صورية الانتخابات في العراق المحتل
21 شعبان 1439
د. زياد الشامي

من بدهيات العملية الانتخابية الحقيقية وأبجديات نجاح ما يسمى الممارسة الديمقراطية في أي دولة في العالم توفر المناخ السياسي الطبيعي المتمثل في استقلالها وامتلاكها لسيادتها وعدم خضوعها لاحتلال من أي نوع من الأنواع , ناهيك عن عدالة النظام الانتخابي وضمان تمثيله الصحيح لفئات ومكونات المجتمع وتوفير النزاهة المطلوبة وضمان عدم وجود أي نوع من أنواع التزوير .......

 

 

ومع عدم توفر شيء مما سبق في العملية الانتخابية التي ينتظرها العراق في الــ12 من الشهر الجاري , ورغم النتيجة المعروفة مسبقا للمسرحية التي ستنطلق فصولها على خشبة محافظات بلاد الرافدين السبت القادم .....إلا أن ضروريات إضفاء نوع من مظاهر الشرعية على منظومة الطائفية والفساد في البلاد تدعو إلى خوض مثل هذا النوع من مظاهر وشكليات الديمقراطية المزعومة الزائفة .

 

 

لا يبدو أن آثار نتائج ثاني انتخابات تخوضها البلاد بعد تسليم الأمريكان للعراق رسميا إلى ملالي قم ستكون أقل سوءا على المسلمين من سابقتها , فخطوات استخدام الرافضة في بلاد الرافدين كرأس حربة لاستهداف أهل السنة وتهميش دورهم بغطاء أمريكي ودعم غربي تجري على قدم وساق , وعملية تدمير مدن أهل السنة وتهجيرهم منها بذريعة "محاربة إرهاب داعش" وإحداث أفظع تغيير ديمغرافي تشهدها البلاد لجعل الرافضة أكثرية بعد أن كانوا أقلية...لا يمكن أن يجادل فيها متابع عاقل .

 

 

يكفي إلقاء نظرة سريعة على قوائم المرشحين والتكتلات والتحالفات الانتخابية التي ستخوض العملية الانتخابية بعد أسبوع من الآن لإدراك مدى شكليتها وهزيلتها إذ تبدو النتيجة محسومة قبل بدء الانتخابات لصالح وكيل المحتل الأمريكي .

 

 

7 آلاف مرشح سيخوضون الانتخابات النيابية الأسبوع القادم وفق ما أكدته مفوضية الانتخابات العراقية , ويتنافسون على 329 مقعدا برلمانيا وفق نظام انتخابي جعل لتكتلات وتحالفات الرافضة نصيب الأسد من المقاعد النيابية في الوقت الذي جعل للغالبية السنية أقل من ربع مقاعد البرلمان .

 

 

وفي ظل هيمنة أزلام خامنئي على مفاصل صنع القرار في بلاد الرافدين بمباركة أمريكية تم تخصيص 124 مقعدا من مقاعد البرلمان للقوائم الانتخابية الصفوية في 9 محافظات أبرزها البصرة التي أضحت مستعمرة رافضية .....في الوقت الذي تم فيه تخصيص 75 مقعدا فقط للمرشحين المحسبوين على أهل السنة في أربع محافظات فقط هي : نينوى وديالى والأنبار وصلاح الدين .

 

 

وإذا أخذنا بعين الاعتبار تخصيص 71 مقعدا للعاصمة بغداد التي حولها الاحتلال الأمريكي ومن بعده الصفوي لما يشبه الثكنة العسكرية وفرغها بشكل شبه كامل من الوجود السني فإن نتيجة الانتخابات المزعومة باتت محسومة قبل أن تبدأ والأغلبية التي يسعى إليها الرافضة داخل المؤسسة التشريعية أضحت مضمونة .

 

 

لا مانع بعد ما سبق أن تكون هناك بعض المقاعد داخل البرلمان لبعض الأكراد أو العرب والتركمان لإضفاء نوع من مظاهر التعددية والمشاركة السياسية المزعومة , ومن هنا تم تخصيص 36 مقعدا للقوائم الانتخابية الكردية في كل من أربيل و دهوك والسليمانية , بينما منحت محافظة كركوك 13 مقعدا يتنافس عليها العرب والتركمان والأكراد .

 

 

أبرز ما يلفت الانتباه في الانتخابات البرلمانية العراقية المنتظرة ترشح شخصيات ضالعة في الإرهاب والقتل والإجرام ومتهمة بإرتكاب مجازر وفظائع خلال معارك ما يسمى تحرير البلاد من إرهاب "داعش" .

 

 

هادي العامري من أبرز تلك الشخصيات ممن لم يكتفوا بالترشح عن أنفسهم للوصول إلى قبة البرلمان فحسب , بل قاموا بإنشاء تحالف يضم المتهمين بجرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية من قبل الكثير من المنظمات الحقوقية الدولية .

 

 

تحالف ما يسمى "الفتح" الذي يقوده العامري الذي يترأس منظمة إرهابية تسمى "بدر" ويقود كتائب مليشيا الحشد الصفوي المتهمة بإرهاب الشعب العراقي وقتل أبنائه وتهجير الناس من بيوتهم بذريعة محاربة "داعش"....يعتبر من أبرز التحالفات وأقواها في المنافسة على المقاعد البرلمانية المخصصة للرافضة .

 

 

لم يتوقف الأمر على العامري فحسب فهناك المالكي المتهم بقضايا فساد وإفساد والضالع الأول بإدخال ما يسمى "داعش" إلى العراق من خلال مسرحية تسليم مساحات هائلة للتنظيم في وقت قياسي واليد الصفوية الأولى التي استهدفت أهل السنة بعد تسليم العراق للرافضة .....يقود كذلك تحالفا صفويا لخوض الانتخابات البرلمانية .

 

 

لن نطيل الحديث في شكل البرلمان المنتظر بعد استعراض نذر يسير من سيرة وتاريخ أبرز المرشحين وقادة التحالفات الانتخابية الصفوية للفوز بمقاعده ...إلا أن الأكيد أنه يتناسب مع مخططات وأجندات المحتل الأمريكي و وكيله الصفوي ويتلاءم مع أطماعهم في العراق الجريح .