكثر إلحاحاً.

 

قال محلل صهيوني بارز :نحن لا نريد إخراج إيران من سوريا ولا من لبنان ولا العراق وإنما منعها من نصب أسلحة تهددنا!

 

أما نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي  السابق جيمس جيفري فزاد الصورة وضوحاً، بقوله: إن إيران متوغلة بقوة وكثافة في سوريا منذ سبع سنوات، ولم تقصف "إسرائيل" أي هدف عسكري إيراني هناك !

 

فالأرجح هو أن الخادم تجاوز الحدود المرسومة له فوجب تأديبه . وقد قلتُ منذ سنوات- وكررتُ رأيي هذا أكثر من مرة-: لو كانت الهيمنة المجوسية الجديدة على سوريا تزعج الصهاينة لما استطاعت قطعانهم أن تتدفق جهاراً نهاراً لقتل السوريين وتشريدهم من ديارهم.