"فيسبوك" ضد المسلمين
27 جمادى الثانية 1439
خالد مصطفى

مع تزايد الحرب التي يتعرض لها المسلمون حول العالم وتورط أكثر من جهة في هذه الحرب سواء بالدعم أو بالتحريض أو بالصمت, كشف خبراء في الأمم المتحدة عن أن موقع فيسبوك ساهم بشكل كبير في التحريض على الجرائم المرتكبة ضد المسلمين في ميانمار...

 

وقال خبراء في حقوق الإنسان بالأمم المتحدة يحققون في جرائم إبادة في ميانمار, إن موقع فيسبوك لعب دورا في نشر ثقافة الكراهية هناك...وقال مرزوقي داروسمان، رئيس بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في ميانمار، للصحفيين: إن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت "دورا حاسما" في ميانمار...

 

ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أكدوا أن فيسبوك ترك المجال واسعا للمتطرفين البوذيين للتحريض ضد المسلمين عبر حسابات عديدة كانت تدعو لمهاجمة منازل المسلمين وحرق ممتلكاتهم ورفض الموقع وقف هذه الحسابات التي تدعو للكراهية واستمر الأمر لفترة طويلة مما أدى إلى تصعيد عمليات العنف في منطقة أراكان..

 

الاتهامات الموجهة لموقع فيسبوك بشأن إفساحه المجال للتحريض ضد مسلمي الروهينغيا ليست الأولى من نوعها فقد شهدت العاصمة الإندونيسية جاكرتا احتجاجات في وقت سابق بسبب غلق موقع فيسبوك لعدد من الصفحات الإسلامية, كما تجاهل الموقع وقف عدد من الصفحات التي تسيء للإسلام في باكستان وأمر رئيس الوزراء حينها نواز شريف، بحذف أو حجب أي إساءة إلى الدين في وسائل التواصل الاجتماعي، وطلبت حكومة إسلام أباد وقتها اجتماعاً مع فيسبوك للتعبير عن القلق من انتشار مثل هذه الصفحات..كذلك كشفت صحيفة “جارديان” البريطانية عن أن موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” فرض رقابة على عشرات المنشورات والحسابات بعد قتل القوات الهندية للقيادي الكشميري المسلم “برهان واني”..وأشارت إلى أن “فيسبوك” حذف صوراً وفيديوهات وحسابات كاملة لأكاديميين وصحفيين وصفحات تابعة لصحف ورقية محلية، بعدما نشروا ما يتعلق بالأحداث الأخيرة في كشمير...

 

وأكد كشميريون على أن الحظر الذي فرضته الهند على المعلومات في كشمير تفاقم بفعل الرقابة التي قام بها “فيسبوك”..واعتبر كشميريون أن ما قام به “فيسبوك” يعد شكلاً من أشكال الإسلاموفوبيا، وتساءلوا عن سبب حظر حسابات المسلمين وحدهم ودعم موقع التواصل الاجتماعي للفظائع التي ترتكب على يد الجيش الهندي...

 

في نفس الوقت يقوم موقع فيسبوك بوقف أي صفحات تتكلم عن القضية الفلسطينية وممارسات الاحتلال ضد الفلسطينيين فقد اتهم مسؤول بقناة فضائية فلسطينية، إدارة موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) بالانحياز للاحتلال الصهيوني عبر استهداف حسابات وصفحات داعمة للقضية الفلسطينية بزعم احتوائها مشاركات تتضمن "موادا عدائية"...

 

وقال مازن أبو عرجه، مدير التسويق في قناة "القدس"، إن إدارة فيسبوك أخذت جانب "إسرائيل"، وتقوم بتقييد جميع المشاركات الداعمة للقضية الفلسطينية حتى وإن كانت لا تضم أي إساءة أو عنف...وأشار أبو عرجه إلى أن "فيسبوك" أغلق حسابه، بشكل مؤقت لمدة 30 يوما بداية من 7 مارس الجاري، بعد أن نشر فيلم قصير عن حياة أحمد نصر جرار، الذي استشهد في جنين، شمالي الضفة الغربية، الشهر الماضي، على يد قوات الاحتلال...وقال، إن إغلاق حسابه يظهر تحيزا واضحا من فيسبوك...

 

ولفت أبو عرجه إلى أنه تلقى عدة تحذيرات من إدارة "فيسبوك" بغلق حسابه عندما كان ينشر مشاركات تتعلق بالقضية الفلسطينية..ونظمت لجنة دعم الصحفيين الفلسطينيين وقفة أمام مقر الأمم المتحدة في مدينة غزة، بمشاركة العشرات من الإعلاميين، احتجاجا على إغلاق "فيسبوك" صفحات فلسطينية...

 

يبدو أن الحرية في رأي موقع فيسبوك تقتصر على التحريض ضد المسلمين والحث على قتلهم وحرق ممتلكاتهم ومساجدهم وإهانة عقيدتهم, أما إذا تعلق الأمر بالحديث عن الظلم الذي يتعرضون له على أيدي الاحتلال الذي يغتصب أراضيهم فعندئذٍ تتوقف مفاهيم الحرية وتبدأ التحذيرات وغلق الحسابات!